سجل الذهب تراجعًا لأدنى مستوى في أكثر من 3 أشهر خلال الأسبوع الماضي، ليفشل في الاستجابة للعوامل الاقتصادية التي كان يمكن أن تؤدي إلى ارتفاعه.
واعتبر تحليل نشره موقع “ماركت وتش” أن هناك توقعات متفائلة قوية بين المستثمرين الذين يتنبأون بالأداء المستقبلي للذهب، وهو السبب وراء فشل المعدن الأصفر في الصعود مؤخرًا.
ويتنبأ الكثير من المستثمرين بصعود سوق الذهب خلال الفترة المقبلة، وهو ما جعلهم يؤجلون مرحلة الشراء ودخول السوق، انتظارًا لما يعتبرونه “نقطة الشراء المثالية”.
وأشار التحليل إلى أنه في حال علم المستثمرين منذ شهر بتطورات أزمة اليونان الحالية، وفشل أثينا في سداد ديونها كان الكثيرون سيتوقعون صعود سعر المعدن الأصفر الذي يعتبر “ملاذا آمنا” خلال الأزمات الاقتصادية والتوترات الجيوسياسية.
كما رصد التحليل سببًا آخر كان من المفترض أن يؤدي لارتفاع الذهب وهو ما يتمثل في أن المعدن النفيس يعتبر أداة للتحوط ضد التضخم، وهو ما كان يمكن أن يمثل خيارًا جيدًا، حيث إن تعثر اليونان عن سداد ديونها قد يدفع البنك المركزي الأوروبي لضخ مزيد من السيولة في الأسواق، لمنع الأزمة اليونانية من الانتشار في منطقة اليورو.
وبالرغم من هذه العوامل التي كان من المفترض أن تدفع الذهب للصعود، تراجع سعر المعدن الأصفر لأدنى مستوى في أكثر من 3 أشهر.
وذكر التقرير أن التحليلات المناقضة (التي تميل لتوقعات تختلف عن معظم السوق) يمكن أن تفسر سبب تراجع سعر الذهب في الوقت الحالي، حيث إن السوق يرتكز على “أساس هش”، بسبب وجود الكثير من المستثمرين المتفائلين بصعود السوق، والذين على استعداد لدعم دورة صعود جديدة، أو أخرى مستدامة.
ولا تعد التوقعات الحالية لأداء الذهب على المدى القصير أفضل مما كانت عليه في بداية شهر يونيو/حزيران الماضي.
وبالنظر إلى أن الذهب حاليًا قرب أدنى مستوياته في 3 أشهر، إلا أن مؤشر “هولبرت” للذهب والذي يقيس توقيت السوق يرتفع حاليًا بنحو 23.3% عن أدنى مستوياته في 3 أشهر.
ويعتقد التحليل بأن هناك تيارًا قويًا من الحرص على الاعتقاد بأن الذهب سوف يرتفع في الآجل القريب، وهو ما لا يعتبر مؤشرًا جيدًا، حيث إن التحليلات المناقضة تشير إلى أن الصعود المستدام يبدأ عندما ينتشر التشاؤم، واليأس على نطاق واسع في السوق.
ويشير التقرير إلى أن التحليلات المناقضة لا تنطبق سوى على المدى القصير فحسب، بينما لا يمكن أن تتوقع أسعار المعدن الأصفر خلال عدة سنوات من الآن، لذا فلا يوجد ما يتعارض مع التكهنات بشأن ارتفاع الذهب لمستويات عالية في وقت لاحق من العقد الجاري.
ولكن تشير التحليلات إلى أن الذهب لن يبدأ موجة الصعود للمستويات المرتفعة قبل عدة أشهر من الآن، وربما بعد أن يسجل تراجعًا لمستويات أكثر انخفاضًا.