أطلقت شركة “إس إيه بي” أسبوع إفريقيا للبرمجة 2015 , ويشكل أسبوع إفريقيا للبرمجة 2015، ملتقى يجمع بين جهات في القطاعين العام والخاص ومؤسسات أكاديمية ومنظمات غير حكومية من إرجاء القارة السمراء للتفاعل مع 20 ألفاً من الأطفال والشباب اليافعين، وتدريب 1,500 مدرس من أرجاء إفريقيا, ويهدف الحدث القاري المتخصص لتدريب خمسة ملايين طالب و200 ألف مدرس على المهارات البرمجية بحلول العام 2025.
ويجري تنظيم أسبوع إفريقيا للبرمجة بدعم من فريق المسؤولية الاجتماعية المؤسسية لدى “إس إيه بي” أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا، ومعهد “إس إيه بي” الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للتدريب والتنمية، فضلاً عن الشركاء في برنامج تحالف الجامعات من “إس إيه بي”: الجامعة الأمريكية في القاهرة، وجامعة الإسكندرية، والأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، ومدرسة الإسكندرية للغات.
قال إيهاب عبدالله، مدير مركز البرامج المتميزة والشركات بكلية التعليم المستمر بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، إن من شأن تعلم البرمجة أن يعزز المهارات الرقمية للقوى العاملة، ويساعد الطلبة المصريين من جميع التخصصات على تطوير مهارات حل المشاكل، مؤكداً أن دعم أسبوع إفريقيا للبرمجة “ينسجم مع هدفنا المتمثل بتشجيع التعلم مدى الحياة ومساعدة الطلبة في مصر وحول العالم على الإسهام في بناء المجتمعات”.
اضاف أن مهارات البرمجة تشهد طلباً متزايداً في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، لا سيما في مصر التي حققت تقدماً رقمياً ملحوظاً على مدى السنوات الخمس الماضية، التي شهدت مضاعفة الاتصال بالإنترنت عبر خدمات النطاق العريض الثابتة في المنازل، وزيادة نسبة انتشار الهاتف المحمول خمسة أضعاف، وفقاً للمنتدى الاقتصادي العالمي.
واوضح أن الأرقام الواردة من أسبوع إفريقيا للبرمجة تشير إلى أن إفريقيا هي السوق الرقمية الاستهلاكية الأسرع نمواً في العالم، إذ تخطط 40 بالمئة من الشركات لمشاريع تقوم على الاستفادة من البيانات الكبيرة، مع توقعات بارتفاع أعداد مستخدمي الهواتف الذكية إلى 360 مليوناً بحلول العام 2025.
وقالت الدكتورة رشا عبدالعزيز، رئيس قسم نظم معلومات الأعمال والأستاذ المشارك في كلية الإدارة والتكنولوجيا بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، إن الشركات والمؤسسات المصرية “تبذل جهوداً كبيرة لشغل وظائف تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ما يدفعنا لمنح الأولوية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات واعتبارها أساسية في مناهجنا الدراسية”.
وأضافت تأتي المهارات البرمجية في صلب وظائف العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، التي تشهد نمواً سريعاً في مصر، وما دعمنا لأسبوع إفريقيا للبرمجة إلا ليزوّد الطلبة بالأدوات وأفضل الممارسات، ويتيح لهم تبادلها مع الآخرين في أنحاء إفريقيا والوطن العربي والشرق الأوسط”.
لكن بالرغم من تسارع وتيرة الرقمنة في بلدان الشرق الأوسط وإفريقيا، فإن أقل من واحد بالمئة من الطلبة في إفريقيا يتخرجون من المدرسة وفي جعبتهم مهارات برمجية أساسية، وفقاً لشركة “إس إيه بي”، فيما يقول القائمون على أسبوع إفريقيا للبرمجة إن عمل الأفراد في وظائف رقمية في أرجاء القارة السمراء قد يزيد دخولهم بما يتراوح بين 40 و200 بالمئة.
من جانبه اعتبر الدكتور سمير كامل عيسى عميد كلية التجارة بجامعة الإسكندرية، أن “أهمية مهارات البرمجة لقوى العمل في القرن الحادي والعشرين هي بالأهمية نفسها التي مثلتها الكتب في مكتبة الإسكندرية للناس في مصر القديمة.
أشار إلى أن المهارات البرمجية تساعد الطلبة على تعزيز المعرفة المكتسبة والتكيف مع مختلف بيئات التعلّم واكتساب المهارات الوظيفية والمساهمة في جهود الأبحاث والتطوير التي تُبذل في مصر.
