70 % تراجعًا فى صادرات المصنع العامين الماضيين بعد إغلاق عدد من الأسواق العربية
«سيكلام» تستهدف السوق الروسى لتعويض الخسائر.. لكن الأمر يحتاج لفترة زمنية طويلة
25 % تراجعًا فى صادرات الألبان ومنتجاتها العام الجارى
ارتفاع تكاليف الإنتاج يؤثر سلبًا على الخطط التوسعية للشركات
تخطط شركة “سيكلام” لصناعات الألبان التابعة لمجموعة المنصور للتجارة لضخ استثمارات بقيمة 75 مليون جنيه لإضافة خطوط إنتاج جديدة فى مصنع الألبان.
قال علاء الوكيل، مدير عام مصنع “سيكلام” إنه من المقرر البدء فى تنفيذ الخطة الاستثمارية الجديدة خلال العام الجارى لتحديث بعض خطوط الإنتاج ورفع الطاقة الإنتاجية لمجمع صناعات منتجات الألبان بنحو 84%.
وأضاف الوكيل أن المخطط الجديد جزء من الخطة الاستثمارية التى تم وضعها منذ عام 2011 بتكلفة 500 مليون جنيه وتوقفت على خلفية الاضطرابات والأحداث السياسية المتتالية ووافق مجلس الإدارة مؤخرا على إعادة إحياء جزء من الخطة.
يذكر أن مجمع «سيكلام» لصناعات الألبان بمنطقة الرأس السوداء شرق الإسكندرية يضم 7 مصانع لعدد من منتجات الألبان هى «مصنع للجبنة المطبوخة، لبن طازج، لبن طويل العمر، عصائر بيتى، مصنع شاى، جبنة بيضاء، ومصنع للزبادى».
أضاف الوكيل أن إجمالى حجم إنتاج الشركة خلال العام الماضى بلغ نحو 12 ألف طن، وتستهدف زيادة تلك الكميات خلال العام الجارى، حيث يصل حجم إنتاج الشركة الحالى من الألبان إلى 200 طن.
وأشار إلى انخفاض حجم التصدير خلال العامين الماضيين بنسبة 70% ما دفع إلى تخفيض الطاقة الإنتاجية فى ظل إغراق السوق المحلى بجميع منتجات الألبان.
وذكر أن مجموعة منصور للتجارة قامت بشراء المصنع منذ عام 1997، بهدف تخفيض حجم الاستيراد من الخارج وبدأت بتطوير وتحديث خطوط إنتاج المصنع لتواكب أحدث التطورات العالمية فى ذلك المجال ولرفع جودة المنتجات المحلية وتوزيعها فى السوق المحلى بدلاً من الاستيراد.
وذكر أن نحو 30% من حجم إنتاج المصانع كان يتم تصديرها إلى الدول المجاورة قبل اندلاع الاضطرابات السياسية خاصة العراق واليمن وليبيا وسوريا ولبنان ودول شرق آسيا والتى كانت تعد السوق الرئيسى للصناعات الغذائية المصرية خاصة منتجات الألبان سريعة التلف.
وقال الوكيل إن حجم الصادرات المصرية انخفض بنسبة كبيرة خاصة خلال العام الأخير لتصل نسبة الانخفاض فى تصدير المنتجات الغذائية إلى نحو 25% خلال عام واحد.
وأضاف أن «سيكلام» لا تستطيع تحديد أى مخططات تصديرية فى ظل انعدام الرؤية وعدم استقرار الأوضاع فى الأسواق المجاورة أو إبرام عقود توريد لفترات طويلة.
وأوضح أن السوق الليبى كان يعد أهم الأسواق للصادرات المصرية إلا أنه يعانى من العديد من المشكلات ومنها مشكلات التحويلات حيث لا يتم التعامل مع المستورد الليبى إلا من خلال مكاتب الصرافة.
وأشار إلى أن صادرات منتجات الألبان المصرية توجه حالياً إلى سوق روسيا الذى يعد من أهم الأسواق الواعدة خاصة أنها تحظر استيراد منتجات الألبان الأمريكية والأوروبية والاسترالية مما يفتح الباب أمام استقبال المنتجات المصرية.
ولفت إلى أن شركات الصناعات الغذائية المصرية تستهدف المشاركة فى معارض الصناعات الغذائية فى روسيا للوصول إليها كسوق مستهدف جديد وبديل للأسواق العربية خلال الفترة المقبلة.
وقال الوكيل «يوجد برنامج جديد تابع لغرفة الصناعات الغذائية لتشجيع تصدير منتجات الألبان إلى دول أوروبا الغربية إلا أن النفاذ إلى تلك الأسواق يعد أكثر صعوبة وقد يستغرق فترة لا تقل عن عامين، حيث تتخذ تلك الدول إجراءات واشتراطات أكثر صرامة حول وارداتها ومنها دراسة العملية الإنتاجية والبيئة المحيطة لكل مصنع على حدة ومستوى الجودة».
وأضاف أن تحسن العلاقات المصرية ـ الروسية سهل العديد من الإجراءات لإتاحة فرص تصديرية وتتركز الخطوة القادمة بالنسبة للشركات المصرية فى الوصول إلى عملاء جدد.
