شهد سهم مايكروسوفت هبوطا ملحوظا في الآونة الأخيرة، إثر صدور نتائج مخيبة للآمال حول أرباح الربع الثاني من هذا العام. وقد خسرت الشركة ما يقارب 1 مليار دولار بسبب ألواح (سيرفس آر تي- Surface RT) التي لم تتمكن من بيعها، مما دفع بالمتشائمين إلى التصريح بأن نهاية هذه المؤسسة التقنية العملاقة باتت وشيكة.
وقد حققت مايكروسوفت عائدات بقيمة 19.9 مليار دولار خلال الربع المنصرم، بزيادة قدرها 10% عن الربع الأخير من عام 2012، لكنها جاءت دون توقعات المحللين بمقدار مليار دولار تقريبا. كما بلغت الأرباح للربع نفسه 5 مليار دولار، مقارنة بـخسارة قدرها 492 مليون دولار خلال الفترة ذاتها من العام الماضي. فيما ارتفعت عائدات عام 2013 بنسبة 5.6% عن العام 2012، ليقفز صافي دخل مايكروسوفت بمقدار الثلث تقريبا. وقد أنهت الشركة العام المالي 2013 بسيولة نقدية بلغت 77 مليار دولار، وإذا ما استثنينا دين الشركة، نجد أنها تملك في جعبتها أكثر من 60 مليار دولار.
لماذا الهلع إذن؟ لقد كان سهم مايكروسوفت مرتفعا نسبيا منذ أشهر، إلا أن تراجع مبيعات الحواسيب مقترنا بردود الافعال السلبية تجاه ويندوز 8، والإخفاق في الإعلان بصورة ملائمة عن (إكس بوكس ون- Xbox One) والفشل الواضح لألواح (سيرفس آر تي) الرقمية، كانت أسبابا مهمة في تخوف المستثمرين. لكن ليس من المنطق القول إنها ستنهار، بقدر ما يمكن القول إنها ستواجه متاعب جمة في المستقبل القريب.
إن مايكروسوفت ضحية التوجه العام نحو الاهتمام بالهواتف النقالة، وضحية نجاحها ذاته؛ فالهواتف الذكية والألواح الرقمية خفضت من أهمية الحواسيب، فأضعفت من مبيعاتها بصورة كبيرة، وهي الأجهزة التي تدفع بالشركات والأفراد إلى شراء النسخ المحدثة من نظام التشغيل: ويندوز. غير أن نسخة (ويندوز إكس بي) التي كانت أكثر من رائعة ونسخة (ويندوز 7) الجيدة أيضا، جعلتا التحديث لنسخة (ويندوز 8) غير ضروري لمعظم الأشخاص.
مع ذلك، فإن مايكروسوفت تغير استراتيجيتها، وتسعى إلى النأي بمواردها المالية بعيدا عن صناعة الحواسيب. كما أن الشركة تعمل على غرس ثقافة جديدة من الخدمات السحابية وتلك الخاصة بالاشتراكات، لتستبدل نموذج منح التراخيص الذي بات قديم الطراز. ربما يكون عملاء مايكروسوفت راضين عن حواسيبهم الحالية، لكن هذا لا يمنع حصولهم على النسخة الأحدث من نظام التشغيل، والاستفادة من الخدمات المطروحة مثل: (أوفيس 365- Office 365).
مع ذلك لا نقول أن مايكروسوفت في مأمن من الفشل؛ فهذا سيكون غباء محضا، لا سيما أن كثيرا من الشركات تلاشت جراء ثقتها المفرطة بالذات. وبغض النظر عن قوة الابتكار لدى أي شركة، فمن المحتمل أن يتفوق عليها منافس جديد في أي وقت. وحتى الآن، لم تصل مايكروسوفت إلى هذه المرحلة، بالرغم من أن هذه الشركة تعاني من البطء في التأقلم مع التوجهات التقنية الحالية، فما يزال أمامها وقت كاف لتصحيح مسارها وإعادة الأمور إلى نصابها
تنشر بالاتفاق مع فوربس الشرق الاوسط
بقلم : توىن برادلى