فرحة عارمة اجتاحت سوق المال دفعت الاسهم للانفجار بعد حالة من الكبت سيطرة عليها منذ نهاية العام الماضي , نتيجة حالة الاحتقان والاستقطاب السياسيين , بين مؤيدين محمد مرسي ومعارضية وتراجع التصنيف الائتماني لمصر أكثر من مرة خلال تلك الفترة , أدي بالعديد من المستثمرين للخروج من السوق بجميع فئاتهم .
وقد سجل السوق المصري رقماً قياسياً جديداً في نسبة الصعود الخميس الماضي مع تزايد حالة التفاؤل حول الاوضاع المستقبلية .
وقال محمد عبيد رئيس قطاع الوساطة بالمجموعة المالية “هيرمس” أن الخميس الماضي شهد العديد من الاتصالات من عملاء قد خرجوا من السوق مع بداية أحداث ثورة يناير , مع دخول السوق في منحني صاعد علي الاجل الطويل .
وأشار عبيد أن عدد كبير من العملاء الأجانب حاولوا إستغلال حالة التفاؤل الموجودة بإعادة الشراء مرة أخري والدخول للسوق وسط توقعات بتشكيل حكومة وطنية تمثل جميع ألوان الطيف المصري من الكفاءات التي ستوفر الإدارة الجيدة للأزمة التي يمر بها الاقتصاد المصري .
وأضاف عبيد أن أحجام التداول رغم أقترابها من مستوي 500 مليون جنيه إلا أنها لازالت ضعيفة بالمقارنة بالمتوقع , وذلك نتيجة إغلاق معظم الاسهم عند الحد الأقصي للصعود , مع عدم وجود عروض علي معظم الأسهم , و توقعات بمضاعفة هذه الاحجام خلال جلسات الأسبوع القادم .
وأوضح عبيد أن الأموال الجديدة التي دخلت السوق ستستمر فيه حتي في حالة وجود إضطرابات قد تعمل علي ذبذبة أداء السوق علي المدي القصير , وستمنح فرصة لتلك الأموال لإستغلال أي تراجع للشراء عند مستويات أقل .
أشار وائل عنبة رئيس مجلس إدارة شركة الأوائل لإدارة محافظ الأوراق المالية إلي إستقبال طلبات كثيرة من عملاء إنقطعت علاقتهم بالبورصة منذ فترة طويلة لأول مرة مع أرتفاع شهيتهم نحو الشراء إستغلالاً لتدني أسعار الاسهم .
ووضع عنبة 4 أسباب لصعود السوق , أولها أن جميع بورصات العالم حققت أرقام قياسية جديدة خلال العام الحالي , مثل اليابان وأمريكا وتركيا متجاوزة بذلك الازمة المالية العالمية في حين تدنت أسعار معظم الاسهم المصرية لأدني مستوياتها خلال 8 سنوات مما يجعلها أكثر الأسهم جذباً للأستثمار .
أشار عنبة إلي ان عودة العلاقات الجيدة بجميع الدول العربية وما سيستتبعة من تحول الاستثمارات العربية من أوروبا إلي مصر مرة أخري سواء مباشرة أو غير مباشرة وهو الأمر الذي سيوفر علي مصر الكثير من العملات الأجنبية المطلوبة لرفع رصيد الاحتياطي الاجنبي من العملات وتوفير المواد البترولية والسلع الضرورية بالشكل المطلوب مما سيقلل الضغط علي الجنيه المصري .
وأوضح عنبه أن ثالث تلك الاسباب عودة سيطرة وزراة الداخلية مرة أخري علي جميع المنافذ الأمنية مما سيعيد الأمن المطلوب لتنشيط السياحة و الأستثمار .
وأشار رئيس مجلس إدارة “الأوائل” لإدارة المحافظ الاستثمارية إلي أن وكالات التصنيف الأئتماني ستحول نظرتها لمصر من سلبي إلي مستقر والذي بدءت بوادره بمراجعة مؤسسة “ماركت” للتصنيف الائتماني لتكلفة التأمين على ديون مصر لمدة خمس سنوات من خطر التخلف عن السداد تراجعا كبيرا يوم الخميس بعد أن أطاح الجيش بالرئيس محمد مرسي ونصب رئيس المحكمة الدستورية رئيسا مؤقتا للبلاد.
وأفادت بيانات لمؤسسة ماركت بأن تكلفة التأمين على الديون تراجعت 80 نقطة أساس إلى 816 نقطة أساس بعد أن سجلت مستويات قياسية مرتفعة فوق 900 نقطة أساس في وقت سابق هذا الأسبوع .
وقال عنبة أن عدد المتعاملين الحاليين في السوق منخفض جداً مما سيجعل أي إضافة جديدة له تمثثل نسبة كبيرة جداً للسوق , كما أن تدني أسعار الاسهم سيعمل هو الأخر علي مشاهدة طفرات كبيرة في السوق ونسب أرتفاعات قياسية خلال الفترة القصيرة القادمة .
و في نفس السياق أشار هشام علي المدير العام لشركة البيت الأبيض للأستشارات المالية إلي أن حالة التفاؤل والصعود القوي للسوق شجع شركات الاستشارات علي معاودة الأتصال مرة أخري بعملائها إستغلالاً لتحسن الصورة الذهنية عن البورصة .
ويتوقع علي أن تشهد الفترة القادمة قيد عدد كبير من الشركات بعد عمل مجلس إدارة البورصة الجديد علي تذليل العقبات أمام الشركات المصدرة أو الرعاة , مما سيسهم في إثراء سوق المال بالعديد من البضاعة الجديدة والجيدة .