لعب النفور من المخاطرة دوراً كبيراً فى ساحة سعر صرف العملات الأجنبية الأسبوع الماضي، إذ سعى المستثمرون وراء الملاذات الآمنة من التوترات الجيوسياسية ومعاناة البنوك الطرفية فى منطقة اليورو.
وارتفعت قيمة الدولار فى أعقاب استهداف طائرة ركاب ماليزية بالقرب من الحدود الأوكرانية وتوسيع إسرائيل لعملياتها البرية فى غزة.
وأكدت جانيت يلين، رئيس بنك الاحتياطى الفيدرالى الأمريكي، أن ارتفاع أسعار الفائدة يمكن أن يحدث فى وقت أقرب مما يتصوره السوق حاليا إذا استمرت ظروف سوق العمل فى التحسن بوتيرة أسرع من تلك التى توقعتها لجنة السوق المفتوحة الاتحادية.
وارتفع مؤشر الدولار، الذى يقيس العملة الأمريكية مقابل سلة من العملات المنافسة، بنسبة %0.4 خلال الأسبوع الماضى ليصل إلى 80.53.
وقال هانز ريديكير، لدى مورجان ستانلي، إن مخاطر بيئة التقلبات المنخفضة آخذة فى الازدياد ليس فقط من جانب السياسة الأمريكية ولكن أيضاً جراء ازدياد الأحداث الجيوسياسية.
وأوضحت صحيفة الفاينانشيال تايمز أن الين قد استفاد أيضا من كونه ملاذا آمنا حيث استقر مؤشره أمام الدولار على مدار الأسبوع الماضي.
فى حين جاءت بيانات منطقة اليورو مخيبة للآمال مع تراجع المؤشر الاقتصادى فى ألمانيا إلى أدنى مستوياته منذ ثمانية عشر شهراً، كما أن هناك مخاوف من أن تتأثر الدول الطرفية فى منطقة اليورو بأزمة القطاع المصرفى البرتغالي.
وقد تراجع اليورو بنسبة %0.6 مقابل الدولار ليصل إلى 1.3525 للدولار، بينما ارتفعت قيمة الجنيه الاسترلينى ارتفاعاً طفيفاً بفضل التوقعات بأن يكون بنك انجلترا المركزى أول بنك رائد يرفع أسعار الفائدة.
ومع ذلك فقد أثارت بيانات التضخم والبطالة فى المملكة المتحدة التى صدرت الأسبوع الماضى جدلاً حول رفع أسعار الفائدة، إذ يقول كريج ايرلام، لدى شركة «الباري»، إن بنك إنجلترا المركزى سيكون متردداً جداً فى رفع أسعار الفائدة فى الوقت الذى تتجاوز فيه معدلات التضخم نمو الأجور، ولاسيما نظراً لمدى اعتماد الاقتصاد البريطانى على إنفاق المستهلك.