أطلقت مدترونيك- المتخصصة في مجال التكنولوجيا والأدوات الطبية نظامها المبتكر Symplicity™ لتعطيل فاعلية العصب الكُلوي، وهو نظام متطور يستهدف علاج ارتفاع ضغط الدم المقاوم للعلاج، والذي يعد من أهم الأسباب الرئيسية المؤدية للإصابة بأمراض شرايين القلب . وخلال المؤتمر الصحفي الذي واكب إطلاق الأداة العلاجية المبتكرة، تحدث كل من الدكتور/ حازم عبد المحسن خميس- رئيس قسم القلب بمستشفى وادي النيل، و الدكتور/ أحمد عبد العزيز – رئيس وحدة قسطرة القلب بمستشفى وادي النيل
يُعد ارتفاع ضغط الدم من المشكلات الصحية المتفاقمة على المستوى العالمي، حيث يُعاني منه ربع البشر تقريباً، وإذا استمرت معدلات انتشار المرض على وضعها الحالي، فمن المتوقع أن يُعاني منه 30% من سكان العالم بحلول عام 2025 .
إنّ ارتفاع ضغط الدم من الأمراض الشائعة التي تصيب شرايين القلب، حيث يظل ضغط الدم داخل الشرايين مرتفعاً بشكل غير طبيعي على مدار فترة زمنية طويلة. ويبلغ معدل ضغط الدم القياسي 120/80، ولكنه يرتفع لدى مرضى ارتفاع ضغط الدم ليصبح أعلى من 140/90. ويُعتبر ارتفاع ضغط الدم السبب الرئيسي للوفاة في العالم، كما يأتي في المرتبة الثالثة ضمن قائمة الأمراض المسببة للإعاقة طبقاً للعمر . ولهذا السبب يُلقي ارتفاع ضغط الدم بأعباء اقتصادية هائلة على الميزانيات الصحية في الدول المتقدمة والنامية على حد سواء. ومن بين جميع مرضى ارتفاع ضغط الدم البالغين في الدول النامية، يُدرك 40.6% من الذكور و52.7% من الإناث طبيعة مرضهم وحالتهم الصحية، بينما يتمكن حوالي 10% من الذكور و18% من الإناث من السيطرة على ارتفاع ضغط الدم بصورة فعالة
وبشكل عام، يبلغ معدل انتشار ارتفاع ضغط الدم في مصر حوالي 26.3%5. جدير بالذكر أن معدلات انتشار المرض تتناسب طردياً مع التقدم في العمر، فهي تقفز من 7.8% في الفئة العمرية من 25-34 عاماُ، لتبلغ 56.6% في الفئة العمرية من 75 عاماً فأكثر. في نفس الوقت تتباين معدلات انتشار المرض وطرق علاجه والتحكم فيه من منطقة لأخرى داخل مصر، حيث تبلغ معدلات انتشار المرض أعلى مستوياتها في القاهرة، وتصل إلى 31%، بينما تصل معدلات التحكم في المرض وإدارته بشكل سليم لأعلى مستوياتها في المدن الساحلية بنسبة 15.9%
وبالرغم من أنّ غالبية مرضى ارتفاع ضغط الدم يتلقون علاجاً لحالتهم، إلا أن العديد منهم لا يتمكنون من الوصول إلى معدلات الطبيعية لضغط الدم الصحي، نظراً لأنهم يعانون مما يُعرف طبياً بارتفاع ضغط الدم المقاوم للعلاج. ويمكن تعريف هذا المرض بأنه ارتفاع مزمن في ضغط الدم لا يستجيب للعلاج، بالرغم من تناول المريض لثلاثة أنواع أو أكثر من أدوية ضغط الدم في نفس الوقت، بما فيها الأدوية المدرة للبول. ويتسبب هذا الوضع في مخاطر صحية حقيقية لحوالي 120 مليون شخص حول العالم، حيث يتسبب في الوفاة المبكرة نتيجة أمراض الكُلى وأمراض شرايين القلب ومنها الجلطات والأزمات القلبية وقصور عضلة القلب. وتشير الأبحاث الطبية أن ثلث الأشخاص الذين يُعالجون من ارتفاع ضغط الدم يعانون من ارتفاع ضغط الدم المقاوم للعلاج ، وهو ما يُعرّضهم لمخاطر الإصابة بأمراض شرايين القلب والنوبات القلبية أكثر بـ 3 مرات من الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم المستجيب للعلاج
وتعد التقنية الثورية الجديدة Symplicity™ من مدترونيك لتعطيل فاعلية العصب الكُلوي من أحدث الأنظمة العلاجية لعلاج ارتفاع ضغط الدم المقاوم للعلاج. إنّ هذا الإجراء يتضمن تدخل جراحي محدود للغاية لإدخال قسطرة صغيرة، بهدف تعديل نشاط الأعصاب الموجودة خارج جدار الشريان الكُلوي والمؤدية من وإلى الكُلى. وتعتبر هذه الأعصاب جزءاً من النظام العصبي السمبثاوي الذي يؤثر على الأعضاء الحيوية المسئولة عن تنظيم ضغط الدم في الجسم وهي: المخ، القلب، الكُليتين، والأوعية الدموية.
