قالت صحيفة “الجارديان” البريطانية، إن قرار الجيش بعزل الرئيس السابق محمد مرسي لاقي تأييدا شعبيا كبيرا، مضيفة أن ميدان التحرير المكان الذي يرمز إلى “النضال الشعب” من أجل تحقيق الديمقراطية، احتفل مؤخرا بالانقلاب العسكري، متسائلة عن الأسباب التي تدفع هذا القطاع الكبير من الشعب لدعم قرار القوات المسلحة تجاه عزل أول رئيس يتم انتخابه ديمقراطيا.كما أشارت الصحيفة في تحليل نشرته اليوم، الاثنين، إلى وجود أربع لاعبين رئيسين في الانقلاب العسكري هم الجيش و القطاع الأمني، و “فلول” النظام، بالإضافة إلى القوى الثورية غير الإسلامية، مؤكدة أن اللاعب الأكثر نفوذا كان الجيش و يأتي بعده الشرطة، قائلة أن هذا التدخل أدي إلى توازن القوى بينهم و بين القوى المناصرة للمعزول، مشيرة إلى أن القوى الثورية غير الإسلامية لم تكن تتمتع بنفوذ قوي نظرا لافتقارها نسبيا إلى الموارد والسلاح ولكن تمتعت بالحماس والطاقة الكافلين للإطاحة به.
استرجعت الصحيفة أحداث عام 2011 ، قائلة أن معظم المشاركين فيها كانوا من اللبراليين رافضين للحكم العسكري، في محاولة من الثوار لوضع خط احمر لدولة يسيطر عليها القيادات العسكرية، و كان هدفهم عزل العسكريين عن السياسة في مصر، موجهين رسالة واحدة إلى الجيش: تسليم السلطة إلى المدنيين المنتخبين.
وأضافت الصحيفة أنها تقوم بسرد هذه الأحداث لسببين أولهما، إظهار محاولات قادة الجيش للتقليل من الساسة المدنيين اللذين حصلوا على أكثر من 90% من الأصوات، و السبب الثاني لإظهار مدى تدهور الوضع و تحول المصريين من؛ في مطالبهم “لا للحكم العسكري” و “لا دستور تحت الحكم العسكري” إلى الهتاف لطغاة عسكريين.
وأكدت الصحيفة أن هذا التغير في الأوضاع راجع إلى ثلاثة أسباب هم عدم الكفاءة، والمطالب التي لم تلب ووجود حلفاء أقوياء، مشيرة إلى أنه من المعروف للجميع أن الديمقراطية عادة لا تجلب الأكفأ أو الأكثر كاريزمية، مؤكدة أن الانهيار الاقتصادي والمشاكل الأمنية و السياسية ستحتاج إلى أكثر من عام لإصلاحها، و لكن إخفاقات مرسي المتعددة هي من أضافت الزيت على النار.