اعترفت حكومة السويد رسميا بدولة فلسطين يوم الخميس وهي أول دولة في غرب أوروبا تقوم بذلك الأمر الذي يسلط الضوء على السخط الدولي تجاه عملية السلام المعلقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وقالت وزيرة الخارجية السويدية مارجوت فالستروم للصحفيين إن حكومتها تأمل أن يؤدي هذا إلى تحريك الأوضاع من جديد.
وذكرت “يجيء قرارنا في وقت حاسم لأنه خلال العام الماضي شهدنا كيف تعثرت محادثات السلام وكيف أن القرارات المتعلقة بمستوطنات جديدة على أرض فلسطينية محتلة عقدت حل الدولتين وكيف عاد العنف إلى غزة.”
وأشاد الرئيس الفلسطيني بهذه الخطوة بينما انتقدتها إسرائيل واستاءت منها الولايات المتحدة.
لكن فالستروم رفضت اتهامات بأن السويد تنحاز لطرف دون الآخر وعبرت عن أملها في أن تحذو دول الاتحاد الأوروبي الأخرى حذوها.
ويسعى الفلسطينيون لإقامة دولتهم المستقلة في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة المحاصر على أن تكون القدس الشرقية عاصمة لهم. لكن جهودا استمرت لسنوات من أجل تحقيق حل الدولتين مع الإسرائيليين لم تحقق تقدما ولا يرى الفلسطينيون الآن خيارا يذكر سوى السعي من جانب واحد لقيام دولتهم.
وتعترف 135 دولة بفلسطين بالفعل بينها عدد من دول شرق أوروبا التي قامت بذلك قبل انضمامها للاتحاد الأوروبي. والسويد هي أول دولة في غرب أوروبا تقوم بذلك.
وقوبل التحرك بانتقاد فوري من إسرائيل ووصف وزير الخارجية الإسرائيلي افيجدور ليبرمان التحرك بأنه “قرار بائس” سيقوي شوكة متشددين فلسطينيين.
وقال ليبرمان في بيان لوزارة الخارجية “ينبغي أن تفهم حكومة السويد أن العلاقات في الشرق الأوسط أكثر تعقيدا من قطعة أثاث من أيكيا… وينبغي التعامل مع المسألة بمسؤولية وحساسية.”
ودعت القيادة الفلسطينية دولا اخرى لتحذو حذو السويد قائلة إن إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس سيعزز فرص السلام.
وذكر نبيل أبو ردينة المتحدث باسم عباس “القرار يعتبر رسالة لاسرائيل وردا على ممارساتها واستمرار احتلالها للاراضي الفلسطينية.”
وفي وقت سابق هذا الشهر قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات إنه سيتم طرح قرار على مجلس الأمن الدولي يدعو لتحديد نوفمبر تشرين الثاني 2017 موعدا نهائيا لإقامة دولتين بناء على حدود ما قبل 1967.
وفي ظل اعتراف البرلمان البريطاني بدولة فلسطين في تصويت غير ملزم أجري في وقت سابق هذا الشهر والإعداد لتصويتات مماثلة في إسبانيا وفرنسا وأيرلندا يأمل الفلسطينيون أن يزيد الحراك في أوروبا.
وقالت فالستروم إن خطوة السويد تهدف إلى دعم الفلسطينيين المعتدلين وجعلهم في وضع أكثر مساواة مع إسرائيل في مفاوضات السلام وكذلك إعطاء الأمل للشباب في الجانبين, مضيفا “ننحاز إلى جانب عملية السلام.”
وكانت الولايات المتحدة قد قالت في وقت سابق هذا الشهر عندما كان التحرك السويدي قيد الإعداد انها تعتقد أن الاعتراف الدولي بدولة فلسطينية سيكون أمرا سابقا لأوانه وإن إعلان الدولة ينبغي أن يحدث فقط كنتيجة للمفاوضات.
وقال الاتحاد الأوروبي بعد الإعلان السويدي يوم الخميس إن هدف التكتل هو حل الدولتين ووجود دولة فلسطينية مستقلة جنبا إلى جنب مع إسرائيل.
وأضافت المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية مايا كوجيانيتش خلال مؤتمر صحفي “من أجل تحقيق ذلك فالأمر المهم هو استئناف المفاوضات المباشرة في أسرع وقت ممكن.. أما بالنسبة لموقف الاتحاد الأوروبي من الاعتراف فقد سبق أن قال الاتحاد انه سيعترف بدولة فلسطينية عندما تكون الأوضاع ملائمة.”
وقال دبلوماسيون في بروكسل إن بعض دول الاتحاد الأوروبي القريبة من الموقف الإسرائيلي استاءت بسبب التحرك السويدي.
لكن التحرك السويدي أظهر تنامي الإحباط الدولي بسبب عدم تحقق تقدم وتحديدا بسبب استمرار الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية على أراض محتلة.
وذكر جيفري فيلتمان وكيل الأمين العام للامم المتحدة للشؤون السياسية في نيويورك يوم الأربعاء إن قرار إسرائيل تسريع وتيرة التخطيط لبناء نحو ألف منزل جديد للمستوطنين في القدس الشرقية يثير شكوكا شديدة بشأن التزام إسرائيل بالسلام مع الفلسطينيين.
وأقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة الاعتراف الفعلي بدولة فلسطين عام 2012 لكن الاتحاد الأوروبي وأغلب دوله لم يعلنوا بعد اعترافهم الرسمي بها.