شهدت أسعار الذهب خلال النصف الثانى من عام 2014 تراجعا ليكسر مستويات دعوم رئيسية عند 1200 دولار للأوقية، ولم يستطع كسرها خلال 4 سنوات، وسرعان ما ارتد من مستوى 1171 دولار مكوناً قاعاً جديداً .
ليبدأ التماسك عند مستوى 1171 دولار بأول أكتوبر الماضى، ليغلق بنهاية الاسبوع الماضى عند مستوى 1208.5 دولار .
قال كريم راغب المحلل الفنى لأسواق المال العالمية، فى تحليله الأساسى للذهب، أن الذهب أبدى رد فعل عكس ما هو متوقع، حيث صعد عكس تيار الهبوط وتحدى الدولار الاميركي الذي يعيش عصراً ذهبياً جديداً لم يره منذ تسعينيات القرن الماضي، ولعل السبب في رد الفعل هذا يرجع إلى أن المستثمرين قد تضائلت امامهم فرص الاستثمار،كذلك السوق الامركى الذى يحلق في السحاب، ومضاعفات ربحية الاسهم اصابت ارقاماً فلكية ، كذلك تقدم الاقتصاد الاميركي بدون جدوى أمام الفائدة التى تبلغ 0 : 0.25% وهو ما يعني ان التقدم محدود، كذلك فرص ازدهار الاسهم الاميركية التى لم تعد كبيرة واخذت الشوط الاكبر من الصعود، كل هذه الاسباب تجعل من الذهب الجواد الرابح لعام 2015 .
وكشف راغب أن الدولار الاميركى أهم الاسباب، حيث أنه حير المستثمرين بفكر أن الدولار عكس الاسواق ، فهو عملة تحوط، لا يبدأ بالزدهار الا في الازمات الاقتصادية ،ولكن وعلى غير العادة بدأ الدولار رحلته الصعودية مزامناً لرحلة الاسهم الاميريكية والعالمية وهذا لا يعني الا ان المراهنون على الشراء من القيعان قد خسروا وعائاً جديداً يستثمرون فيه، مما يسبب القلق الكبير لمستثمري العالم ويدفعهم لتخزين الدولار تحسباً لمخاوف قد يراها البعض على النمو العالمى، مما أدى الى ظهور ملك التحوط “الذهب”، بالاضافة لسعره الحالى المغرى جداً واقل من تكلفة انتاجه،
واضاف المحلل الفنى للاسواق العالمية، أن وجود المشاكل التي سيعاني منها الاتحاد الاوربي من جراء زيادة التضخم نظراً للهبوط العنيف لاسعار البترول، ومشاكل الشرق الاوسط والحروب وأزمة اميركا وروسيا كلها عوامل ستساهم في تفاقم ازمات يكون المستفيد الاول منها هو “الذهب”، ايضا اذا نظرت على الدول التي كانت قد حظرت شراء الذهب مثل الهند والتي كانت اكبر مشتري للذهب في العالم نراها وقد فكت هذا الحظر الاسبوع الماضي ، روسيا ايضا تحاول الخروج من أزمة انهيار عملتها بشراء كميات ذهب اكبر، متوقعاً أن للذهب فرصة كبيرة جدا في الصعود هذا العام ، وانه سيكون الجواد الرابح بين الصاعدين هذه السنة .
أما عن النظرة الفنية للذهب فقد أوضح راغب أنه قام بكسر كاذب لمستوى 1180 دولار، ثم عاد وارتد اعلاها وظل يتداول جانبياً بين مستويات 1131 : 1238 دولار إلى ان كَوَّن نمطاً فنياً افقياً يسمى بـ”الرأس والكتفين المقلوب”، وهذا النمط عادة يعبر عن ضعف البائعين ومن خواصه تغيير الاتجاه الهابط هذا ان صح واكتمل ، ولن يكتمل هذا النمط الا باختراق مستوى 1250 دولار لاعلى، وفى تلك الاثناء سيفتتح الذهب اتجاهاً صعودياً جديداً على الاجل القصير والمتوسط وسيهاجم مناطق سيطرة الدببة فى مستويات 1300 : 1345 دولار مستهدفاً المستوى الأصعب 1392 دولار.
وأكد أن هذا السيناريو بالطبع له سيناريو معاكس اذا كسر الذهب دعمه الثيراني عند مستوى 1168 دولار فإن الاتجاه سيتحرك نحو الهبوط، وسيتحول النمط من “رأس وكتفين مقلوب” الى نمط “مثلث متماثل” وستتجه الاسعار جنوباً مستهدفة القاع السابق 1131 دولار، ومن ثم التجربة على مستوى الدعم الاقرب 1100 دولار .
وفيما ياتى شارت يوضح الرؤية الفنية للذهب :