وأوضح أن تحويل صادرات الصناعات الغذائية إلى السوق الروسى يتطلب من المصانع المصرية تعديل خطوط إنتاجها الحالية لتلائم احتياجات السوق العربى حتى تتلائم مع أنماط الاستهلاك فى الأسواق الجديدة ومنها تعديل نظام التعبئة والتغليف.
وأشار إلى أن المصنع لن يقوم بأى تعديلات جوهرية فى خطوط إنتاجه إلا فى حالة توقيع عقود توريد طويلة الأجل.
وقال الوكيل إن منتجات الألبان خاصة الجبن لديها فرص تصديرية كبيرة إلى سوق أوروبا الغربية ومصر تعد ثانى أكبر دولة فى العالم فى تصدير أنواع الجبن المطبوخة.
وأضاف أن انخفاض سعر الطاقة فى مصر بنحو 40 مرة عن مثيلتها فى أوروبا يمنح الصادرات المصرية ميزة تنافسية، بالإضافة إلى ارتفاع تكلفة أجور العمالة الأوروبية بنحو 8 أضعاف، بالإضافة إلى ارتفاع تكلفة التأمينات وتكاليف النقل مما يمنح المنتجات المصرية فرصة كبيرة للمنافسة خاصة فى الأسواق الأوروبية.
وأوضح أنه على الرغم من انخفاض تكلفة الإنتاج فى مصر إلا أن انخفاض إنتاجية العامل المصرى يرفع التكلفة النهائية للمنتج.
وأشار إلى أن العمالة الأوروبية على سبيل المثال قد تصل إنتاجية الـ350 عاملا بها إلى 1200 طن لبن فى اليوم، بينما لا تتعدى إنتاجية ألف عامل مصرى الـ300 طن.
وذكر أن الشركة توفر برامج لتدريب العمالة بمصنعها حيث يتم تدريب نحو نصف عمال المصنع بمعدل مرة فى العام وثقافة العمالة المصرية مازالت تتماشى مع النشاط الزراعى الذى يتصف بالبطء الشديد، فى حين تحتاج العملية الإنتاجية إلى السرعة والإنجاز.
وقال إن «سيكلام» قامت بتجهيز قاعة تدريب داخل المصنع بتكلفة نحو 500 مليون جنيه بهدف رفع كفاءة ومهارات العمال وتدريبهم.
ورفض الوكيل اتجاه الدولة إلى دعم المنتج المصدر لأنه يعد دعمًا للمستهلك الأجنبى والمنتج المصرى مازال من أرخص المنتجات فى الأسواق الخارجية حتى مع ارتفاع تكلفة الطاقة وارتفاع الأسعار.
وأضاف أن شركات الصناعات الغذائية فى مصر لا تستطيع نقل الزيادة فى تكلفة الإنتاج بنسبة كبيرة إلى سعر المنتج النهائى خاصة فى ظل احتدام المنافسة وزيادة المعروض فى السوق المصرى، وبالتالى تتحمل الجزء الأكبر من الزيادة فى التكلفة بتخفيض هامش ربحها للحفاظ على استمرار الإنتاج إلا أن ذلك يؤثر بالسلب على المخططات الاستثمارية على المدى البعيد.
وأوضح أن «سيكلام» تعتمد على موزعين فى الدول الخارجية لتسويق منتجاتها والشركة مسئولة عن سلامة المنتج وجودته حتى وصوله إلى المستهلك النهائى فى أى دولة وليس مجرد تصدير المنتج.
وتابع الوكيل «فيما يخص تحديد سياسات التوزيع والتسعير يتم تعيين ممثل عن الشركة للتأكد من الحفاظ على جودة المنتج وهى السياسة التى تعتمد عليها أغلب شركات الصناعات الغذائية للحفاظ على علامتها التجارية فى الخارج».
وأشار إلى أن «سيكلام» تستهدف المشاركة فى معارض صناعات منتجات الألبات والصناعات الغذائية فى روسيا للوصول إلى السوق الروسى وأهمها معرض «food africa» الذى أقيم فى روسيا مايو الماضي، كما تشارك فى معرض «أنوجا» والذى يعد من أكبر معارص الصناعات الغذائية على مستوى العالم.
وقال إنه من المقرر أن يشارك خلال العام الحالى فى معرض «أنوجا» نحو 7 آلاف شركة متخصصة فى صناعة المواد الغذائية حول العالم، موضحاً أن «سيكلام» تشارك فى المعرض منذ عام 2011 من خلال عرض بعض منتجاتها، فضلاً عن التعرف على كل ما هو جديد فيما يخص قطاع الصناعات الغذائية والتقنيات الحديثة فى ذلك القطاع، وبحث فرص الاستثمار المتاحة مع الدول الأخرى.
وأضاف الوكيل أن المجلس التصديرى وهيئة المعارض فى مصر منوط بهما اختيار الشكل العام للجناح المصرى، لافتاً إلى أن مستوى التمثيل والمشاركة المصرية فى معرض «أنوجا» قد انخفض بشكل ملحوظ على الرغم من وصولها إلى مستوى متقدم بين الدول المشاركة حتى عام 2011.
كتبت ـ نسارة إبراهيم