أوباما يخاطب ود الحكومات السنية الغاضبة من المحادثات النووية الإيرانية
يعد قرار إنهاء تجميد المساعدات العسكرية لمصر أحدث الإشارات على أن حكومة الرئيس باراك أوباما تحاول إصلاح العلاقات المتوترة مع الأنظمة السنية فى المنطقة التى انتقدت مفاوضاتها النووية مع إيران.
واستعادت مصر المساعدات العسكرية التى تقدر بـ 1.3 مليار دولار، وتتضمن عشرات الطائرات المقاتلة «F-16»، ومع ذلك، قالت الحكومة الأمريكية، إنها سوف تنهى تدريجياً النظام، الذى كان يسمح لمصر بشراء المعدات مسبقاً اعتماداً على أموال سنوات قادمة، مما سيعطى واشنطن سيطرة أكبر على كيفية إنفاق أموال المساعدات.
وطبقاً للبيت الأبيض، قال الرئيس باراك أوباما للسيسى فى مكالمة هاتفية أمس، إن قواعد المساعدات الجديدة سوف «تساعد على تحسين العلاقات العسكرية بينهما بحيث تعالج بشكل أفضل التحديات المشتركة للمصالح الأمريكية والمصرية فى منطقة غير مستقرة».
وأضاف البيت الأبيض أنه لايزال منزعجاً من سجن الناشطين السلميين ومن المحاكمات الجماعية، وأوضح أن الرئيس أوباما يشجع على احترام حرية التعبير والتظاهر.
وجمدت الولايات المتحدة حزمة المساعدات السنوية لمصر، والتى تعد ثانى أكبر مستقبل للمساعدات العسكرية الأمريكية بعد إسرائيل، بعد إطاحة السيسى لمحمد مرسى، الرئيس السابق من جماعة الإخوان المسلمين.
وذكر تقرير لصحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، أن محاولات الرئيس أوباما للتوصل لاتفاق نووى مع إيران أغضبت حلفائه التقليديين فى المنطقة، والذين يخشون من ان يسمح لها هذا الاتفاق بتسريع ما يعتقدون أنها خطة للهيمنة الإقليمية.
وبالإضافة إلى محاولة إصلاح العلاقات مع القاهرة، دعمت الحكومة الأمريكية الائتلاف العسكرى بقيادة السعودية الذى تدخل فى اليمن لدحر الحوثيين المدعومين من إيران.
ورغم أن الولايات المتحدة سوف تواصل تقديم 1.3 مليار دولار لمصر سنوياً، فإنها اعتباراً من 2018 سوف تنهى النظام المعروف بـ «تمويل التدفق النقدى»، الذى يسمح للقاهرة بالقيام بطلبيات لأسلحة باهظة الثمن، اعتماداً على مساعدات السنوات القادمة.
وقال البيت الأبيض، إنه بعد 2018، سوف تركز المساعدات لمصر على معدات مكافحة الإرهاب وتأمين الحدود، والأمن فى سيناء، والأمن البحرى، بالإضافة إلى صيانة أنظمة الأسلحة التى تمتلكها مصر بالفعل، وهذا قد لا يروق للحكومة المصرية التى لطالما فضلت الحصول على دبابات وطائرات حربية لبناء قوة عسكرية تقليدية.
وبالإضافة إلى طائرات «F-16»، سوف تحصل مصر على 20 صاروخ هاربون، وما يصل إلى 125 دبابة أبرامز.
وترى صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية فى مقال افتتاحى لها أن التغييرات الجذرية فى حزمة المساعدات العسكرية لمصر يعكس استخدام حكومة أوباما لسياسة الثواب والعقاب لضبط نغمة جديدة للعلاقة المتوترة مع حليف بالغ الأهمية.
فرغم أن الحكومة الأمريكية أعلنت عن تغييرين فى الحزمة وهما إنهاء نظام تمويل التدفق النقدى، وتحديد أنواع المساعدات المستقبلية، فقد قررت إعطاء مصر الطائرات المقاتلة وغيرها من المعدات التى حجبتها عنها اعتراضاً على سجلها فى حقوق الإنسان.
وكانت الولايات المتحدة قد جمدت حزمة المساعدات السنوية لمصر، والتى تعد ثانى أكبر مستقبل للمساعدات العسكرية الأمريكية بعد إسرائيل، بعد إطاحة السيسى لمحمد مرسى، الرئيس السابق من جماعة الإخوان المسلمين.
وأضافت الصحيفة الأمريكية، أن هناك أسباباً قوية تدفع الحكومة الأمريكية للحفاظ على تحالفها الوثيق مع مصر التى توفر ممراً سهلاً للسفن الحربية الأمريكية من خلال قناة السويس، كما ان الطائرات الأمريكية يسمح لها الطيران بحرية فى المجال الجوى المصرى.
كما تعتبر الولايات المتحدة مصر حليف مهم فى محاربة الدولة الإسلامية فى العراق والشام.
ومع ذلك يستخدم المسئولون الأمريكيون هذه المساعدة كوسيلة ضغط على مصر فيما يتعلق بقضايا حقوق الإنسان، والإدارة الديمقراطية للبلاد، ومع ذلك فلطالما قالت مصر عن هذه المساعدات حق لها مقابل توقيعها اتفافية السلام مع إسرائيل فى 1979، بغض النظر عن سلوك الحكومة.