شهدت حوادث الطرق في السويد وفاة 264 شخصاً فقط خلال عام 2013، وهو يعد رقماً قياسياً منخفضا، وذلك على الرغم من تزايد عدد السيارات والأميال المقطوعة إلى الضعف بالمقارنة مع بدايات سبعينيات القرن الماضي.
العدد بلغ الذروة في تلك الفترة ومنذ ذلك بدأ في الإنخفاض بحوالي أربعة أخماس أو ما يناهز ثلاثة لكل مئة ألف شخص في هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه حوالي 9.5 مليون نسمة، بالمقارنة مع 5.5 شخص في الإتحاد الأوروبي، و11.4 في أمريكا.
وفي السعودية بلغ عدد حالات الوفاه الناتجة عن الحوادث المرورية 21 يوميا عام 2012 بالمقارنة مع 17 فقط عام 2009، بينما شهدت الإمارات وفاة 628 شخصاً خلال عام 2012 بأكمله نتيجة حوادث السيارات “651 حالة وفاة عام 2013”.
في عام 1997 شرع البرلمان السويدي في اعتماد قانون “رؤية الصفر” ، وهي بالفعل رؤية تعهدت بالقضاء على وفيات الطرق، فضلا عن الإصابات تماما، وتعزيز مبدأ السلامة لأقصى درجة.
لكن كيف تمكنت السويد من تخفيض عدد وفيات الحوادث بهذا الشكل في الوقت الذي تحاول مدينة مثل نيويورك إعادة تجربة نجاحها الفريدة من نوعها؟
حاول تقرير لمجلة “الايكونوميست” الإجابة عن ذلك مشيرا إلى أهمية التخطيط الذي لعب دوراً هاما، حيث تكون الأولوية في تشييد ومد الطرق للسلامة لا السرعة فضلا عن احترام القانون، حيث مدت الدولة 1500 كيلومتر من الطرق ذات النوع “2+1” التي تتكون من حارتين في اتجاه وحارة في اتجاه مضاد مع وجود فاصل بينهما، ويتم تبديل الوضع كل عدة كيلومترات.
وساهمت هذه النوعية من الطرق التي توضحها الصورة في انقاذ حوالي 145 شخصاً من الموت نتيجة الحوادث سنوياً خلال العقد الأول من “رؤية الصفر”، كما ساهم أيضا وجود 12.6 ألف ممر وجسر لعبور المشاه مؤمنة بالكامل عن طريق وضع إضاءة ساطعة بجانب وجود مطبات استباقية لسلامة العابرين مما أدى إلى تخفيض وفيات المشاه إلى النصف خلال السنوات الخمس الماضية.
كما ساهم أيضا وجود شرطة صارمة في دعم انخفاض وفيات حوادث الطرق، خصوصاً مع تشديد اجراء اختبارات الكحول، في الوقت الذي تراجع فيه عدد وفيات الأطفال دون السابعة إلى واحد فقط عام 2012 بالمقارنة مع 58 طفلاً عام 1970.
وعلى الرغم من عدم ذكر التقرير أي شيء عن صيانة السيارات والكشف عليها بشكل دوري للتأكد من صلاحيتها لمعايير السلامة على الطرق، إلا أن تلك النقطة تندرج تحت غطاء التواجد الشرطي وتطبيق القوانين بلا تهاون.
ويبقى سؤال هام، هل يمكن للسويد أن تحقق فعلا “رؤية الصفر” بإنتفاء وفيات حوادث الطرق تماماً؟ يرى المتفاءلون أن ذلك يعد ممكناً مع إنخفاض العدد بحوالي النصف منذ عام 2000، فيما سيكون التركيز ضرورياً خلال الفترة القادمة على الحد من الأخطاء البشرية وتنفيذ تدابير السلامة الجديدة.
وربما يساهم تخلص السيارات من السائقين وتطور سبل القيادة الذاتية التي باتت قيد التنفيذ في وقت قريب مثل برنانج شركة “فولفو” التجريبي في “جوتنبرغ” عام 2017 بالإشتراك مع وزارة النقل السويدية الذي قد يعني أن تصبح السيارات أكثر أمانا.
وكالات