دخل المهربون عالم الفيسبوك ليوفروا للمهاجرين اليائسين معبرا إلى أوروبا عبر البحر المتوسط، وهذا يشير إلى مدى الوقاحة التي أصبح عليها المتاجرين بالبشر في تجارتهم المربحة.
وكشف بحث سريع أجرته صحيفة “فاينانشال تايمز” عن وجود صفحات عديدة على الفيس بوك بالعربية توفر معابر إلى أوروبا، الكثير منها عبر ليبيا إلى إيطاليا، والبعض من تركيا إلى اليونان، ولا تذكر تلك الصفحات المئات الذين يموتون في البحر المتوسط، وإنما تتعهد برحلة مريحة وموثوقة لا تستغرق سوى ساعات.
وتقدم مجموعة مغلقة على الفيسبوك نصائح لمن يريد الهجرة، ويدير هذه المجموعة سوري مقيم بتركيا يدخل باسم مستعار، أبو معاذ، ويعلن عن رحلة من تركيا إلى اليونان بقارب قابل للنفخ ويقول إنها تستغرق ساعة ونصف وتكلف 950 دولار للشخص، وعلى من يهتم بالأمر التواصل معه عبر أرقام “واتس آب” أو “فايبر” المتاحة على المجموعة.
وتواصلت معه الصحيفة البريطانية، وقال أبو معاذ إنه كان بحارا ولكن العمل نادرا هذه الأيام، والقارب الذي يستخدمه من نوع زودياك بأرضيات من الألياف الزجاجية، ويمتلكه مجموعة من السوريين والأتراك، وينطلق من الساحل التركي في منطقة ما بين بودرم وإزمير.
وقال أبو معاذ أنه لا جدال في أن ما يفعله تهريب أشخاص، ولكنه أكد أنه على عكس المهربين الآخرين، فهو يسافر معهم على ظهر المركب ليتأكد من وصولهم لوجهتهم.
واضاف أن معظم المهربين يشرحون للمسافرين كيفية تشغيل محرك القارب ويتركونهم يقومون بالرحلة بانفسهم، ومعظمهم يتوهون أو ينفد منهم الوقود، وأوضح انه يأخذ معه في القارب 20 شخصا فقط رغم أن يتسع لـ 25.
وقال إنه لا يأخذ معه نساء او اطفال لأنهم يؤخرون الجميع.
وانتقد أبو معاذ المهربين الذين يعملون من مصر وليبيا، ويرسلون المهاجرين في قوارب محملة بشكل زائد يهدد حياتهم، وقال إنه يعلم أن كلامه قد يبدو متناقضا، ولكنه اتهمهم بالمجرمين لأن معايير السلامة لديهم متدنية.
ويذكر تقرير الصحيفة البريطانية إنه من الصعب تحديد هوية من يديرون هذه الصفحات، وقالت شركة “فيسبوك” إنها تزيل المحتويات المتعلقة بالتهريب ولكن فقط عندما يرفع بها تقرير إليهم.