بدأت الحكومات فى بعض الدول الأكثر فقراً فى العالم إلى بيع مليارات الدولارات من السندات، بعد قرار بنك الاحتياطى الفيدرالى الأمريكى بالإبقاء على أسعار الفائدة عند مستوياتها القياسية المنخفضة.
ومع ذلك، فإن مبيعات السندات فى باكستان تشير إلى أن غموض السوق سوف يستمر فى عرقلة خطط البيع، وتأمل إسلام آباد فى جمع مليار دولار من بيع سندات لأجل 10 سنوات فى الأسواق الدولية، ولكنها باعت سندات بقيمة 500 مليار دولار بفائدة 8.25%.
وأُجبرت ما يطلق عليها اقتصادات السوق الحدودية على تعليق خطط تمويل السوق العام الجارى جراء انخفاض أسعار السلع وتباطؤ نمو الاقتصاد الصينى واحتمالية ارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية التى أثارت تقلبات حادة فى الأسواق الناشئة.
وجمعت هذه الدول 13.1 مليار دولار من بيع السندات السيادية الدولية العام الجارى، وهو ما يعد انخفاضاً من المستوى القياسى لإصدار السندات خلال ذات الفترة من العام الماضى بقيمة 21.6 مليار دولار، وذلك وفقاً لبيانات تومسون رويترز.
وذكر تقرير لصحيفة فاينانشيال تايمز، أن بعض الدول لم تكن قادرة على إتمام مبيعات السندات المخطط لها نظراً لان طلب المستثمرين الضعيف رفع تكلفة الاقتراض فى الاسواق بصورة حادة.
وعرقلت تقلبات الأسواق الناشئة واسعة النطاق آمال كردستان فى إصدار أول سندات بالأسواق الدولية، فضلاً عن تدهور علاقاتها مع العراق، ويقول محللو الائتمان، إن هذا المصير من غير المرجح أن تشهده الدول التى تخطط لبيع السندات خلال الخريف فى أعقاب قرار الاحتياطى الفيدرالى الإبقاء على أسعار الفائدة كما هى دون تغيير.
وأعلنت ألبانيا الأسبوع الماضى أنها استعانت بدويتشه بنك وجى بى مورجان لترتيب اجتماعات مع المستثمرين أواخر سبتمبر الجارى فى ظل استئناف الدولة لبرنامج الاصلاح الاقتصادى فى أعقاب موافقة صندوق النقد الدولى على منح البلاد قرض بقيمة 300 مليون يورو فى عام 2013.
وتخطط غانا للاستفادة من أسواق السندات الدولية من خلال بيع سندات بقيمة 1.5 مليار دولار بعد اتفاقها مع صندوق النقد الدولى بمنحها مليار دولار، فى حين تخطط العراق لإصدار أول سندات دولارية لها منذ عام 2006.
وحث قرار الصين بخفض قيمة عملتها وغموض اتجاه السياسة النقدية الأمريكية المستثمرين على سحب الأموال من الأسواق الناشئة، الأمر الذى خفض أسعار السندات ورفع تكاليف الاقتراض الحكومى.
وارتفعت عائدات السندات العراقية المستحقة عام 2028 والمصدرة منذ 2006 من 7.35% إلى 9.86% العام الجارى، فى حين ارتفعت العائدات على السندات التى أصدرتها غانا العام الماضى من 7.71% إلى 10.13%.
وأوضح معهد التمويل الدولى، أن المستثمرين الدوليين سحبوا المزيد من الأموال من محافظهم فى الأسواق الناشئة خلال شهرى أغسطس وسبتمبر، ويتطابق ذلك تقريباً مع هروب التدفقات الرأسمالية التى شهدتها الأسواق الناشئة خلال عام 2013 عندما خشى المستثمرون من استعداد الولايات المتحدة لتقليص برنامج شراء السندات، ومع ذلك فإن التدفقات المالية حولت مسارها فى أعقاب قرار الاحتياطى الفيدرالى الأمريكى بالإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير.