سألنى صديقى عن بائع الفول لماذا يجب أن يهتم بالبورصة؟ وقال هذا الرجل الفقير لا يهتم ببورصتكم مكان المضاربة وأنتم لا تشعرون بة، فكان ردى عربة الفول تقف أمام مصنع شركة الكابلات, عمال المصنع هم الزبون الأهم لعربة الفول, هل تعلم أن مصنع الكابلات كاد أن يفلس قبل 2007 و توقفت البنوك عن اقراض المصنع لانة يحقق خسائر؟ لكن كان للمصنع ميزة وحيدة وهى أنة كان مدرجا فى البورصة, أحد مغامرى البورصة تسائل لماذا يحقق المصنع خسائر؟
المغامر إشترى اسهم كثيرة فى المصنع, المغامر دعى اصدقائة لشراء السهم, المغامر غضب من إدارة المصنع لأنها غير كفؤة, المغامر طلب زيادة راس المال, زيادة راس مال رفضتها الحكومة و البنوك لا تقرض مصنع خاسر, لكن زيادة راس مال أقبل عليها مغامرين البورصة, أموال جديدة ضخت فى الشركة انقذت موظفيها من الطرد, موظفيها يشترون من عربة الفول.
لم ينتهى الأمر هنا, مغامر البورصة خلق فرصة لمغامرين أخرين, تغيرت الإدارة تحت ضغط المغامرين الذين يريدون تحقيق ربح, تحسن ت اداء المصنع وتضاعف ربحه, زادت مرتبات العاملين فى المصنع, تطور المصنع و اصبح صاحب عربية الفول يقدم بيض مسلوق لعمال المصنع.
مغامرو البورصة بشعور المغامرة خلف المكسب و إصراراهم أنقذو المصنع و عمالة و أنتعش عمل عربة الفول, لم يتوقف الأمر عند ذلك و لكن مغامرو البورصة انقذو شركة الزيوت المستخلصة و القاهرة للزيوت و الصعيد للمقاولات و القاهرة للإسكان و المتحدة للإسكان و النصر للأعمال المدنية و غيرها و غيرها من الشركات فشلت الحكومة فى إدارتها و كادت أن تفلس لولا تدخل مغامرى البورصة و رؤيتهم لفرصة لا تنشأ إلا من مضاربة لان مخاطرة انقاذ شركة حكومية خاسرة هى مخاطرة مرتفعة جدا جدا و لا يقبل عليها بنك أو مؤسسة أو اى مستثمر كبير.
نسيت اقولك عربية الفول بتستخدم زيت من القاهرة للزيوت و مستوى الزيت تحسن جدا لم يتوقف الأمر عند زبائن عربة الفول و الزيت و لكن ايضا لقدرة صاحب عربة الفول على اداء عملة بشكل أحسن, الجهاز المسمى موبايل جاء لمصر بتمويل من شركة مدرجة فى البورصة, موبينيل شركة صغيرة مملوكة للحكومة قبل أن يشتريها ال ساويروس و يضاعف راس مالها عن طريق البورصة, لولا ارتفاع سهم الشركة ما اقبلت البنوك على إقراض الشركة, موبينيل تقدم خدمة محمول بسعر منخفض لصاحب عربة الفول مما يتيح له الإتصال الدائم بزوجتة و الإطمئنان على والدتة و اولادة و التحضير للغد.
الغريب أن بائع عربة الفول حين اراد تعليم أحسن لابنة فلم يجد مدرسة جيدة و بمصاريف إلا مدرسة تحصل على تمويلها من البورصة و مدرسة غيرها تفكر فى الإدراج بالبورصة, المدرسة المدرجة لديها قدرة ان تتحمل الخسائر لوقت اطول لان سهمها المدرج ينتقل بسهولة من مضارب لا يتحمل الإنتظار إلى مستثمر يتحمل الإنتظار حتى تبدا المدرسة فى تحقيق أرباح كبيرة, حتى أن المدرسة التى تريد ان تدرج نفسها تريد ذلك لان بعض مؤسسيها قد ملو من الإنتظار و يريدون بيع اسهمهم و فقط البورصة ستتيح بيع هذه الأسهم لعدد كبير من المساهمين يضمن أن لا يسيطر شخص واحد على المدرسة و يبيعها كأنها عقار, مدير المدرسة مؤمن أنة يستطيع تحقيق ربح خلال 3 سنوات مع تقديم خدمة تعليمية جيدة.
صاحب عربة الفول يعمل ليل نهار و يتمنى دخول ابنة لهذه المدرسة على أمل أن يكون مستقبل ابنة أحسن منة.
المقال بقلم خبير الاستثمار مالك سلطان