ارتفاع الطلب على صفقات الفوركس بين البنوك فى الدول الناشئة
بنوك القارة السمراء فرصة الصين لتداول الرنيمبى بنسبة %64 والطلب عليه يتزايد
اصدرت مجلة “ذى بانكر” تقريرا لتحليل فرص عمليات تبادل العملات (الفوركس) فى الاسواق الناشئة. وقالت إنه طالما حصلت البنوك الصغيرة على نصيب متزايد فى عمليات تبادل العملات الاجنبية لاكبر السماسرة والمتعاملين فى الاسواق المالية، لذا يجب بحث هذه القضية على ارض الواقع فى الاسواق الناشئة بالاضافة الى انه عندما تتغير شكل تدفقات رأس المال العالمية فإن عمليات الفوركس تتغير ايضا.
وأظهر احدث مسح لاكبر متعاملى الفوركس فى العالم والمعد كل ثلاث سنوات من قبل بنك التسويات الدولية (BIS) ان عملات الدول الناشئة تمثل نسبة متزايدة من اجمالى احجام التداول وان البنوك الصغيرة تمثل عملاء لحوالى ربع احجام التداول من قبل التجار الذين استجابوا للمسح.
و اشار تقرير “ذى بانكر” إلى ان شركات ومستثمرى الدول الناشئة يميلون بصورة متزايدة الى التطلع خارج حدودهم، بالاضافة الى ان بنوكها المتطلعة الى عمليات التوسع تتبع هذا الفكر ايضا من خلال منح خدمات الفوركس لتلبية احتياجات العملاء المتطلعين وهذا بدوره يدفع البنوك فى الدول الناشئة الى تداول العملات الاجنبية بنشاط مع نظرائها من البنوك العالمية.
طلب متزايد
قام “ذى بانكر” باستخدام قاعدة البيانات التى بنيت خلال 40 عاما لاحداث اعلى 1000 بنك مصنف عالميا، لاعداد تقرير لتقييم احتياجات العملات المختلفة المتغيرة لقاعدة العملاء من البنوك المدرجة والبنوك العالمية المضلة والمقابلة لهم.
و يعد هذا التقرير الاول من نوعه الذى يحصل على اكثر من 50 ردا فاعلا وواسع النطاق من مختلف انحاء افريقيا وآسيا والمحيط الهادى واوروبا وامريكا اللاتينية والشرق الاوسط.
اشار التقرير الى ان النتيجة الاكثر اثارة للدهشة هى وجود زيادة عامة فى الطلب على معاملات الفوركس بين بنوك الدول الناشئة، على الدولار واليورو والين، هناك حوالى %54 من المستطلعين اقروا بزيادة فى احتياجاتهم مقارنة بـ510 فقط اقروا بانخفاض الطلب على العملات.
وشهد اليورو انخفاضا فى الطلب بين المستطلعين بنسبة %15 فقط، وفى افريقيا اكثر من %90 من المستجيبين للمسح اقروا بزيادة فى الطلب على الدولار فى تعاملات الفوركس، ولكن على النقيض من ذلك هناك اقل من %60 من البنوك الآسيوية سجلت زيادة فى الطلب على الدولار، وأقر %18 بانخفاض.
و اشار التقرير الى ان الكثير سجل تداول الرنيمبى الصينى وسجل %1 فقط من المستجيبين انخفاضا فى الطلب على العملة الصينية مقارنة بـ%28 اقروا بزيادة فى تداول الرنيمبى، ولكن الفرصة لتداول تلك العملة واضحة حيث ان %59 من بنوك الدول الناشئة لم تتداول فى قيمة العملة الصينية حتى الآن، وتقارن تلك النسبة مع %21 للين و%9 فقط لليورو، فى حين سجلت جميع البنوك احتياجها لتداول الدولار.
وأكد التقرير ان البنوك الآسيوية هى اكبر المتعاملين بالعملة الصينية التى جذبت حوالى %71 من المستطلعين، فى حين ان %35 من البنوك الافريقية فقط سجلت تعاملات بالعملة الصينية وبالتالى ستكون فرصة للصين لنمو تعاملاتها فى افريقيا حيث الاستثمارات الصينية فى تلك المنطقة.
