قال الخبير في استراتيجيات النفط المهندس الكويتى عبدالحميد العوضي ان العلاقات الاقتصادية بين الكويت ومصر تضرب بجذورها في التاريخ مشيرا الى ان التعاون النفطي كان ومازال قويا منذ سنوات طويلة.
وذكر ان مؤسسة البترول الكويتية كانت لها منذ نشأتها في اوائل الثمانينيات من القرن الماضي علاقات تعاون وثيقة مع مصر متمثلة في الهيئة المصرية العامة للبترول، ولافتا الى ان الكويت تصدر الى مصر منذ سنوات طويلة الديزل ووقود الطائرات وكميات اخرى من النفط الخام والفحم البترولي.
ولفت العوضى الى ان الكويت تنقل الكثير من نفطها عبر قناة السويس المصرية الى اوروبا اضافة الى التعاون بشأن خط البترول (سوميد) الذي تمتلكه مصر مناصفة مع دول خليجية هي الكويت والسعودية والامارات وقطر وهو المشروع العربي الاكبر والاكثر نجاحا.
وأوضح ان خط (سوميد) يمتد من ميناء العين السخنة على البحر الاحمر وحتى ميناء سيدي كرير على البحر الابيض المتوسط بطول 320 كيلومترا وبسعة 9 آلاف طن في الساعة وتستخدمه الناقلات الكويتية العملاقة لتخفيف حمولتها في العين السخنة لأسباب فنية ومن ثم استرداده في سيدي كرير متجهة الى دول الغرب وذلك بغرض المرور عبر قناة السويس بأمان.
واشار الى ان الفرص سانحة تماما لزيادة التعاون في المجال النفطي مقترحا إنشاء مصفاة لتكرير النفط ومجمع متكامل للبتروكيماويات باستثمارات كويتية على سواحل مصر في البحر الابيض المتوسط.
وقال ان مثل هذا المجمع المتكامل من شأنه تحقيق ارباح كبيرة للاقتصاد الكويتي وضمان تسويق النفط الكويتي مكررا وبقيمة مضافة اعلى مع استغلال الخبرات المصرية في هذا المجال وفتح افاق جديدة في السوق الاوروبي.
واوضح ان منطقة الساحل الشمالي المصري منطقة جذب للاستثمارات في التكرير لقربها من الاسواق الاوروبية المتعطشة للمنتجات النفطية عالية الجودة والمتطابقة مع المواصفات البيئية العالمية كما يمكن للكويت الاستفادة من ذلك بإنشاء خزانات ومستودعات آمنة لنفطها وهو ما يعد مخزونا جيدا ومهما في حال التهديدات المتكررة التي يتعرض لها الخليج العربي.
وأضاف أن مستقبل العلاقات التجارية مع مصر واعد خصوصا في ظل عودة الاستقرار لمصر تدريجيا مؤكدا ان الاستقرار اهم العناصر الجاذبة للاستثمار ثم التشريعات التي يسنها البلد المضيف وهو ما يجب ان تنظر اليه مصر وتكون على وعي بأهميته و”نعتقد ان هناك قانونا جديدا سيتم العمل به خلال اسابيع قليلة”.
اونا