حسام فريد حسانين : لابد من فض الاشتباك بين « الصناعة » وباقي الوزارات في الرقابة والتصنيع والمواصفات
ضرورة منح إعفاءات ضريبية للمشروعات الجديدة وتأجيل سداد أقساط الأراضي لتشجيع الاستثمار
« الوايلر فريد » تنتج طلمبات تعمل بالطاقة الشمسية خلال شهرين باستثمارات 15 مليون جنيه
الشركة تبدأ توسعاتها بالسوقين السعودي والعراقي.. وتراجع الطلب الحكومي يؤثر علي مبيعاتها المحلية
تسعي جمعية شباب رجال الأعمال لمواصلة الضغط علي الحكومة لتحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب التي تعود بالنفع علي شباب رجال الأعمال في القطاعات الاقتصادية المختلفة، وأنه في سبيل ذلك تجري الآن مفاوضات لاقرار اعفاء ضريبي 3 سنوات للمشروعات الجديدة وتأجيل سداد أقساط الأراضي 5 سنوات.
قال المهندس حسام فريد حسانين، رئيس جمعية شباب رجال الأعمال ، ورئيس مجلس ادارة شركة الوايلر فريد للطلمبات، ان الجمعية طالبت رئيس مجلس الوزراء الدكتور هشام قنديل ، خلال لقائه بشباب المستثمرين نهاية الاسبوع الماضي، بضرورة اتخاذ العديد من الاجراءات الاستثنائية لانقاذ الاقتصاد الوطني، وأن أهم المطالب تمثلت في ضرورة اصدار قرار سيادي لالزام البنوك بتغيير ثقافة اقراض المنشآت الانتاجية المتعثرة، التي تخطت 2500 مصنع.
وكشف حسانين في حوار لـ”البورصة” عن تقديم مذكرة تفصيلية لرئيس البنك المركزي، هشام رامز، بتكليف من رئيس الوزراء لدراستها تحتوي توصيات بضرورة الزام البنك المركزي، البنوك بتسهيل شروط الاقراض للقطاع الخاص، وتخفيفها، لافتا الي اشتراط البنوك علي الشركات تقديم ثلاث ميزانيات سابقة، للتأكد من أنها حققت أرباحاً في السنوات الثلاث الأخيرة.
وأوضح أن هذا الشرط يصعب تحقيقه في ظل الخسائر، التي منيت بها معظم شركات القطاع الخاص خلال السنوات الثلاث الأخيرة، التي أعقبت ثورة 25 يناير، وأن الجمعية تقوم الآن بالاعداد لمؤتمر تعقده الشهر المقبل برعاية رئيس الوزراء ووزير الصناعة والتجارة ومحافظ البنك المركزي وبحضور جميع المؤسسات التمويلية مثل البنوك وشركات التمويل العقاري والتخصيم والتأجير التمويل والصندوق الاجتماعي، بهدف انشاء صندوق تشارك في تأسيسه البنوك العاملة بالسوق للقيام بتمويل هذه الكيانات بشروط ميسرة، علي أن يلزم البنك المركزي البنوك بذلك، وأن 500 مليون جنيه كرأسمال للصندوق، كافية لاخراج عدد كبير من المصانع من كبوتها الحالية، وأن رئيس الوزراء تحمس لتنفيذ هذه المبادرة ووعد بتفعيلها.
وقال حسانين ان الجمعية طالبت بضرورة اجراء حوافز واعفاءات تشجيعية للاستثمارات الجديدة، أهمها الاعفاء الضريبي ثلاث سنوات من بدء الانتاج، واصلاح البنية التشريعية ومد فترة سداد اقساط الأرض الصناعية الي 6 سنوات، وضرورة دخول الحكومة في مشروعات الترفيق وتوفير الأراضي الصالحة للاستثمار، بما لها من قدرة علي منح مزايا تنافسية لا يمكن للمطور الصناعي أن يقوم بها.
وأضاف أن أي مسئول يدعي وجود أمن وأمان في المناطق الصناعية ، “يحاول تحسين الصورة”، وأن قضية تأمين المناطق الصناعية كانت علي رأس المباحثات مع رئيس مجلس الوزراء بعد تكرار حوادث السرقة والنهب للمصانع والاعتداء علي مستثمرين وسرقة سياراتهم، وأن استمرار هذا المناخ من شأنه التأثير علي جذب الاستثمارات المحلية والأجنبية.
وحذر رئيس جمعية شباب الأعمال من تسييس الاقتصاد، وقال انه يجب أن يظل الاقتصاد بلا أهواء سياسية أو صراعات أيدلوجية، وأن مبادرة “اصطاف”، التي وقعت عليها الجمعية مع 9 منظمات اعمال، مختلفة الميول السياسي، الا أنها اتفقت في التوجه الاقتصادي، وأن المبادرة تضم منظمات أعمال اخوانية وليبرالية، الا أنها ستتبني مواقف موحدة سواء بالرفض أو الموافقة علي العديد من القرارات الحكومية والسياسية.
