منذ إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية ونحن ننعم بحالة من الهدوء والارتياح، ظهرت هذه الحالة على وجوه الناس وعلى الشارع السياسى بشكل واضح تغيرت اللغة لم يعد صوت الناس مرتفعاً وضوضائياً فى مناقشاتهم، أصبح الحديث الغالب الآن البناء والتنمية وعودة الإنتاج والمصالحة والتوافق السياسى.. لقد عاد الأصل للناس فى أن تعود البلاد إلى الاستقرار.. وأن جسور الثقة يمكن أن تمد بين مختلف القوى والطوائف لصالح هذا الوطن.. ولعل الفضل الأكبر فى ذلك هو لله – عز وجل – أنه أراد لهذا البلد دائماً الخير.
وتأتى بعد ذلك الرسائل المطمئنة التى بعث بها الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسى فى بياناته وخطاباته خلال الأيام الماضية والأهم سلوكياته التى شعر بها المواطن البسيط منذ أن دخل مرسى القصر الجمهورى لقد شعرنا بشخص منا، وقد أصبح رئيساً وحاكماً للبلاد لم نشعر بفرعون جديد ونأمل ألا يكون كذلك ونأمل ألا نصنع نحن منه فرعوناً.. أنا لست إخوانياً ولكنى وجدت فى مرسى المرشح الثورى المتاح رسمياً.. وأنا أنظر إليه وأتابعه بحيادية تامة.
لقد بدأ الرجل خطابه للشعب بخطاب أبوبكر الصديق فيما تولى الخلافة، «لقد وليت عليكم ولست بخيركم.. أطيعونى ما اطعت الله.. ولن أخون الله فيكم».. عبارات لم نعتد أن نسمعها من حاكم وسمعناها كثيراً من أئمة المساجد وليس من الحكام رجل أشعرنا بعدالة عمر بن الخطاب رجل يحفظ كتاب الله.. رجل أعطى أملاً للمصريين بأن هذا البلد ملك لهم ووطن للجميع.. وطن نحب أن نعيش فيه دون معاناة أو مشقة.. وجدت فى احتفالية المجلس العسكرى بتنصيبه رئيساً أنه من الممكن أن يشترك الاثنان فى الحكم بمنطق المسئولية وليس صراعاً على الحكم.. لدى أمل أن أجد مصر تركيا جديدة بتعديلات دستور 2010 فى تركيا فى العلاقة بين الجيش والحكومة.
أعلم أن الطريق مازال طويلاً أو هناك ألغام مازالت مزروعة.. إلا أن الأهم أن نمضى وأن نسير فى الطريق الصحيح الذى بدأناه.. علينا أن نستكمل تشكيل باقى مؤسسات الدولة بتوافق ومصالحة وأن نغلب المصلحة العليا للبلاد على مصلحة الحزب أو التيار.. ولهذا أدعو الإخوان المسلموين أن يتنحوا جانباً وأن يتركوا الرئيس يعمل وينفذ تعهداته.. وبرنامجه لا يجب أن يتحدثوا باسمه ويطلقوا تصريحات تحسب عليه، وعليهم أن يتذكروا أن من أفسد حسنى مبارك كانت بطانته التى صنعت منه فرعوناً، فلا يجب أن تكونوا أنتم البطانة التى أفسدت الرئيس بغبائها السياسى.. فالإخوان الآن فى أمس الحاجة لاستعادة رصيدهم لدى العامة، وجاءت لهم الفرصة من جديد.. فنجاح «مرسى» سيزيد من رصيدهم.. عليهم أن ينتهجوا نهجه ويتحدثوا بلغته ويرسلوا رسائل تفيد بأنهم تعلموا الدرس وأنهم سيشاركون فى البناء وأنهم لم يأتوا ليهدموا البلاد ليبنوها من جديد بفكرهم وحدهم.. فكل المصريين بجميع طوائفهم وعقيدتهم مدعوون للمشاركة فى بناء مصر الجديدة.
كتب – حسين عبد ربه