القلق لا يتوقف هنا فقط بلا يمتد إلى احتياطيات تلك الدول التي كونتها على مدار سنوات طويلة، فضلا عن تأثير التضخم السلبي على الإنتاج ، فيما يرى محللون ان التحرك الخاطيء للسياسات المالية والنقدية يعد جزءا كبيرا من تلك القصة.
لكن يبقى التأكيد على ان الدول الستة التالية التي تعد اقتصادات قوية في وقتها بإستثناء زيمبابوي تمثل نموذجا واضحا لتداعيات طباعة النقود بلا ضابط أو رابط، فيما تأثر جلها بحروب على اختلافها، وصراعات عرقية وطائفية، أفقدت العملات قيمتها سريعا.
وفي هذا الصدد قام الإقتصاديان “ستيف هانكه” و”نيكولاس كروس” بعمل دراسة لتتبع حالات التضخم الجامح التي بلغت 56 حالة في القرن المنصرم ، والتي نشر “بيزنس انساريد” أسوأها، وجرى ترتيبها تنازليا على أساس معدل التضخم اليومي.
البلد |
الفترة |
معدل التضخم اليومي |
مدة تضاعف الأسعار |
ملاحظات |
المجر |
أغسطس 1954- يوليو 1946 |
207% |
كل 15 ساعة |
-مع توقيع اتفاق سلام للمجر مع الحلفاء بعد الحرب العالمية الثانية عام 1945 تضمن ذلك دفع تعويضات ضخمة للسوفيت. -ناهزت تلك التعويضات 25% إلى 50% من ميزانية البلاد خلال فترة التضخم الحاد. -رغم تحذيرات المصرفيين في البنك المركزي الملحة من التأثير السلبي لطباعة الأموال، لكن السوفيت الذين سيطروا على اللجنة أصموا آذانهم، من أجل تحقيق أهداف سياسية بتدمير الطبقى الوسطى عن طريق التضخم الحاد. |
زيمبابوي |
مارس 2007- نوفمبر 2008 |
98% |
كل 25 ساعة |
– جاء هذا التضخم الجامح نتيجة اصلاحات “روبرت موجابي” مع بداية الألفية الحالية بعد مصادرة الأراضي من المزارعين البيض واعادة توزيعها على السود. -أدت تلك الخطوة إلى انهيار بنسبة 50% في ناتج البلاد خلال السنوات التسع التالية. -ومع اصلاحات اشتراكية وتورط في حرب الكونغو أدى ذلك إلى تفاقم عجز الميزانية. -وفي ذات الوقت تناقص عدد السكان مع هروب الكثير إلى خارج البلاد، بينما زاد الإنفاق الحكومي بسبب الحرب، بالتزامن مع تناقص القاعدة الضريبية. |
يوغوسلافيا |
أبريل 1992 –يناير 1994 |
65% |
كل 34 ساعة |
-مع تفكك الإتحاد السوفيتي أدى ذلك إلى تراجع قيمة الدور الجيوسياسي الدولي الذي تلعبه يوغوسلافيا “سابقا” في ربط الشرق بالغرب. -تعرضت للتفكك إلى عدة دويلات على أساس عرقي مع قيام حروب لعدة سنوات. -وخلال ذلك انهارت التجارة بين مناطق ودويلات يوغوسلافيا السابقة، بالتزامن مع وضع حظر دولي على صادراتها. |
ألمانيا “فايمار” |
أغسطس 1922 – ديسمبر 1923 |
21% |
كل 3 أيام و17 ساعة |
-بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى كان على ألمانيا دفع تعويضات للمنتصرين. -ومع ذلك لم يكن مسموحا لها بدفع تلك التعويضات عن طريق عملتها في ذلك الوقت Papiermarkالتي ضعفت بشكل كبير خلال الحرب. -لذلك اضطرت لبيع عملتها مقابل الحصول على العملات الأجنبية مما رفع التضخم بشكل حاد. |
اليونان |
مايو 1941 – ديسمبر 1945 |
18% |
كل 4 أيام وست ساعات |
-بدأ ذلك مع تحول الميزانية من فائض بحوالي 271 مليون دراخمه عام 1939 إلى عجز بقيمة 790 مليون دراخمه عام 1940. -وجاء ذلك التحول الكبير في الميزانية بسبب تراجع حركة التجارة نتيجة الحرب العالمية الثانية. -أدى ذلك إلى تدهور المالية العامة للبلاد التي غزتها قوات المحور نهاية عام 1940. -انخفض الدخل القومي بشكل حاد من 67.4 مليار دراخمه عام 1938 إلى 20 مليار دراخمه فقط في عام 1942. |
الصين |
أكتوبر 1947 – مايو 1949 |
14% |
كل 5 أيام و8 ساعات |
-ساهم الصراع بين القوميين والشيوعيين من أجل السيطرة على البلاد في استفحال التضخم. -جاء ذلك بعد الحرب العالمية الثانية وانقسام الصين نتيجة حرب أهلية، وتصارع الطرفان الشيوعي والقومي. -ولتمويل معسكرهم لجأ القوميون إلى طباعة النقود، في محاولة لتغطية عجز الميزانية، مما دفع التضخم إلى الإرتفاع بشدة. |