وتعليقاً على هذا النظام الجديد لعلاج ارتفاع ضغط الدم المقاوم للعلاج، يقول الدكتور/ حازم عبد المحسن خميس- رئيس قسم أمراض القلب بمستشفى وادي النيل “يقوم نظامSymplicity™ لتعطيل فاعلية العصب الكُلوي بأداء الوظيفة المطلوبة منه، من خلال نظام يتضمن قسطرة مرنة ومُولّد صغير. يتم إدخال القسطرة المرنة والصغيرة في شريان الفخذ من الجزء العلوي للفخذ، ويتم دفعه للأعلى حتى يصل للشريان الكُلوي بالقرب من الكُلى. وبمجرد وضع رأس القسطرة في مكانها المحدد بالشريان الكُلوي، يتم تشغيل المُولّد بحيث يُصدر ذبذبات لاسلكية منتظمة ومنخفضة التردد طبقاً لنموذج رياضي قامت الشركة بتصميمه خصيصاً للاستخدام في هذه التقنية. يهدف هذا النظام لتعطيل الأعصاب الكُلوية المحيطة بتلك المنطقة، بما له أكبر الأثر في تقليل النشاط المفرط للعصب السمبثاوي الذي يُعد العامل الأهم في حدوث ضغط الدم المزمن”
ومن جانبه يعلق الدكتور/ أحمد عبد العزيز- رئيس وحدة قسطرة القلب بمستشفى وادي النيل على فعالية نظام Symplicity™ لتعطيل فاعلية العصب الكُلوي بقوله “أثبتت الدراسات الإكلينيكية أن نظام تعطيل فاعلية العصب الكُلوي يقوم بتخفيض مستويات ضغط الدم بشكل ملحوظ ودائم. بالإضافة لذلك، تعمل التقنية المتطورة على تقليل الزيارات التي يقوم بها المريض للمستشفى بشكل كبير، وهو ما يؤدي في النهاية لزيادة جودة الحياة التي يعيشها مرضى ارتفاع ضغط الدم الذي لا يستجيب للعلاج، على الرغم من تناول هؤلاء المرضى لثلاثة عقاقير أو أكثر مضادة للارتفاع المزمن في ضغط الدم”
وبالإضافة لقدرته الفائقة في علاج ارتفاع ضغط الدم المقاوم للعلاج، فإن نظام تعطيل فاعلية العصب الكُلوي لديه إمكانيات مبشرة كي يصبح علاجاً فعالاً للكثير من الأمراض الناتجة عن فرط نشاط العصب السمبثاوي، بما فيها فشل عضلة القلب، مقاومة الجسم للأنسولين، أمراض الكُلى المزمنة، عدم القدرة على التنفس أثناء النوم، والارتعاش الأذيني.
إنّ زيادة السمنة وارتفاع معدلات ضغط الدم في المجتمع المصري تشير لتفاقم مشكلة ارتفاع ضغط الدم لتصبح تهديداً صحياً متزايداً على المستوى المحلي. وعلى الرغم من الجهود الكبيرة في طرح وتقديم العديد من العقاقير المضادة لارتفاع ضغط الدم، إلا أنه توجد حاجة ماسة لتنفيذ حملات مكثفة للكشف عن المرض وتطبيق الإرشادات الإكلينيكية الخاصة به، لرفع مستوى الوعي لدى المواطن المصري بخطورة ارتفاع ضغط الدم ومضاعفاته، والبدائل المتاحة للعلاج وضرورة التحكم في معدلات انتشاره.