أعلنت الوكالة الدولية للطاقة أن نمو إمدادات البترول خارج أوبك، سوف يتوقف بحلول عام 2020، نظرا للتأثير المستقبلى لخفض الإنفاق الذى بدأ العام الجارى على القطاع العالمى.
وقالت الوكالة فى تقريرها إن نمو الإنتاج من الدول غير الأعضاء فى منظمة الدول المصدرة للبترول سوف يتباطأ على مدى السنوات الخمس المقبلة إلى أقل من ثلث المعدل المسجل بين عامى 2010 و2015.
وأضافت أن إنتاج البترول الصخرى من الولايات المتحدة سوف يتناقص بصورة تدريجية فى وقت مبكر من العقد المقبل بعد أن بلغ ذروته إلى حوالى 5 ملايين برميل يوميا، ما سيسمح بعودة أسعار البترول الخام إلى مستويات 80 دولارا للبرميل فى عام 2020، وبعدها سوف تواصل الارتفاع.
وكشف التقرير تراجع الاستثمار فى إمدادات البترول الجديدة بأكثر من 20% العام الجارى، بالتزامن مع تراجع أسعار البترول الخام بعد قرار أوبك الدفاع عن حصتها فى السوق بدلا من دعم الأسعار.
وأشار إلى أن توسع الإنتاج من دول مثل إيران والعراق سوف يؤدى بدوره إلى زيادة إنتاج المنظمة فى السنوات المقبلة مع تراجع النمو فى البلدان غير الأعضاء.
وأكدت الوكالة فى تقريرها السنوى عن توقعات الطاقة العالمية أن الهبوط فى أسعار البترول أعاد رسم حركة القوى التى تقود السوق لإعادة التوازن، من خلال ارتفاع الطلب وانخفاض النمو فى الإمدادات، وأن مستويات الأسعار فى الوقت الراهن تندفع من مصادر التكلفة المرتفعة للإمدادات.
وقالت الوكالة إن قطاع البترول والغاز العالمى بحاجة للحفاظ على إنفاق 630 مليار دولار على الاستكشاف والإنتاج فى كل عام من أجل الحفاظ على الإنتاج عند المستويات الحالية.
ونوّهت بأن الهبوط الحالى فى الإنفاق سوف يؤدى إلى فتور الإمدادات من خارج أوبك، بنحو 55 مليون برميل يوميا قبل عام 2020.
وخفّضت الولايات المتحدة عدد الحفارات قيد الاستخدام بنسبة لم يسبق لها مثيلا عند 63% العام الماضى، وتراجع الإنتاج اليومى بنحو 450 ألف برميل يوميا عن ذروته فى يونيو الماضى.
وأكدت أنه بالرغم من تعثر إنتاج الزيت الصخرى فى أمريكا على المدى القصير، فإنه سيتم استئناف «مسيرته التصاعدية» بالتزامن مع تعافى الأسعار ليصل الإنتاج إلى 5 ملايين برميل يوميا بحلول أوائل العقد المقبل.
ووفقا للتقرير سوف ينمو الطلب العالمى السنوى فى المتوسط بقيمة 900 ألف برميل يوميا خلال الفترة المتبقية من العقد الحالى مدفوعا من الاقتصادات الناشئة.وتوقعت الوكالة أن يتباطأ نمو الاستهلاك اعتبارا من عام 2020 بسبب ارتفاع أسعار البترول، والجهود المبذولة للتخلص التدريجى من دعم الوقود، وسياسات كفاءة الطاقة وزيادة استخدام أنواع الوقود البديلة.
وقالت الوكالة الدولية للطاقة إنه بحلول عام 2040، سوف يتراجع استهلاك البترول فى الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة واليابان بنسبة 10 ملايين برميل يوميا.
وأكدت الوكالة أن تراجع النمو الاقتصادى العالمى بأقل من التوقعات، مع تعزيز أوبك للإنتاج بأكثر من المتوقع، وثبوت أن إمدادات البترول الصخرى أكثر مرونة، سوف تبقى الأسعار قرب 50 دولارا للبرميل حتى نهاية العقد الجارى.
وإذا تحقق هذا السيناريو، ستزداد الحصة السوقية للمنتجين من الشرق الأوسط إلى أعلى مستوياتها فى 40 عاما، بينما ستنخفض إيرادات أوبك بنسبة 25%، لأن الأسعار المنخفضة ستعوضها الزيادة فى حجم المبيعات.