و يبقى الدولار العملة المفضلة فى صفقات الفوركس وتزايد الطلب على الدولار بشكل اكثر حدة بين المستجيبين للمسح عن اى عملة اخرى، وبالنسبة للين والذى شهد تقلبات عديدة هذا العام نتيجة اتباع سياسة نقدية جديدة، حوالى %46 فقط من المستطلعين سجلوا زيادة فى احتياجاتهم من الين.
و سجل تقرير “بنك التسويات الدولية “BIS ارتفاعا فى نصيب الدولار فى المتوسط يوميا من حجم التداول يصل الى %87 فى عام 2013 مقارنة بـ%85 فى 2010.
اختيار البنك المقابل
يمثل سعر العملة المقابلة المعيار الاهم عند قيام بنوك الدول الناشئة باختيار البنك المقابل لتداول العملات الاجنبية، و اقر %63 من المستطلعين عالميا بان السعر هو اعلى اهمية من المعايير الاربعة المدرجة فى المسح، وهى التصنيف الائتمانى للبنك المقابل ونوعية المشورة والهيكلة والتواجد المحلى للبنك العالمى، وكان التواجد المحلى هو الخيار الاول لاقل من %4 من بنوك الدول الناشئة، بينما سجل %72 من البنوك بأنه المعيار الاقل اهمية، وجاء التصنيف الائتمانى فى الاختيار الثانى فى الاهمية.
و استثناء من القاعدة فإن الاسواق على الحدود والتى تتواجد بها بنوك تفضل التعامل مع الطرف المقابل ولديه تواجد محلى، على سبيل المثال البنوك فى باكستان وكينيا تعتبر بنوك فيتنام لها تواجد محلى وتعتبره العامل الاكثر اهمية ، وهذا يشير الى التحدى الذى تواجهه مكاتب الفوركس لاقناع لجان الائتمان بالموافقة على خطوط التجارة مع الاسواق الاقل شهرة وان الاهم هو قوة البنك فى التواجد المحلى.
و اضاف التقرير ان البنوك فى الشرق الاوسط اقل اهتماما بعامل التسعير فى المنطقة، وحدد اقل من %45 من المستجيبين للمسح هذا العامل بأنه يمثل الاولوية والمعيار الاعلى، وبدلا من ذلك تبدو اكثر قلقا من التصنيف الائتمانى للطرف المقابل والذى يعتبر اقوى عامل من %55 من المستطلعين، وتعتبر افريقيا المنطقة التى يقوم الكثير من المستطلعين بالاهتمام بالبنوك المقابلة بها لعامل الهيكلة.
السوق الموحدة
اشار مسح بنك التسويات الدولية BIS الى زيادة توحيد سوق الفوركس والتى تميزت بانخفاض حجم التداول بين كبار التجار، وهذا يتضح ايضا فى تقرير “ذى بانكر”، حيث ان سيتى بنك لديه نصيب بحوالى %11 بين كل البنوك المقابلة المدرجة من قبل المشاركين، واكثر من ثلاث نقاط مئوية لدوتشيه بنك صاحب المركز الثانى.
واكتسب ستاندرد تشارترد حصة فى الاسواق الحدودية بين مجموعة من المناطق من فيتنام الى جمهورية الدومينيكان عبر كينيا، وتعتبر اوروبا الناشئة المنطقة التى قلت بها تواجد لسيتى بنك والذى ركز على تواجده فى روسيا وتركيا.
واضاف التقرير انه بين الـ5 مناطق الدول الناشئة، يأتى سيتى بنك الاعلى فى افريقيا وآسيا والمحيط الهادى وأمريكا اللاتينية، واثنان من اعلى 5 بنوك عالمية (جى بى مورجان وبنك يو بى إس) فى منطقة الشرق الاوسط واوروبا الناشئة على التوالى، ويأتى ” بنك ستاندرد بجنوب افريقيا” فى المركز الـ15 بتواجده بأفريقيا، ولا يوجد اى بنك اختار ” بنك ستاندرد” كمقابل له خارج افريقيا.
