بعد أشهر من الشائعات والتكهنات والتخمينات، أزاحت شركة أبل الستار عن إصدار الآيفون الجديد الأسبوع الماضي. وكما هو متوقع، قدمت الشركة نموذجين من المنتج وليس واحدا فقط. فقد أعلنت عن الآيفون 5إس الأساسي، مصحوبا بنموذج الآيفون 5سي ذو التكلفة الأقل والتنوع الأكثر في الألوان.
في سنوات الآيفون الأولى، عند إطلاق إصدار جديد، سرعان ما كانت تتلاشى شعبية النماذج السابقة من الهواتف الذكية، ولكن أبل كانت تستمر في صنعها بهدف بيعها كبديل عن الأجهزة الحديثة الأكثر تطورا.
لقد أصبح الآيفون 5إس النموذج الرائد لأجهزة آيفون حاليا. وتم استبدال الآيفون 5 بالآيفون 5سي كليا. ولكن الغريب في الأمر هو أن النموذجين متطابقين أساسيا في العناصر الداخلية للجهاز وإمكانياته. إذا لماذا تكبدت أبل عناء صنع منتج جديد مطابق بدلا من نقل الآيفون 5 إلى الفئة الثانية من نماذج الآيفون؟ هناك 3 احتمالات للإجابة عن هذا السؤال:
1. إنتاج جهاز آيفون بتكلفة أقل للأسواق الناشئة
فبالرغم من أن الأجزاء الداخلية للآيفون 5سي تعد مطابقة للآيفون 5، إلا أن أبل استخدمت غلافا بلاستيكيا بدلا من المعدني الموجود في آيفون 5، مما وفر القليل من تكاليف التصنيع على الشركة. فتكلفة الآيفون 5 في الصين تساوي ما يعادل 850 دولارا، بينما تقل تكلفة الآيفون 5سي %14 تقريبا، مما يجعلها 733 دولارا. إن هذا السعر يعد أرخص للزبائن، ولذلك فإن التوفير في التكلفة قد يكون الدافع وراء إنتاج هذا الجهاز.
2. استهداف الزبائن من الأطفال أو الجيل الصغير من مستخدمي شاشات آي بود تاتش
يرى جايسون هينر من موقع (زي دي نت -ZDNet ) بأن أحد الأسباب المحتملة هو أن أبل تقدم أجهزة الآيبود والآيبود تاتش على أنها عرض جانبي لمنتجات الآيفون. والسبب الآخر هو أنه أصبح هناك جيل كامل من الشباب الذين نشؤوا وهم يستخدمون الآيبود، ثم انتقلوا إلى استخدام الآيبود تاتش، والآن هم بصدد الانتقال إلى استخدام الهواتف الذكية التي يؤمل أن تكون الآيفون 5سي. ويوضح هينر “لذلك، فإن استخدام الأغطية السيليكونية الملونة يعتبر أمرا منطقيا، فهي تمتلك الطابع الشبابي. وهي أيضا مصممة لتظهر بشكل بارز في محال الإلكترونيات حول العالم”.
3. خلق حافز جديد لشراء الآيفون 5إس
من المرجح أن يحجم كثير من الأشخاص، لاسيما أولئك المهتمين بالمظاهر الاجتماعية، عن شراء هاتف آيفون 5سي خشية تعرضهم للانتقاد من أقرانهم لكونه رخيص الثمن وذي غطاء بلاستيكي وألوان فاقعة. لذا فمن المنطقي الاعتقاد بأنهم سيفضلون شراء الآيفون 5إس عليه حتى وإن اضطروا لإنفاق مبالغ إضافية.
من الممكن ألا تكون أي من هذه النظريات متعلقة بقرار أبل للخروج عن القاعدة وإطلاق إصدارين من الآيفون في الوقت ذاته. فمن المحتمل أنها تحاول فقط توفير أجهزة قد يحتاج إليها السوق أو يريدها، بدون التفكير في توفير بعض النقود أو الاستحواذ على اهتمام الجيل الأصغر أو إجبار الزبون على اختيار النموذج الرائد ذي التكلفة الأعلى. أو قد تكون جميع هذه الاحتمالات قد لعبت دورا في قرار صنع الآيفون 5سي الجديد.
تنشر بالاتفاق مع فوربس الشرق الاوسط
بقلم : تونى برادلى