يبدو ان السيناريو الذى اعدته السلطات فى مصر والتى من المفترض فيه أن يتم تتويج القائد العسكرى السابق ” عبد الفتاح السيسى ” رئيسا للجمهورية عن طريق صندوق الانتخابات خرج عن نطاق السيطرة وسط حالة من الاحباط واليأس بسبب قلة اعداد الناخبين والاقبال الضعيف على مراكز الاقتراع .
ذكرت صحيفة الفاينانشال تايمز أن ارقام يوم الاثنين وهو اليوم الاول فى الاقتراع أثارت الذعر والتى على اثرها أعلن السيد ” ابراهيم محلب ” رئيس الوزراء الثلاثاء عطلة لجميع موظفى القطاع العام والخاص وحثّ الشركات الخاصة على السماح لعمالها بالخروج للتصويت . فى الوقت الذى أعلنت فيه اللجنة العليا للانتخابات مد مهلة التصويت يوم الثلاثاء حتى العشرة مساءا وبعدها أعلنت ان مراكز الاقتراع سوف تظل مفتوحة يوم الاربعاء أيضا .
في الوقت نفسه ، كثفت وسائل الإعلام الحكومية والخاصة غطرستهم ودعمهم للاقبال على التصويت .
وذكرت الجريدة أنه الى الان مازلنا نشاهد صدى ايام الانتخابات خلال حكم الرئيس المخلوع ” حسنى مبارك ” حيث تظل مراكز الاقتراع مهجورة .
بينما تأتي الانتخابات والتى كان من المقرر انعقادها لمدة يومين وسط حملة القمع التي تستهدف الإسلاميين و اليساريين المعارضين للسلطات العسكرية و المدعومة من حلفائها في المجتمع البيروقراطي و رجال الأعمال.
كان السيد ” السيسي ” وأنصاره حريصون جدا حتى يظهروا للعالم و المشككين في الداخل أن انقلاب 3 يوليو الذي أطاح بحكومة الدكتور ” محمد مرسى ” الاسلامية ، بالإضافة إلى “خارطة الطريق ” المؤدية للحكم الديمقراطي ، لديها دعم شعبي حقيقي .
أفاد ” اتش ايه هيلير ” لدى معهد بروكينغز فى واشنطن والمعهد الملكى للخدمات المتحدة فى لندن أن السلطات المصرية لا تزال تبحث عن مبررات ذات صلة بنسبة الاقبال على الانتخابات لشركائها الدوليين والغرب .
دعت جماعة الإخوان المسلمين وبعض اليساريين لمقاطعة الانتخابات، بينما اشار المراقبون أيضا أن الوجود الطاغى من قبل قوات الأمن فى مراكز الاقتراع أدى الى تخويف بعض الناخبين .
دفع الرجوع الى الموالين فى عهد مبارك الشباب المصرى الى صرف الانظار عن الساحة السياسية التي تم استصلاحها .
وصرّح أحد المقيمين فى القاهرة البالغ من العمر 27 عاما والذى تعّهد بعدم التصويت ” انها دولة بوليسية ” فلماذا يقوم الاشخاص بالتصويت لصالحها ؟ !