340 مليار دولار حجم التجارة بين أفريقيا والبريكس
9 مليارات دولار حجم التبادل التجاري
التعاون بين المؤسسات التنموية ضرورة لنقل التكنولوجيا وتطوير التعليم
تركز النقاش في السنوات الأخيرة حول الانخراط الكبير للصين في القارة الافريقية كنموذج للاقتصاد الدبلوماسي عبر الاستثمار فيها بحسب الصورة المسبقة كمخزن للموارد الطبيعية والمعادن خصوصاً النحاس حيث يسعي النظام في بكين إلي تقديم بلاده كقوة عالمية كبري تناطح النفوذ الأمريكي.
لكن النظرة الأكثر عمقاً للتحولات في علاقات القارة السمراء مع العالم يؤكد تنامي الروابط مع دول الاسواق الناشئة الأخري خصوصا البرازيل أحد أهم دول الـ«بريكس» التي تضم أيضا روسيا والصين والهند وجنوب افريقيا.
فبحسب تقرير بنك ستاندر البرازيلي فإن التبادل التجاري بين دول البريكس مع باقي دول العالم يمثل 16% من حجم التجارة الدولية بقيمة 5.6 تريليون دولار في 2012 فيما بلغت التجارة البينية فيما بينها 310 مليارات دولار في 2012 وهو ما يمثل 11 ضعفاً للقيمة المتحققة في 2002 والبالغة نحو 28 مليار دولار.
كما بلغت التجارة بين دول البريكس وأفريقيا في 2012 نحو 340 مليار دولار بزيادة 10 أضعاف المتحقق في علي مدار العقد الماضي.
وتحتاج العلاقة المتنامية بين البرازيل وأفريقيا إلي مزيد من التركيز خصوصا في اعقاب زيارة ديلما روسيف رئيسة البرازيل إلي نيجيريا وتوقيع العديد من الاتفاقات للتعاون الاقتصادي.
ويرجع الاهتمام البرازيلي بأفريقيا إلي النمو السريع للاقتصادات السمراء. وتركز البرازيل في انشطتها في افريقيا علي قطاعات الزراعة والطاقة والكهرباء والبترول والبنية التحيتة والصناعات العسكرية.
وتعتبر العلاقات بين البرازيل والدول الافريقية تاريخية خصوصا أنها كانت أهم محطات توريد الزنوج ابان الاحتلال الأجنبي لدول القارة الذي استغل تجارة الرقيق لخطف ملايين العمال من السود للعمل في الزراعة والصناعة في الأمريكتين في نهاية العصور الوسطي.
ويرغب الكثير من رجال الاعمال المنحدرين من الاصول الافريقية إلي العودة إلي أوطانهم القديمة للاستثمار فيها والمساعدة علي تطويرها.
وِأشار تقرير أعده مركز بلفير للعلاقات الدولية إلي أن الرئيس السابق لويز لولا دي سيلفا زار القارة السمراء 20 مرة خلال فترة حكمه للبلاد وقد افتتح خلالها نحو 19 سفارة في دلوها المختلفة لتصبح عددها 37 منتشرة في عواصم افريقيا التي تضم 54 دولة.
ويؤكد التقرير الدولي أن البرازيل لديها من الدروس المستفادة الكثير الذي يمكن للافارقة أن يتعلموها لتحقيق نهضتهم الاقتصادية وفي مقدمتها قدرتها علي انشاء المؤسسات القادرة علي التصدي للتحديات القومية علي غرار مؤسسة امبيرير لعلوم الفضاء التي أسهمت في تطوير قطاع الطيران المحلي لتصل عائداته السنوية 5.7 مليار دولار بعد أن أصبح أكثر آمانا وأكثر مرونة وقدرة علي النمو.
ومن أهم المؤسسات التي قدمت نموذجا في الاعتماد علي الابتكار لحل المشكلات مؤسسة «امبرابا» أو مؤسسة الابحاث الزراعية التي تأسست في 1973 والتي قدمت دعما فنيا وتمويليا كبيرا للمرزاعين وساهمت في التغلب علي عوائق التضاريس والطبيعة التي تعطل النشاط الزراعي. وتدير هذه الهيئة حاليا نحو 47 مركزا بحثيا وخدمية فضلا عن توفير 14 منشأة تهدف إلي نقل التكنولوجيا الحديثة في انحاء البلاد.
وتهتم هذه المؤسسة بالتنمية البشرية حيث حصل 74% من باحثيها علي درجة الدكتوراة مقابل 25% منهم حصل علي درجة ماجستير بفضل موازنة رائعة تم رصدها لصالح انشطتها تبلغ 1.1 مليار دولار في 2012. كما أنها تمتللك مكاتب دولية تهدف لتبادل الخبرات في فرنسا وغانا ومالي وموزمبيق والسنغال وكوريا الجنوبية وبنما والمملكة المتحدة والولايات المتحدة وفنزيولا.
وأسست البرازيل مركز “سيكات” للدراسات الاستراتيجية والتدريب للتركيز علي التعاون الزراعي في المناطق الاستوائية عبر وكالة التعاون البرازيلية التي فعلت ما يمكن ان يطلق عليه الدبلوماسية الزراعية.
ويمكن للبرزيل مساعدة الدول الافريقية في تطوير التعليم من خلال الوكالات الفيدرالية مثل وكالة التنسيق للتعليم العالي والمجلس القومي للتنمية العلمية والتكنولوجية.
تجدر الاشارة إلي أن البرازيل وضعت برنامجاً في 2011 لإرسال 75 ألف دارس للخارج في تخصصات العلوم والتكنولوجية بتكلفة ملياري دولار كما تعاون القطاع الخاص في تمويل نحو 25 ألف منحة دراسية.
وتؤكد البيانات القدرات الكبيرة المتاحة لتنمية العلاقات بين الجانبين فمنذ عقد من الزمان كان حجم التعاون بين البرازيل وأفريقيا 1.5 مليار دولار لكنه تضاعف بنسبة 500% في عشر سنوات حيث ارتفع إلي 9 مليارات دولار حالياً.