قد يتساءل البعض لماذا تراجعت البورصة بعد إعلان السيسى الترشح للانتخابات الرئاسية، و هل هناك علاقة بين مبيعات صناديق الاستثمار المصرية التى ظهرت فى الفترة الاخيرة و تراجع السوق، فى ظل المشتريات المكثفة من قبل المؤسسات العربية، التى قد يظن الكثيرون أنها داعمة للنظام الحالى عن طريق البورصة، على عكس ما تقوم به المؤسسات المتجهة نحو البيع.
و فى هذا الصدد قال أحمد أبو السعد العضو المنتدب لشركة رسملة مصر لإدارة الاصول، أنه من السيئ الحديث عن تسبب صناديق الاستثمار فى تراجع البورصة المصرية فى الفترة الاخيرة حيث أن تلك الصناديق واحدة من أهم المتعاملين بالسوق و التى دائما ما تحرص على سلامة و نمو السوق.
أوضح أن ما شهدته جلسة أمس الاحد من صافى مبيعات لصناديق الاستثمار المصرية تزامنت مع تراجع السوق، قد تم إحتسابها عن طريق إيجاد الفارق بين مشتريات الصناديق و مبيعاتهم، و بالتالى يجب أن يعلم الجميع أن هناك الكثير من صناديق الاستثمار التى توجهت نحو الشراء خلال تلك الجلسة و خلال كافة الجلسات التى تراجعت فيها مؤشرات البورصة إلا أن النسبة الاكبر اتجهت نحو البيع، مؤكدا أن كثرة الحديث عن تسبب الصناديق فى تراجع السوق قد يسئ للبورصة المصرية .
و كان المؤشر الرئيسى للبورصة المصرية EGX30 قد تراجع بنسبة 2.3% بنهاية تعاملات جلسة أمس الأحد ليغلق عند مستوى 7524.12 نقطة، بضغط من بيعات المؤسسات المصرية التى ظهرت بنهاية الجلسة، كما تراجع مؤشر EGX70 للأسهم المتوسطة بنسبة 1.04% مغلقا عند مستوى 568.3 نقطة، و تراجع مؤشر EGX100 الاوسع نطاقا بنسبة 1.1% ليستقر عند مستوى 998.28 نقطة .
أضاف أبو السعد أنه لا علاقة للبورصة و لا للمستثمرين سواء أفراد أو مؤسسات بدعم أنظمة حكومية عن طريق زيادة مشترياتهم داخل السوق بأسعار مرتفعة لرفع معدلات نمو المؤشرات، كما أن مشتريات المؤسسات العربية بعيدة كل البعد عن الاملاءات السياسية و تم إنشاءها بهدف تحقيق الارباح الاقتصادية و ليس السياسية، و أى محاولة غير منطقية من أى جهة للتأثير على السوق و رفع مؤشراته بتلك الطريقة لن تمثل ربحا سوى للمضاربين الذين سوف تزداد استفادتهم عند بيع الاسهم بأسعار مرتفعة بينما سوف تصبح مؤشرات البورصة أكثر تذبذبا و أكثر مخاطرة، كما أن أى محاولة من الدول العربية لدعم النظام القائم فإنها تأتى عن طريق قنوات أكثر نفعا و أكثر شفافية، و ليس عن طريق البورصة.
و استحوذت المؤسسات على 50.56% من السوق خلال جلسة أمس الاحد، وقد اتجهت المؤسسات المصرية وحدها نحو البيع مسجلة صافى مبيعات بلغت 36.7 مليون جنيه ورغم أنها أقل من صافى مشتريات المؤسسات العربية البالغة 52.12 مليون جنيه، إلا أن صافى مبيعات الأفراد المصريين البالغة 35.15 مليون جنيه قد عززت من الاتجاه البيعى داخل السوق مما أدى إلى تراجع مؤشرات البورصة بنهاية التعاملات .
و يبلغ عدد صناديق الاستثمار فى الاسهم بالبورصة المصرية نحو 42 صندوقا تدير أصولا بنحو 7 مليارات جنيه.
و من جانبه قال محمد ماهر العضو المنتدب لشركة برايم للاستثمار، أن تراجعات السوق خلال جلسة أمس الاحد جاءت نتيجة تجدد الاشتباكات فى أسوان و سقوط مزيد من الضحايا، مما أثار تخوفات لدى بعض المستثمرين من تفاقم الازمة و تأثيرها على أمن و استقرار الدولة و من ثم الوضع الاقتصادى، كما أن تراجعات السوق فى الفترة الاخيرة لا تتعدى 15% بينما سجل السوق ارتفاعات قياسية منذ 30 يونيو الماضى بنحو 80%، لذلك كان من الطبيعى أن تتراجع السوق خلال تلك الجلسات و التى تزامنت مع أوضاع سياسية محددة قد تكون بعيدة كل البعد عن تلك التراجعات حيث أن المستثمر يضع مصالحه المالية فوق أى إعتبار .
و رغم التراجعات العنيفة التى تحدثت عنها وسائل الاعلام فى الفترة الاخيرة و الخاصة ببعض جلسات التداول فقط، إلا أن المؤشر الرئيسى للبورصة المصرية EGX30 قد سجل ارتفاعا بنسبة 10.9% منذ بداية العام الجارى حيث ارتفع من مستوى 6782.8 نقطة فى نهاية جلسة 30 ديسمبر 2013، إلى 7524.12 نقطة، مما ينذر بمزيد من التراجعات خلال الجلسات المقبلة، كما ارتفع مؤشر EGX70 للاسهم المتوسطة بنسبة 4.8% منذ بداية العام، و ارتفع مؤشر EGX100 الاوسع نطاقا بنسبة 8.13% منذ بداية العام بعد خصم التراجعات التى سجلها خلال الجلسات الماضية .
و هذا يعنى أنه من قام بضخ أمواله داخل البورصة منذ بداية العام و قام بتوزيع استثماراته على أسهم المؤشر الرئيسى البالغة 30 سهما و بنفس نسب اوزان تلك الشركات فى هذا المؤشر، فإنه يمكنه الان ان يحقق أرباح بنسبة 10% خلال تلك الفترة القصيرة و لكن فى حالة قيامه ببيع تلك الاسهم، مع العلم أنه قد يتنازل عن 9% من قيمة تلك الاسهم فى 31 ديسمبر الماضى و قد تتسب تلك النسبة فى تراجع السوق بهذا الشكل العنيف الذى يثير مخاوف الكثيرين .