نيجيريا تجذب الانتباه كنقطة ارتكاز للتكامل الإقليمى والتعاون الدولى
لسنوات عديدة، حثّ القادة الأفارقة على إعادة صياغة معدّلات التبادل التجارى لأفريقيا، مطالبين بالابتعاد عن تصدير المواد الخام إلى القوى الاستعمارية السابقة ، واستيراد سلع مكتملة الصنع من بعضهم البعض.
ولضمان مستقبل اقتصادى مشرق للقارة، فأفريقيا بحاجة إلى زيادة حجم التجارة مع أفريقيا كمشروع قومى لتجمع الدول السمراء خلال السنوات المقبلة.
هذا النداء قد انبثق فى بعض الأحيان من «جودلاك جوناثان» الرئيس النيجيرى، ومن حوله من القادة بدعم من حالة نيجيريا كأكبر اقتصاد فى غرب القارة وبعد الدفعة التى تلقتها النشاطات الاقتصادية هذا العام وهو ما جعل القارة كلها تضعها فى مكانة خاصة عندما يتعلق الأمر بالتكامل الإقليمي.
يجب أن تصبح نيجيريا مركزا تجاريا لغرب أفريقيا، وسواء كانت مركز الثقل فى المنطقة أو الممر الحيوى فى العلاقة الاقتصادية مع بقية العالم. فالمستقبل الاقتصادى للمنطقة سوف يعتمد عليها.
ركزت الحكومة فى «أبوجا» بصورة كبيرة على دعم البنية التحتية والطرق والسكك الحديدية وتحسين مرافق الميناء، المصممة لربطها بباقى دول المنطقة.
ولكن بالنظر إلى الأرقام الصادرة فإن جزءا من مستقبل الاقتصاد النيجيرى يكمن فى إعادة تشكيل نفسها كمركز تجارى للمنطقة، ولا يزال هناك الكثير من العمل للقيام به.
وصف صندوق النقد الدولى الروابط التجارية بين نيجيريا وجيرانها فى غرب أفريقيا بأنها مهمّة ولكن ليست كبيرة. رغم تضاعف بعض صادرات الدول المجاورة لنيجيريا فى السنوات الأخيرة، إلا أن الأعداد المطلقة منخفضة للغاية.
فقد شكّلت صادرات غانا إلى نيجيريا فى 2010 و2012 نحو %0.48 من الناتج المحلى الإجمالى فى غانا، فى حين مثّلت وارداتها من نيجيريا فقط %0.32 من الناتج المحلى الإجمالى، وفقا لتقرير صندوق النقد الدولي.
وبلغت صادرات الكاميرون المجاورة لنيجيريا بين عامى 2010 و2012. %0.3 فقط من ناتجها المحلى الإجمالى، فى حين وصلت وارداتها من نيجيريا أقل من %3 من الناتج المحلى الإجمالى.
وصف «جون ماهاما» الذى تولى الرئاسة الدورية «للإيكواس» المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا فى نهاية مارس، نيجيريا بأنها حاجز أمام التجارة الإقليمية بدلا من تبنيها سياسة زيادة تدفق البضائع.
أضاف «ماهاما» ، أنه على الرغم من كونها عملاقا اقتصاديا فى المنطقة، الأ أن نيجيريا لديها خوف غير طبيعى من المنافسة الخارجية.
أفادت «راضية خان» كبير الاقتصاديين فى بنك ستاندرد تشارترد أفريقيا بأن هناك نقاط مضيئة فى العلاقات التجارية لنيجيريا مع جيرانها، إلى حد كبير فى الزراعة، ولكن لا تزال تكلفة التصنيع فى نيجيريا مرتفعة نسبياً ولم نر دليلاً حقيقياً على أن الشركات المصنعة النيجيرية قادرة على التصدير لبقية المنطقة.
أوضح الاقتصاديون فى البنك الأفريقى للتنمية أن النمو النيجيرى يتوقف على الاستفادة أكثر من التكامل الاقليمى وفى هذا الصدد يتعين على البلاد لعب دور أكثر لتحريك الأجندة الإقليمية إلى الأمام.