قبل أربع سنوات تعاونت الصين مع الصحف المحلية فى نشر روايات مروعة عن المحارق التى تملأ الهيئات والمناطق الصناعية وسط تراجع الإقبال على وقود الديزل، وهو ما عانته أيضا معظم أنحاء آسيا، حيث من المتوقع تراجع الطلب إلى أدنى مستوى قبل 13 عاما.
ذكرت صحيفة «الفاينانشال تايمز»، أن ضعف النمو وخفض الدعم فى الاقتصادات الناشئة ساهما فى وفرة الوقود الذى يستخدم على نطاق واسع فى المصانع والقطارات.
أوضحت شركة «جى بى سى» للطاقة فى فيينا، أن الطلب على الديزل مؤشر رئيسى للصحة الاقتصادية، ومن المتوقع أن ينمو فى المنطقة أكثر %1 بنحو 94 ألف برميل يوميا العام الجارى.
تشير بيانات إلى تراجع الطلب مما كان عليه أوائل عام 2000، وتسجل نموا %1.1 عام 2001، الأمر الذى دعا المحللين للتساؤل حول التباطؤ الكبير، وهل هو ظاهرة مؤقتة أم تحول هيكلى فى قطاع الوقود؟
قال ديفيد ويتش، المحلل الاقتصادى بشركة «جى بى سى»: «رغم توقع الانتعاش فى السنوات القليلة القادمة، لم تصل نسب النمو إلى المستويات الكبيرة السابقة فى آسيا مرة أخرى».
وأضاف أن عملية استبدال الديزل بمصادر الطاقة الأخرى وزيادة الكفاءة تعنيان أن الطلب سوف يشهد بعض التراجعات الحتمية.
أشار ابهيشيك ديشباندى، محلل بسوق البترول فى ناتيكسيس، إلى أن التحول التدريجى فى الصين، نحو اقتصاد أكثر يحركه المستهلك والنمو فى القطاعات كثيفة الاستهلاك للطاقة مثل البناء والصلب والفحم أضرا بالطلب على وقود الديزل.
حققت بكين دفعة واضحة تجاه وقود أنظف بعد الضغط الشعبى على القيادات الحاكمة للقضاء على مشكلات التلوث فى البلاد.
وفى الهند، ترتبط الأزمة بتوفير دعم الديزل لمساعدة الفئات ذات الدخل المنخفض، وهو ما أصبح واضحا فى ظل التباطؤ الاقتصادى فى الوقت الراهن.
حاولت الهند مثل اندونيسيا وماليزيا تحريك أسعار الوقود تجاه الأسعار العالمية، ولكن تحريك أسعار الوقود وجّه ضربة مزدوجة للمستهلكين، الذين عانوا من ارتفاع التكاليف فى ظل ضعف الاقتصاد، وهو ما يعنى الحد من الطلب.
وفى السنوات الأخيرة، حفّزت هذه البلدان الشهية لزيت الغاز، منها الديزل وهو أكبر عنصر، وأحد الدوافع الرئيسية للطلب على البترول الخام.
أضاف السيد ويتش: «رغم أن تزايد الاقبال على البنزين فى هذه البلدان قد فاق التوقعات، وحفّز على شراء السيارات، فإن الطلب على الديزل الذى يستخدم إلى حد كبير فى آسيا للأغراض الصناعية مثل توليد الطاقة قد اختفى».
أعلنت الوكالة الدولية للطاقة أنه من المتوقع نمو الطلب الصينى على البترول بنحو %2.9 فى عام 2014، مقابل %3.3 فى التقديرات السابقة.
وأضافت أن الإقبال على الديزيل ارتفع بشكل كبير فى الهند، بسبب زيادة الطلب على وقود النقل فى الأشهر الأخيرة.
أفاد روبرت كامبل، بشركة انيرجى اسبكتس، بأن العالم يشهد أسرع وتيرة نمو فى انتاج الديزل مع انخفاض الطلب عليه فى الوقت الذى تواجه المصافى الأوروبية بعض الصعوبات، مع زيادة القدرات فى الشرق الأوسط مما أدى إلى تخبط الأسعار. جاء ذلك فى الوقت الذى أصبحت الصين «مصّدر صافى» للمنتجات البترولية المكررة للمرة الأولى منذ أكثر من أربع سنوات.
وذكر محللون أن بكين قد تصدر أكثر من 60 ألف برميل من وقود الديزل يوميا العام الجارى متجاوزة أعلى المستويات السابقة.