وأضاف أن المبادرة تستهدف توحيد الرؤي، وأنه لا توجد جمعية أو منظمة تستطيع وحدها تصدر المشهد، وأن جمعية “ابدأ”، التي يرأسها رجل الأعمال الأخواني حسن مالك حاولت أن تفعل ذلك، لكنها لم تفلح، وثبت جليا خلال الشهور الأخيرة أن التكامل بين الرؤي المختلفة ضرورة لتحقيق التنمية ودفع عجلة الاقتصاد.
وأشار الي أن عدم الاستقرار الداخلي والتباطؤ في ترتيب الأولويات لدي الحكومة، يدفع المستثمر الوطني للبحث عن اختيارات أخري للاستثمار، خاصة في ظل الحوافز الكبيرة التي تمنحها حكومات الدول الأفريقية والعربية في الوقت الحالي للمستثمرين.
وطالب حسانين بضرورة اصدار حزمة من التشريعات، التي تخدم أهداف السياسة الاقتصادية الحالية، التي منها قانون الصناعة الموحد، وقانون الغذاء، وقانون الخروج الآمن من السوق، الذي تأخرت مصر كثيرا في اصداره مقارنة بدول المنطقة، بالاضافة الي ضرورة فض الاشتباك بين وزارة الصناعة وعدد من الوزارات الأخري، فيما يخص الرقابة والتصنيع والمواصفات وانشاء مجلس للتكامل الصناعي وتعميق التصنيع المحلي.
ولفت الي أن عدم ثبات سعر صرف الدولار بالعملة المحلية و تداوله بأسعار أعلي في السوق السوداء يخلق حالة من التخبط في المجتمع الصناعي، وأنه في ظل الاعتماد علي مستلزمات انتاج مستوردة تزيد تكلفة المنتج الصناعي، مما يترتب عليه تآكل الربحية، بالاضافة الي تأثيرها علي الشركات المصدرة، التي لا تستطيع رفع سعر منتجها بسهولة لدواعي المنافسة، وخاصة المصدرين للسوق الأوروبية، التي يجب اخطار عملائها بزيادة السعر قبل ثلاث شهور علي الأقل، وهو الأمر الذي يقابل بالرفض في معظم الحالات لوجود بدائل افضل لدي المستورد الأوروبي خاصة من الأسواق الكبيرة مثل الهند والصين وغيرهما من دول النمور الآسيوية.
وقال رئيس جمعية شباب الأعمال، ان أزمات الطاقة تعد أكبر عائق استثماري ـ حاليا ـ بسبب تباطؤ الحكومات المتتالية منذ عهد النظام السابق في حل المشكلة، التي أصبحت أحد أكبر الأزمات، التي تواجه المجتمع الصناعي، وأنه ينبغي وضع تعريفة لبيع الطاقة الكهربائية المنتجة من القطاع الخاص حسب نوع التكنولوجيا المستخدمة، وتشجيع انشاء محطات انتاج الكهرباء الصغيرة والمتوسطة.
وأضاف أن الجمعية قدمت للحكومة ممثلة في رئيس الوزراء ووزير الصناعة الأجندة الوطنية، التي تمت صياغتها داخل الجمعية لتوضيح أهم المشكلات، التي تواجه القطاعات الاقتصادية المختلفة في مصر، وعرض الحلول التي يمكنها القضاء علي هذه المشكلات سواء كانت باصدار قوانين أو اجراء خطوات تنفيذية جادة وتفعيل الرقابة وطرح مشروعات علي المستثمرين في قطاعات محددة من شأنها التيسير علي حركة الاقتصاد وتدفق رؤوس الاموال.
وأوضح أن الأجندة تقوم علي دراسة 7 قطاعات اقتصادية والمشكلات التي تعاني منها والاجراءات العملية لمواجهتها، وأن هذه الدراسة نتاج عدد كبير من ورش العمل والندوات المتخصصة، التي شاركت بها نخبة من الخبراء المصريين والأجانب في ألمانيا وتركيا وايطاليا وبريطانيا.
وأشار الي أن الصناعة كانت أكثر القطاعات التي دارت حولها المناقشات، حيث تباحث الخبراء حول سبل الانتاج عالي الجودة وقليل التكلفة حتي يتمكن المنتج الوطني من المنافسة في الأسواق العالمية، وأن المناقشات ركزت علي ضرورة أن تعلن المصانع والمنشآت الكبري عن احتياجاتها من التخصصات الفنية الحديثة علي أن تقوم وزارة الصناعة بالاتفاق مع عدد من مراكز التدريب المتطورة في ألمانيا وايطاليا بانشاء مدارس فنية متخصصة في مصر لتخريج هذه التخصصات، لأن نقص العمالة المدربة تمثل عبئا علي القطاع الصناعي.
