شهدت أسعار النفط في الأشهر الأخيرة من عام 2014 تراجعا حادا لتصل إلى المستوى الأدنى منذ أكثر من 5 سنوات، وسط تضارب التقارير بشأن سبب انهيار سعر البرميل المتوقع أن يستمر إلى مطلع العام المقبل .
لينخفض النفط الخام من 102.92 دولار فى أول يونيو 2014، بالسقوط المتكرر لمدة 6 أشهر على التوالى ليصى الى مستوى 53.95 دولار للبرميل الواحد فى ادنى مستوى له على مدار 5 سنوات، فاقدأ 47.6% من قيمته خلال أقل من 6 أشهر .
وقد حذرت وكالة الطاقة الدولية من أن امدادات المعروض من خارج منظمة البلدان المصدرة للبترول “أوبك” ستؤدى إلى تفاقم تخمة العرض بالأسواق العالمية، مما يرجح تعرض أسعار النفط لمزيد من الضغوط .
بيد أن “أوبك” التى أصرت في نوفمبر الماضي على المحافظة على مستويات إنتاجها دون تغيير، اعتبرت أن عاملى العرض والطلب لا يبرران انهيار سعر البرميل 50 في المئة منذ يونيو الماضى .
وتعول أوبك، التي أكدت أن قرار عدم خفض الانتاج لا يستهدف النفط الصخرى أو إيران وروسيا، التي تصدر النفط من خارج المنظمة، على أن انخفاض سعر النفط سيؤدى إلى قفزة في الطلب العالمى، وهو ما سينجم عنه تعافى الأسعار.
ولا بد من الإشارة إلى أن الروبل الروسى شهد أخيرا انخفاضا حادا، الأمر الذي ربطه بعض الخبراء بتراجع سعر النفط والعقوبات الغربية على خلفية تدخل “موسكو” في الأزمة الأوكرانية وضم شبه جزيرة القرم .
وبالعودة إلى التراجع القياسي للنفط، أشارت أوبك بأصابع الاتهام إلى “المضاربة”، حسب تصريح لأمينها العام الذي أعرب عن استغرابه إزاء انهيار سعر برميل النفط الذي كان يتراوح بين 100 و120 دولارا منذ 2011 .
فمنذ أكثر من 10 سنوات حافظت أوبك، حسب ما تقول، على سقف للإنتاج بحدود 30 مليون برميل يوميا، في حين أضافت البلاد المنتجة للنفط غير المنضوية تحت لواء المنظمة، قرابة 6 ملايين برميل يوميا إلى المعروض .
وأكد أمين عام منظمة “الأوبك” أن النفط الصخرى الذى ارتفعت معدلات إنتاجه فى الولايات المتحدة وكندا، هو من أكبر المؤثرات على السوق النفطى، برغم أن تاثيره الفعلى محدود بما أن كلفة إنتاجه العالية قد تصل إلى 70 دولارا للبرميل .
وإزاء إصرار أوبك على الحفاظ على مستويات الإنتاج، تبرز مؤشرات أخرى لاستمرار انهيار سعر النفط تبدو أكثر تشاؤما، إذ خفضت وكالة الطاقة توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في عام 2015.
وتبرر الوكالة ذلك ببطء تعافي الاقتصاد العالمي منذ أزمة 2008 وضعف نمو الأجور والضغوط الانكماشية في معظم الدول، في حين يذهب محللون إلى أبعد من ذلك، من خلال التحذير من ركود اقتصادي جديد.
كتب : عبدالهادى فوزى