واستنتج التقرير ان بنك ستاندرد لديه ثانى اكبر نصيب فى سوق افريقيا قبل سيتى بنك، بارتفاع حوالى نقطتين مئويتين قبل المركز الثالث لبنك دوتشيه، وافريقيا ايضا هى المنطقة الوحيدة التى يتواجد بها بنك باركليز والذى يمتلك “بنك ابسا” فى جنوب افريقيا، وهو من الخمسة الاوائل.
و فى نفس السياق، يأخذ المركز الثانى فى تواجده بآسيا بنك ستاندرد تشارترد والذى يجرى معاملاته عالميا من سنغافورة.
و هذه التعاملات تشير الى انه على الرغم من ان عامل التواجد المحلى لم يشكل عاملا مهماً من قبل المشاركين لاختيار البنوك المقابلة، لكن التعرف على المعلامات التجارية الاقليمية لديه اهمية خاصة فى جذب المزيد من العملاء.
الصين هى فرصة لأوروبا الناشئة
يتضح من حصة بنوك منطقة اليورو فى سوق العملات انها لا تؤدى بقوة فى نشاط الفوركس فى المنطقة، عدا بنكا واحدا وهو “دوتشيه بنك” يظهر من بين الخمسة الاعلى، حيث انه باستثناء ذلك البنك، يوجد حوالى 13 بنكا فى منطقة اليورو لديها معاملات باليورو فى سوق التبادل بحصة %18.8 فقط، مقارنة بـ%16.5 حصة 6 بنوك فى المملكة المتحدة و%11.3 حصة اربع بنوك سويسرية.
و بالنسبة لـ”سيتى بنك” و”جى بى مورجان”، فهما اكثر هيمنة على الدولار، على الرغم من ان “بنك اوف امريكا” يأتى فى المرتبة العاشرة فى تعاملاته باليورو، بعد بنكى ” بى ان بى باريبا و” كومرتس بنك” فى منطقة اليورو، وحصل بنك ” جولدمان ساكس” على حصة سوقية اكبر فى اليورو او الين من الدولار.
واشار التقرير الى ان نقطة الضعف الاكثر تأثيرا هى غياب البنوك اليابانية من اعلى 10 بنوك مقابلة للين فى الاسواق الناشئة، حيث حصل “بنك طوكيو ميتسوبيشى يو اف جى” على اكبر حصة من الين من اى بنك يابانى آخر، بنسبة %3.4 فقط، بينما تتعامل البنوك الاجنبية اكثر فى تداول العملة اليابانية.
على النقيض من ذلك، فإن طبيعة العملة الصينية تمنح فرصة واضحة للبنوك الصينية بتداول الرنيمبى، ويعد بنكا ” الصناعى التجارى الصينى ” و”بنك الصين” من اكثر البنوك المتعاملة بالعملة الصينية، وحقق بنك HSBC تقدما ملحوظا فى تداول الرنيمبى بين بنوك الدول الناشئة، فالعملة الصينية تتيح فرصة ايضا للبنوك الآسيوية والتى لديها حصة من الرنيمبى حوالى %3.9 أعلى من “بنك جى بى مورجان”.
تعنى اهمية اختيار سعر العملة كمعيار لاختيار البنك المقابل استخدام الاسلوب التقليدى من خلال استخدام نفس قاعدة البنوك الاستثمارية واحتياجاتها التى تظهر ضعيفة نسبيا بين عملاء الفوركس، فى حين ان البنوك الاستثمارية الرائدة والتى لديها تواجد قوى وتستخدم جميع العملات، عدد قليل جدا من المستجيبين تظهر تسجيلا متشابها لجميع العملات، باستثناء منطقة الشرق الاوسط والتى يوجد بها حوالى %80 من المسيجيبين للمسح سجلت نفس الطريقة وقاعدة البنوك المدرجة بين جميع العملات، وهذا يعنى ان معيار التسعير لديه اهمية اقل بين بنوك دول المنطقة.
وتعد البنوك الرائدة والتى يكون مقرها فى الاسواق الناشئة اكثر تطورا نسبيا فى استخدام الادوات المالية، ويوجد عدد من تلك البنوك، خاصة بآسيا، تتحرك نحو التحول الى بنوك استثمارية عالمية وتبحث عن افضل طرق التبادل، من خلال استخدام طريقة التبادل الثنائى او المتعدد الاطراف لصفقات العملات الاكثر سيولة مثل الدولار واليورو.