قال الدكتور أحمد كامل، مستشار الإعلام السياسي والخبير في مجال الحملات الانتخابية، أن البرلمان المقبل هو البرلمان الأهم في تاريخ مصر، لافتاً إلى أن مهمة إنجاز وتشكيل البرلمان على أسس صحيحة تمكنه من آداء مهمته كما يتطلب الدستور أصعب بكثير من مهمة إنجاز الانتخابات الرئاسية أو الاستفتاء على الدستور ولابد أن تتعامل كل القوى السياسية والمرشحين بالوعي الكاملة بذلك.
أضاف أحمد كامل خلال استضافته في برنامج “البرلمان” على قناة “أون تي في” مع الإعلامي نصر القفاص، أن ذلك يلقي على عاتق جموع المصريين سواء المرشحين أو الناخبين قدر كبير من المسئولية في إتمام الاستحقاق الثالث .
أوضح كامل أن أهم عنصر من عناصر نجاح الحملة الانتخابية لأي مرشح هو اختيار رسالته التي يريد إيصالها لأهل دائرته بدقة، والتي يجب أن ترتكز على دراسة تفاصيل ومتطلبات الدائرة بشكل جيد والتعرف على توجه وميول ومشكلات قاطنيها وأسئلتهم، بحيث تتضمن رسالته إجابات وافية لهذه الأسئلة، لافتاً إلى أنه كمستشار إعلامي يعتمد بالأساس على الذراع الإحصائي الذي يرصد كل ما يريد المرشح معرفته عن أهل دائرته، قائلا : “لو لم يقل المرشح الكلام الذي الناخب سماعه لن يستطيع الوصول إليه” .
وأكد د. أحمد كامل أن المال السياسي لا يعد العنصر الحاسم في هذه الانتخابات البرلمانية، مشيراً إلى أن 78% من الناس يثقون في ما يسمعونه من الرسائل والكلمات التي ينقلها المواطن العادي والتي تنبعث من حملة المرشح سواء في وسائل الإعلام أو مواقع التواصل الاجتماعي، في مقابل 14 % فقط يحصلون على معلوماتهم من الإعلانات، ومن ثم فإن المرشح لا يحتاج لإهدار مبالغ مالية طائلة على الإعلانات بقدر ما يحتاج لاختيار كلماته ورسائله بشكل جيد.
وعن دور المرأة الذي تعاظم بشكل كبير في الآونة الأخيرة، أكد الدكتور أحمد كامل أن المرأة تعتبر أهم مكون بعد الشباب من مكونات الخريطة الانتخابية، إذا أن خيارات المرأة تؤثر بشكل كبير في محيطها بالإضافة لاختياراتها كناخبة بالأساس مطالبا المرشحين بتوجيه رسائل واضحة للشباب والمرأة.
وتحدث كامل إلى دور الاستشارات الإعلامية لتعظيم نسبة نجاح المرشح الانتخابي، إذ يتم إعداد المرشح في عدة مراحل لتأهيله لخوض غمار المنافسة، بداية من منحه دورات تدريبية عن دور الإعلام وكيفية اختيار رسائله الإعلامية، ومروراً بتحديد توقيت وكيفية ووسيلة الرد على الدعاية السلبية التي تستهدف النيل من المرشح بين الحين والآخر، بجانب توجيه وإدارة فرق منظمي الفعاليات على الأرض مثل المؤتمرات والندوات والسرادقات بالإضافة إلى بعض الفعاليات المبتكرة للاستفادة من خبرة الناخب في مجالات معينة تعظم من تأثيره دائرته.
واختتم الدكتور كامل حديثه مؤكدا على أهمية دور الشباب والذين يمثلون نسبة 70 % من مجمل الشعب المصري، مؤكداً أن مشاركتهم في تشكيل البرلمان المقبل سيكون ذو تأثير كبير في رسم مستقبل مصر، وأن هذه النسبة قادرة بفرض إرادتهم على مستقبل الوطن فقط إذا شاركوا بجدية.