هجوم متزامن على 15 موقعًا عسكريًا وحصار الشيخ زويد عدة ساعات
السناوى: خلل أمنى ومعلوماتى كبير ويجب مراجعة استراتيجية الحرب فى سيناء
حسن: حمل السلاح فى وجه الدولة يطيل عمر السلطة السياسية ولو كانت مستبدة
شهدت محافظة شمال سيناء أمس أعنف هجمات من تنظيم ما يسمى بـ«أنصار بيت المقدس » ضد مواقع عسكرية فى توقيت متزامن أسفر عن استشهاد أكثر من 60 مجندًا وضابطًا فيما ردت قوات الجيش بهجوم مضاد لفك الحصار عن مدينة الشيخ زويد أدى لمصرع أكثر من 50 تكفيريًا.
وتضاربت الأنباء عن وقوع مجندين فى الأسر لدى التنظيم الإرهابى الذى بايع فى وقت سابق تنظيم داعش فيما رفعت وزارة الدفاع درجة الاستعداد فى سيناء إلى الحالة «ج» وأعلن المحافظ حالة الطوارئ.
وأصدر العميد محمد سمير المتحدث العسكرى 3 بيانات حتى مثول الجريدة للطبع جاء فى آخرها أنه تم استهداف مركزى تجمع للعناصر الإرهابية وتدميرهما بالكامل بإصابات مباشرة وتقوم القوات الجوية باستهداف تحركات العناصر الإرهابية على الأرض والاشتباكات مستمرة.
ويعتبر الهجوم الأخير هو الأعنف منذ قرار الرئيس عبدالفتاح السيسى تشكيل قيادة موحدة لمنطقة شرق القناة ومكافحة الإرهاب فى شبه جزيرة سيناء تحت قيادة الفريق أسامة عسكر فى أعقاب الهجوم على كمين كرم القواديس الذى أدى لاستشهاد أكثر من 30 مجندًا كما يأتى بعد اغتيال المستشار هشام بركات النائب العام صباح الاثنين الماضى فى تفجير استهدف موكبه.
وبدأ الهجوم فى ساعة مبكرة من صباح أمس وأصدر تنظيم «ولاية سيناء» بيانين جاء فى الأول أنهم قاموا بالهجوم على 15 كمينًا فى وقت متزامن وتنفيذ 3 عمليات استشهادية فى نادى الضباط وكمين السدرة وكمين أبو الرفاعى.
وقال التنظيم فى البيان الثانى إنه استولى على أسلحة وذخيرة من حاجزى أبو الرفاعى والسدرة العسكريين.
والهجوم على المواقع العسكرية تم باستخدام الأسلحة الثقيلة والخفيفة وقذائف الـ«آر بى جى» والهاون وتمت السيطرة على عدة مواقع واستخدام الصواريخ الموجهة.
وحتى مثول الجريدة للطبع استمرت الاشتباكات فى مدينة الشيخ زويد وسط قذف لطائرات «إف 16» لتجمعات المسلحين وتبادل القذائف ومحاولة اقتحام قسم الشيخ زويد.
وقال ناشطون من سيناء إن إرهابيين استهدفوا دبابات تابعة للجيش كانت فى طريقها لتقديم الدعم للأكمنة التى استهدفت وفشلت سيارات الإسعاف فى الوصول من العريش إلى الشيخ زويد بسبب الألغام التى زرعها المسلحون فى الطريق.
وفى أول تعليق رسمى من الحكومة قال المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء «مصر فى حالة حرب حقيقية وسيتم رفع بعض القوانين إلى رئيس الجمهورية بعد الموافقة عليها فى اجتماع مجلس الوزراء لمواجهة ما نحن فيه من إرهاب».
وقال الكاتب الصحفى عبدالله السناوى إن الهجوم الأخير على شمال سيناء يدل على وجود قصور أمنى ومعلوماتى كبير وتابع «الهجوم تم على عدة مواقع وباستخدام أسلحة متطورة وعناصر مدربة وفى ذكرى 30 يونيو رغم كل الإشارات التى تؤكد وقوع عمل إرهابى إلا أن أجهزة الأمن لم تأخذ حذرها».
أضاف أن الوضع فى سيناء فى حاجة لمراجعة حقيقية وإعادة النظر فى خطة مكافحة الإرهاب ويجب وضع استراتيجية متماسكة لمنع تكرار هذه الحوادث التى تتم رغم وجود قيادة موحدة للعمليات فى سيناء.
أوضح السناوى أن الجيش سينجح فى فك الحصار عن مدينة الشيخ زويد ولكن يجب العلم أن عناصر «ولاية سيناء» المدربة متواجدة فى المدينة وأحكمت سيطرتها لساعات وسط خلل سياسى وعسكرى كبير ودعم من عناصر خارجية سواء على مستوى التسليح أو المعلومات.
وقال الدكتور عمار على حسن الباحث السياسى فى شئون الجماعات الاسلامية، إن الجماعات المتطرفة التى تحمل السلاح لم تستفد من التاريخ خاصة فترة السبعينيات، لأن من يحمل السلاح فى وجه الدولة يخسر دائمًا، وبالعكس يطيل عمر السطلة السياسية التى يحاربها هؤلاء ولو كانت سلطة مستبدة.
أشار إلى أن الهجمات لم تشهد تطورًا نوعيًا على مستوى التكتيك أو التنفيذ، ولم تتعد مجرد حلقة من سلسلة جرائمهم وأرجع السبب فى تزايد العمليات الإرهابية إلى محاولة الجماعات المتطرفة الإيهام بسيطرتها على سيناء وإبراز مدى قوتها فى مواجهة قوات الجيش والشرطة.
وأشار إلى أن قانون الارهاب الذى تستعد الحكومة لإصداره لن يضيف جديدًا فالإرهاب موجود فى ظل قانون الطوارئ والمحاكم الاستثنائية وحظر التجوال وتابع «الحل فى حرب المعلومات فكلما كانت لديك القدرة على جمع معلومات دقيقة كانت لك القدرة على الضربات الاستباقية التى تفقد الخصم اتزانه وتخطيطه».
كتب: أحمد الفايد