تقترب أفريقيا من عصر السوبر ماركت بفضل النمو السريع نسبياً للانفاق الاستهلاكي لمواطنيها خصوصاً علي الطعام مع صعود الطبقة المتوسطة التي تعتبر المحرك الأول للنشاط الاقتصادي.
لكن أي مستثمر في قطاع التجزئة يفكر في دخول سوق القارة السمراء سيكون متأخر جداً حيث بدأت بالفعل كثير من الشركات العالمية مشروعات كبري في بلدانها بحسب ماهوت ارورا مدير الاستثمار الزراعي في مصرف ستاندرد بنك.
ونقل تقرير لصحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية عن ارورا قوله أن الانفاق علي قطاع التجزئة في افريقيا مرتفع علي غير العادة بالمقارنة بالاسواق الناشئة خصوصا في قطاع المواد الغذائية وعلي الرغم من أن مستوي المدخرات في القارة غير مرتفع اذا ما قورن بالصين والهند إلا أن مواطنيها يفضلون العيش بطريقة مريحة ويتطلعون إلي وجود اسواق مشابهة لتلك الموجودة في الغرب.
وتتنافس الشركات المنتجة والمصنعة منذ سنوات علي الدخول في هذه السوق الواعدة خصوصا المزارعين البرازيلين والأمريكيين النشطين في اسواق الغذاء، ففي 2011 أشترت شركة «وول مارت» الأمريكية العملاقة شركة التجزئة الجنوب افريقية «ماس مارت» التي تدير عشرات الفروع التجارية في عدد من بلدان القارة السمراء.
وتسعي شركات التجزئة الكبري في جنوب افريقيا إلي الفوز بصفقات استحواذ في البلدان المجاورة خصوصا في استثمارات المزارع بينما يتسم أداء شركات من دول افريقية اخري بالنمو المضطرد مثل شركة اوتشيمي الكينية.
ومع ذلك يبقي حجم الصفقات صغير نسبيا باستثناء صفقة «ماس مارت» بسبب صغر حجم السوق المتنافس عليها اذا ما قورنت بحجم الصفقات العالمية لقطاع الزراعة والغذاء في 2010 و2011 حيث تم عقد نحو 100 صفقة بلغت بالكاد 5 مليارات دولار منها صفقة «ماس مارت» التي حققت بمفردها ملياري دولار حيث كان متوسط باقي الصفقات 25 مليون دولار لكنه يبقي تدفقا كبيرا من حيث عدد الصفقات بحسب أرورا.
ويشير التقرير إلي أن أي مستثمر لم يبدأ بالفعل في الدخول إلي أسواق التجزئة الافريقية فبالتأكيد سوف يكون فاته القارب حيث تتغير الاسعار بصورة سريعة جداً لتتماشي مع سرعة النضوج في أسواق عدد من دول القارة.