وعن شركته “الوايلر فريد” للطلبمات، قال حسام فريد حسانين ان أداء الشركة مستقر رغم الاعباء التي تحملتها بعد قيام الثورة، التي لم تظهر نتائجها الا بعد عام من قيامها، نتيجة تأثر الشركة بالركود الاقتصادي، الذي أصاب الاقتصاد المصري ككل، وهو ما كان له كبير الأثر علي معدلات الأداء خاصة بعد توقف عدد كبير من المشروعات الحكومية، التي تعتبر المشتري الاكبر لمنتجات الشركة.
وأضاف أن مبيعات الشركة كانت تعتمد علي ثلاث قنوات رئيسية، 55% مشروعات حكومية و15% سوق داخلي، و30% تصدير للخارج، وبالتالي هدد عدم الاستقرار وتباطؤ الاقتصاد المحلي بعد الثورة نحو 70% من مبيعات الشركة، وبالتالي كان التفكير منصبا علي ضرورة توسيع القاعدة التصديرية لمنع حدوث خسائر، وبالفعل تم فتح أسواق تصديرية جديدة داخل السوق الأوروبية والأفريقية والدول الآسيوية خاصة دول الخليج العربي ومع ارتفاع سعر الدولار تحسنت نتائج الأعمال داخل الشركة.
وأوضح حسانين أن مصنع المسبوكات، الذي ينتج خامات الزهر والاستانلس والنحاس وعدداً من المعادن الأخري كان المصنع الوحيد التابع للشركة، الذي حقق أرباحا خلال عامي الثورة بسبب الطلب المتنامي علي المعادن في السوق الأوروبية، وقد قامت الشركة بتصدير كميات كبيرة من المسبوكات لعدد من الدول الأوروبية خلال عامي الثورة، وكانت نتائج اعمال مصنع المسبوكات جيدة بالمقارنة بأداء باقي الشركات خلال الفترة نفسها.
وكشف عن استكمال عدد من التوسعات للشركة بعد أن كانت قد توقفت بسبب تداعيات الثورة علي الاقتصاد، وأن التوسعات تشمل انشاء مصنع جديد علي مساحة 5 آلاف متر وبتكلفة استثمارية تتعدي الـ 15 مليون جنيه لتصنيع طلمبات رفع المياه باستخدام الطاقة الشمسية بدلا من الوقود وسيتم بدء الانتاج خلال شهرين.
ولفت الي أن دخول الشركة في تصنيع الطلمبات التي تعمل بالطاقة البديلة يعتبر فرصة ذهبية خاصة أنه يأتي تزامنا مع طلب السوق المحلية والعالمية علي مثل هذه المنتجات التي تعمل بالطاقة البديلة بدلا من الطاقة التقليدية وأشار الي ان انتاج المصنع مخصص للسوق المحلية والسوق الأفريقية خاصة دول أفريقيا الوسطي والسوق الأثيوبية.
وقال رئيس مجلس ادارة “الوايلر فريد” ان الشركة تدرس تطوير نظم طلمبات الاطفاء بما يناسب السوق الخليجية، الذي يستخدم التكنولوجيا الامريكية في هذا المجال بعكس مصر، التي تستخدم التكنولوجيا الأوروبية، وانها بدأت بالفعل عمل دراسات جدوي للدخول في تصنيع هذه المعدات بالتكنولوجيا، التي تناسب دول الخليج العربي، وأنه من المنتظر أن يجد هذا المنتج قبولا لدي دول الخليج، لأنه سيقدم بسعر تنافسي.
وأضاف أن الشركة بدأت عمل توسعات وفتح فروع لها في السعودية، وأنه تم انشاء مصنع تجميع وصيانة لجميع المنتجات، التي تقوم الشركة بتصدريها الي السعودية، وأنهناك مخططات لانشاء مصنع متكامل في السعودية، ولكن بعد ضمان حصة سوقية مقبولة في السوق السعودي، وانه سيكون نقطة انطلاق الي الدول الآسيوية والخليج العربي.
وأشار الي أن الشركة تشارك في وفد مصري الرسمي الذي يزور العراق بالتنسيق مع جهاز التمثيل التجاري، وأنه سيكون لها جناح بمعرض يقام الشهر المقبل بأربيل العراق، وسيتم انشاء ورش صيانة تابعة للشركة داخل الأقليم العراقي لصيانة طلمبات الرفع، التي تستخدم علي نطاق واسع في دولة العراق، وأن الشركة كانت تمتلك عدداً من ورش التصنيع والتجميع في العراق، وتمت تسويتها بالارض خلال الحرب علي العراق، وأن هناك مساعي لاستعادة الحصة السوقية بالسوق العراقية.