112 مليار دولار سندات شركات هندية غير محمية ومخاوف من فشل التحوط للعملة
استعادت الأسواق الناشئة بعض الاتزان بعد صيف سييء، خاصة عقب تراجع الاحتياطى الفدرالى عن تقليص برنامج شراء السندات، كما يساعد تعطش مدراء الصناديق للصفقات على تعافى غالبية الأسواق الناشئة.
ولكن بعض مدراء الاموال يساورهم القلق حيال هذا الهدوء الهش فى الأسواق الناشئة، ويرون انه لن يدوم ويحذرون من أن أى تجدد فى الاضطرابات ستكون سندات الشركات هى الاكثر تضررا.
وفيما توقفت حكومات الأسواق الناشئة عن التعامل فى قروض العملات الأجنبية والسندات، ملأت الشركات الفراغ الذى تركته الحكومات فى السوق، حيث بلغت قيمة مبيعات الديون الدولية للشركات 328 مليار دولار العام الماضي، وفقا لشركة ديلوجيك لتزويد البيانات، ووصلت هذا العام إلى 200 مليار دولار حتى قبل ان تعلق الاضطرابات التى شهدتها الأسواق الناشئة هذا الصيف العديد من الاصدارات.
قد تتضرر الشركات الموجودة فى البلدان التى عانت من خفض هائل فى قيمة عملاتها، خاصة تركيا والهند واندونسيا وجنوب افريقيا والبرازيل، من هذه الديون، حيث تزداد أعباء ديونها عند ارتفاع سعر صرف الدولار، وقد تؤمن نفسها ضد تحركات العملة من خلال التحوط ولكن ليست كل الشركات متيقظة لهذا الامر.
فعلى سبيل المثال تشير تقديرات مورجان ستانلى إلى أن نصف سندات الشركات فى الهند، والتى تبلغ 225 مليار دولار، غير محمية، حتى الشركات التى تحوطت ضد مخاطر تحركات العملة قد تثبت ان التحوط غير مجدٍ، خاصة أن التاريخ اثبت ان التحوط يمكن ان يفشل اثناء الازمات.
قال سيرجيو تريجو باز، رئيس قسم ديون الأسواق الناشئة فى المجموعة الاستثمارية الامريكية، إن شركة بلاك روك، أكبر شركة لإدارة الاصول فى العالم، قد بدأت فى التقليل من الاستثمار فى سندات الشركات الموجودة فى البلدان الأكثر تعرضا للمخاطر.
وحتى مدراء الاصول الذين هم أكثر تفاؤلا بشأن آفاق الأسواق الناشئة، يتوقعون ان يصبح ازدياد عبء الديون الدولية أكثر وضوحا فى قطاع الشركات هذا العام.
قال ديفيد رولي، رئيس قسم الدخل الثابت العالمى فى شركة لوميس سايلز، إن الحكومات فى الأسواق الناشئة بدأت فى تقليص معدلات الاعتماد على رأس المال الاجنبى مقارنة بالعام الماضي، ولكن اذا كان هناك مشكلة فسوف تكون فى القطاع الخاص، البنوك والشركات والأسر. عادة ما تتضرر البنوك من تعثر مقترضيها، الا ان القطاع المالى نفسه قد يشكل خطرا، فرغم أن البنوك بارعة فى تأمين نفسها ضد مخاطر العملة، أظهرت الازمات السابقة مشاكل غير متوقعة يمكن ان تظهر فى الميزانيات العامة للبنوك فى اوقات الاضطرابات.
قال اندرو شنج، رئيس مركز ابحاث فنج جلوبال انستيتيوت، “دائما ما يكون الاقتراض بأسعار رخيصة بعملة أجنبية واقراضه بفائدة اعلى محليا امرا مغريا”.
وحتى الآن لم تتعثر اياً من البنوك فى الأسواق الناشئة، كما ان سوق ديون الشركات لم يتعرض لضغوط شديدة بل أثبت فى الواقع انه مرن بشكل ملحوظ.
ولكن هناك عوامل تقنية ساهمت فى حماية سوق سندات الشركات فى الأسواق الناشئة من الانهيار، يأتى فى مقدمتها مدة ديون الشركات التى تكون أقصر من الدين الحكومى وأقل عرضة لارتفاع عائدات سندات الخزانة الامريكية.
ثانيا: السيولة فى أسواق دين الشركات تكون ضعيفة فى غالبية الحالات وسيئة جدا فى بعض الحالات، مما يعنى ان مدراء الاصول لا يستطيعون بيع سندات شركاتهم بأسعار معقولة، وبدلا من ذلك يتخلصون من السندات الحكومية التى اصدرتها الدول الضعيفة للحد من تعرضهم للمخاطر.
قال تريجو باز “اذا شاهدنا بيعاً حاداً فى سوق دين الشركات فان الاضرار ستكون اسوأ من أضرار البيع فى أسواق الدين الحكومي”.