الارتفاع الكبير فى أعداد السكان يزيد المخاوف بشأن توفير الغذاء والرعاية الصحية والتعليمية للأجيال القادمة
أوضحت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف»، أنه بحلول عام 2100 وعلى المعدّلات السكانية الحالية، سوف يقطن أفريقيا ما يقرب من نصف الأطفال دون سن 18 فى العالم ارتفاعاً من الربع فى الوقت الراهن.
هذا الأمر من شأنه أن يصبح واحداً من التحولات الديموغرافية الأكثر دراماتيكية فى التاريخ، فبحلول نهاية القرن حال استمرار معدّلات النمو الحالية على مدار 85 سنة مقبلة سوف يصل النمو السكانى فى أفريقيا إلى 4.2 مليار شخص، مقابل 1.1 مليار اليوم.
أشار تقرير المنظمة العالمية إلى أن مستقبل البشرية فى افريقيا يتزايد بمعدّلات سريعة مما يدل على التحول الهائل فى عدد سكان الأطفال فى العالم.
وتفيد البيانات بتضخم عدد الأفارقة دون سن 18 بمقدار الثلثين ليصل إلى ما يقرب من مليار بحلول عام 2050.
يبدو أن النمو الاقتصادى فى أفريقيا خلال العقد الماضى لم يخفض معدّل الخصوبة بقدر ما فعل فى أماكن أخرى، حيث زادت معدلات الخصوبة فى بعض البلدان بعكس ما حدث فى جميع أنحاء شرق آسيا وأمريكا اللاتينية.
يستند تقرير اليونيسيف إلى الأبحاث الأخيرة التى تشير إلى أن أفريقيا تواجه طفرة فى النمو السكانى تصل إلى أربعة أضعاف بحلول نهاية القرن الحالى.
جاء ذلك فى الوقت الذى أوضح فيه مكتب احصائيات السكان فى واشنطن العام الماضى أن عدد سكان أفريقيا سوف يصل اعلى من الضعف بمقدار 2.4 مليار نسمة بحلول عام 2050.
يثير هذا الارتفاع السريع مجموعة من المخاوف فى القارة وخارجها، حيث إن أفريقيا تكافح من أجل إطعام مليار شخص، فمن الصعب تغذية 4 مليارات فى المستقبل.
ذكرت مجلة «الإيكونوميست» أن العقد الماضى اتسمّ بالسلمية نسبياً، ولكن ربما تهدد طفرة السكان بوقوع حروب أهلية فى المستقبل، إضافة إلى ظهور بعض المخاوف الأخرى، حيث إن التوسع السكانى من شأنه تدمير ما تبقى من النباتات والحيوانات وضياع الأنواع المهددة بالانقراض وصب الخرسانة على الغابات والمراعي.
تظل أفريقيا قارة فارغة نسبياً مع أنها تغطى ربع اليابسة فى العالم، حيث تستضيف %15 فقط من سكانها مقارنة بآسيا، القارة الأكثر كثافة سكانية ويعيش فيها ما يقرب من 137 شخصاً فى كل كيلو متر مربع.
من الواضح أن القارة بحاجة إلى بنية تحتية وتعليم ورعاية صحية أفضل، إضافة إلى حكومات رشيدة تعمل على تفعيل تنظيم الأسرة وإسقاط القيم الثقافية القديمة التى تؤدى إلى زيادة سكانية دون مراعاة الظروف الاقتصادية.
أشار التقرير إلى أن الطفرة السكانية فى أفريقيا هي أمر استثنائى، ولكن هناك بعض الآمال تشير إلى أن القارة قد تكون قادرة على التعامل مع هذا الأمر فى المستقبل.