وقالت الدكتورة غادة الخياط، رئيسة قسم الكمبيوتر ونظم المعلومات بجامعة الإسكندرية لطالما حرص الآباء في السنوات الماضية على تعليم أبنائهم لغتين أو ثلاثة لغات أجنبية لكي يساعدوهم على التميز والنجاح في حياتهم, أما اليوم فقد باتت لغة البرمجة هي اللغة الأكثر أهمية من أجل اكتساب مهارات العصر الرقمي الذي نعيشه حالياً، وفتح آفاق وأبواب جديدة للاستفادة من الفرص ضمن بيئة الأعمال المعاصرة.
اضافت أن مصر باتت مهيّأة للمضي قُدماً في الاقتصاد الرقمي، في وقت تهدف الاستراتيجية القومية للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات 2012-2017 إلى الحفاظ على نسبة نمو في هذا القطاع تتراوح بين 7 و10 بالمئة، ورفع نسبة مساهمة القطاع في الدخل القومي إلى 5 بالمائة، وزيادة نمو التجارة الإلكترونية بنسبة 20 بالمئة، بحلول العام 2017.
واوضحت أن سوق العمل، يدعو الاستراتيجية القومية المصرية للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات إلى زيادة أعداد المهنيين العاملين في قطاعات تكنولوجيا المعلومات، والتعهيد، والابتكار، ومشاريع الأعمال الريادية، إلى أكثر من 115 ألفاً بحلول العام 2017.
وفي السياق نفسه، قال عمرو غنيم، المدير التنفيذي لشركة “إس إيه بي” في شمال إفريقيا والمشرق العربي، إن أبناء جيل الألفية في مصر، وهو أول جيل يولد في عصر الهاتف المحمول والإنترنت ,غالباً ما يفتقرون إلى المهارات الرقمية التي تساعدهم على دخول سوق العمل.
وأضاف حرصنا المستمر على دعم أسبوع إفريقيا للبرمجة يساهم في تعزيز دعمنا للنمو الاقتصادي والاجتماعي في مصر، وتزويد الشباب بالمهارات اللازمة للانخراط في قوى العمل الرقمية.
وقال إن “إس إيه بي” شهدت نجاحاً كبيراً في تطوير الجيل القادم من قوى العمل في مصر، من خلال دعم الشركة لبرنامج “مهارات إفريقيا” لتدريب الطلبة حديثي التخرج من الجامعات، وكذلك عبر معهد التدريب والتطوير التابع لها، والذي أبرم عدداً من علاقات الشراكة مع مؤسسات تعليمية بارزة تحت مظلة برنامج تحالف الجامعات، لدمج التكنولوجيا في المناهج الدراسية وتزويد الطلبة بالخبرات الواقعية العملية ضمن منظومة “إس إيه بي” من الشركاء والعملاء.
من جهتها، أكّدت ماريتا ميتشين، النائب الأول للرئيس للاستثمارات الاستراتيجية لدى “إس إيه بي”، والمديرة التنفيذية لمعهد “إس إيه بي” للتدريب والتطوير، أن الشباب في مصر سيكونون قادرين قريباً على تغيير الطريقة التي تعمل بها الشركات، قائلة إن هذا الأمر لن يقتصر على مصر وحدها، وإنما سيمتد ليشمل منطقة الشرق الأوسط بأسرها.
وأضافت نواصل عبر قنوات الشراكة مع أسبوع إفريقيا للبرمجة وبرنامج تحالف الجامعات، دعمنا للنمو في مصر ومساعدة الشباب على تنمية المهارات الأساسية اللازمة للعمل في قطاعات الاقتصاد الرقمي بالمنطقة.
ومن المقرر أن يتعلم الطلبة الصغار، خلال أسبوع إفريقيا للبرمجة 2015، أساسيات البرمجة على منصة “سكراتش” البرمجية الشبيهة بالألعاب، بينما سيتعلم الطلبة الأكبر سناً البرمجة على منصة التراسل الفوري “واتساب”.,وسوف تتلقى الدولة صاحبة المشاركة الأعلى في الحدث استثماراً تعليمياً عن طريق أحد شركائها المحليين.
جدير بالذكر أن حدث 2015 من أسبوع إفريقيا للبرمجة يهدف لاستثمار النجاح الذي حققته الدورة الماضية 2014، التي شارك فيها 38 بلداً وأزيد على 100 ألف مشارك اكتسبوا قدراً مهماً من المهارات البرمجية.