عمدت البنوك الأمريكية للتخلص من الأصول المحوطة بالمخاطر حتي تضمن أمام الجهات الرقابية أنها ليست عرضة للمخاطر كما كان الوضع عليه أثناء الأزمة المالية، وعلي الرغم من ذلك، ذكرت جريدة «نيويورك تايمز»، انه في بعض الحالات فإن الأصول غالباً لا تتحرك والبنك يقوم فقط بتحويل المخاطر إلي مؤسسة جديدة.
هذه الاستراتيجية اتبعتها البنوك في الوول ستريت لفترة من الوقت، خاصة بعد ممارسة الضغط علي البنوك لتكون اكثر آمنا من جانب المنظمين، وايضا اتبعتها البنوك في اوروبا.
أشهر الشركات ومقدمي الخدمات المالية الذين اتبعوا هذه السياسة « سيتي جروب »، و« مجموعة كريدي سويس »، والشركة العالمية « يو بي إس ».
تقضي هذه الصفقات بقيام البنوك بتحويل شريحة من المخاطر المصحوبة بالأصول بدلا من بيعها بالخسارة، وقيام المشتري بتغطية هذه الشريحة مقابل رسوم معينة غالبا تكون 15% في السنة أو تزيد.
عادة يكون للمشترين صناديق تحوط، ومستثمرو هذه الصناديق يكونون من طبقة ذوي المعاشات ومدخرات معلمين بالمدارس والعمال.
ثم تصبح تلك الأصول اقل خطرا، علي الاقل بالنسبة للبنك والمنظمين، ونتيجة لذلك فإن البنك لا يحتاج إلي زيادة رأس المال لتحسين الربحية.
توقع « كيفن وايت » مدير تنفيذي سابق في بنك « ليمان برازرز »، استمرار ذلك النوع من الصفقات في الولايات المتحدة الأمريكية خاصة مع كثرة مطالب المنظمين لزيادة رأس المال في البنوك.
رفضت الشركات المالية « سيتي جروب » و« بنك كريدي سويس » والشركة العالمية المالية « يو بي إس »، التعليق علي هذا النوع من الصفقات الخاص بها.
علي الرغم من ذلك، يعي المصرفيون انه علي الرغم من ان مثل هذه الصفقات تستطيع التخلص من جزء كبير من المخاطر في الوول ستريت، أشاروا إلي انها تنتقل إلي الصناعة المالية بدلا من البنوك.
أبدي المنظمون تخوفهم من انه في بعض الحالات، لا تجنب هذه المعاملات الميزانيات العمومية للبنوك من الخطر، فعند سماح البنوك بإقراض العملاء للاستثمار في ذلك النوع من الصفقات، مما يؤدي إلي ترك البنك بمخاطر اعلي في دفاتره.
اشار النقاد إلي وجود اسباب اخري للقلق من هذه الصفقات، لان معظمها علي شكل «المبادلة الافتراضية للائتمان»، فهو نوع من المشتقات يشبه التأمين، هذا النوع دمر شركة التأمين العملاقة « AIG » في سبتمبر 2008.
ومن الأشياء المقلقة ايضا كما ذكرتها «نيويوك تايمز» ان البنوك تستخدم المركبات ذات الاغراض الخاصة الموجودة في الخارج، غالبا في جزر كايمان، لتنظيم هذه الصفقات.
هذه الصفقات تأخذ أشكالا عديدة، ولكن عادة ما يقوم البنك بالشراء عن طريق «المبادلة الافتراضية للائتمان» علي بعض قروضها من المركبات ذات الاغراض الخاصة، والتي تمول من مستثمرين من الخارج، فاذا سارت الامور علي ما يرام، يستقبل المستثمرون رسوماً سنوية نتيجة تحملها المخاطر، ولكن في أسوأ الحالات، عند عدم سداد قيمة القرض، التأمين الذي قام البنك بشرائه يتم استخدامه لتغطية هذه الخسارة، ويتم شطب هؤلاء المستثمرين.
وهناك عدد من الشركات الأمريكية الاستثمارية مثل شركة « سبرنج هيل كابيتل بارتنرز »، تحاول العثور علي مستثمرين لهذه الصفقات.
قال جلين بلاسيوس، تنفيذي سابق في بنك ليمان برازرز، انه قام بجمع اموال ليستثمرها في صندوق الإغاثة « اوفيد ريجولتري كابيتل » والذي يستثمر في مثل هذه الصفقات.
قال ريتشارد روب، مدير نقدي بنيو يورك، إن أسلم طريقة لحماية البنوك من خطر هذه التجارة هو تحويلها خارج الجهاز المصرفي إلي مؤسسات تعمل بشكل جيد.