ساعد مزيج من العنف الطائفى فى العراق والتوترات الجيوسياسية فى الشرق الأوسط وأوكرانيا على تجاوز أسعار الذهب 1.300 دولار للأوقية ليسجل أول ارتفاع أسبوعى خلال يوم الجمعة الماضية.
وارتفعت أسعار المعدن الأصفر %1.3 خلال الأسبوع الماضى، وسجل أعلى ارتفاع منذ قرابة شهر عند 1.320 دولار يوم الجمعة الماضية، وذلك بعد أن أجاز باراك أوباما، الرئيس الأمريكي، استخدام الضربات الجوية لإيقاف تقدم تنظيم «داعش» فى العراق.
وأوضحت صحيفة «الفاينانشيال تايمز»، أن الذهب ارتفع العام الجارى حتى الآن %9، وتجاوز سعر الفضة %2.6 والبلاتين %8.
وقال توم كيندال، محلل لدى كريدى سويس، إننا لا نعزو الارتفاع الاخير فى أسعار الذهب الى حادث بعينه، ولكن الى عديد من موجات القلق وصلت الى نقطة التقاء خلال صيف اتسم بتراجع السيولة.
وأشار كيندال الى البيانات الاقتصادية المخيبة للآمال فى أوروبا، وتجدد مخاوف سوق العقارات فى الصين، بالاضافة الى استمرار الغموض بشـأن نوايا بنك الاحتياطى الفيدرالى الأمريكى فى مرحلة ما بعد تقليص برنامج التيسير الكمي.
ويرى المحللون أن من غير المرجح استمرار المكاسب الأخيرة للمعدن الأصفر لفترة طويلة.
وقالت ايديل تالي، محللة لدى يو بى اس، إن الذهب لا يجذب اهتمام المستثمرين خارج نشاط مضاربة اليوم الواحد.
وأوضح كيندال أن الطلب الفعلى على الذهب من المستثمرين وتجار المجوهرات ضعيف فى الوقت الحالى، ويعود ذلك جزئيا الى التغيرات الموسمية فى الأنشطة الاقتصادية، وأيضا الى عدم انجذاب المستثمرين الدائم الى الذهب ليس فقط فى الأسواق الغربية بل أيضا فى الصين.
وقد تراجعت حيازات الذهب فى صناديق الاستثمار المتداولة بنحو 850.000 أوقية منذ بداية العام الجارى، وفى ذات الوقت انخفض طلب الصينيين على الذهب بحوالى %20 فى الربع الاول من عام 2014 مقارنة بالعام الماضى جراء تلاشى اهتمام المستهلكين بالسبائك والقطع المعدنية.
وأوضحت البيانات التى أصدرتها مؤخرا جمعية الذهب الصينية، أن اجمالى الطلب على الذهب فى الفترة من يناير الى يونيو بلغ 569 طنا، بانخفاض %19 عن الكمية المستهلكة فى ذات الفترة خلال عام 2013 التى وصلت الى 706 أطنان.
وقد أدى ارتفع مشتريات مستهلكى التجزئة من الذهب الى تفوق الصين على الهند أكبر مستهلك للذهب العام الماضي، ومع ذلك، يرى بعض المحللين أنه ربما كانت هناك مبالغة فى شهية الصين على المعدن النفيس.
وجاء فى التقرير الذى أصدره مجلس الذهب العالمى مؤخرا، أن الشركات الصينية ربما تكون قد جمعت ما يصل الى 1.000 طن من الذهب لاستخدامه كضامن فى صفقات التمويل، بدلا من تلبية طلب المستهلكين فى السنوات الأخيرة .