شكوك حول تمويل التصدى لأزمة الاحتباس الحرارى
يكمن نجاح محادثات المناخ فى القمة التابعة للأمم المتحدة على حل مسألة التمويل، وكيف ستقوم الدول الغنية بالوفاء بوعود تقديم 100 مليار دولار سنوياً من المساعدات للدول الفقيرة، لتنفيذ المشاريع ذات الصلة بالمناخ.
وذكرت وكالة أنباء بلومبيرج أن هذه المسألة أثيرت مرة أخرى يوم الأربعاء الماضى، عندما أقترحت الولايات المتحدة توسيع قائمة الدول المانحة خارج العالم الصناعى.
ووصف وزير البيئة الهندى السابق جايرام راميش قضية تمويل المناخ بأنها القاتل المحتمل، وفيما يلى بعض الأسئلة الأساسية المطروحة للنقاش.
ما القضية؟
قبل ست سنوات، التزمت الدول الصناعية بتخصيص 100 مليار دولار بحلول عام 2020، للمساعدة فى خفض الدول النامية لانبعاثات الغازات الدفيئة والتكيف مع آثار تغير المناخ.
لماذا ينغى على الدول المتقدمة مساعدة الدول النامية؟
أشارت بلومبيرج إلى أن ذلك التزام قانونى بموجب اتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ، ومعاهدة 1992 التى تضع المبادئ التوجيهية للمحادثات.
ويتمثل أحد هذه المبادئ فى أن الدول الغنية كانت المسئولة عن ظاهرة الاحتباس الحرارى، وينبغى عليها أن تخطوا الخطوة الأولى للإصلاح، كما ينبغى المساعدة فى دفع التغييرات فى الدول الأكثر فقراً، وتم التصديق على هذا المبدأ من قبل 195 طرفا، اعتمدوا المعاهدة وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية.
هل التزمت الدول المتقدمة بالوفاء بوعودها؟
ذكرت الوكالة إنهم يحرزون تقدماً. وبلغ مجموع الأموال المتدفقة إلى الدول النامية 62 مليار دولار فى العام الماضي، وفقاً لدراسة أجريت فى أكتوبر الماضى من قبل منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية، ومبادرة سياسة المناخ.
ماذا تقول الدول الصناعية؟
أعلنت الولايات المتحدة وحلفاؤها أنهم يسيرون على الطريق الصحيح لتحقيق هذا التعهد، على الرغم من أنها لم تعط تفاصيل عن كيفية حدوث ذلك.
ووفقاً لمجموعة «كلايميت أناليتكس» لأبحاث المناخ ومقرها برلين، فإنه قد تم التوصل فى وقت سابق إلى بداية سريعة للتمويل بقيمة 30 مليار دولار للفترة من 2010 حتى 2012، وأكدت المجموعة على أنه فى يونيو 2013 وصلت 35،9 مليار دولار إلى الدول الأكثر فقراً.
كيف وقعت الدول الغنية فى هذه الفوضى؟
جاء اقتراح جمع 100 مليار من قبل رئيس الوزراء البريطانى جوردون براون، فى يونيو 2009 كوسيلة لدفع محادثات المناخ فى كوبنهاجن المشؤومة.
وإعتمد المبعوثين من البلدان المتقدمة بما فى ذلك والولايات المتحدة هذه القيمة خلال ذلك الاجتماع كهدف يجب الوصول إليه.
وفشلت محادثات كوبنهاجن، لإنتاج معاهدة جديدة، لكنها أسفرت عن وثيقة غير ملزمة أطلق عليها إتفاق كوبنهاجن، ساهمت فى جمع 30 مليار دولار تمويلات جديدة وإضافية خلال الفترة من 2010 الى 2012، يستهدف زيادتها إلى 100 مليار دولار بحلول عام 2020، وبعد عام اعتمدت الأمم المتحدة الرقمين رسمياً فى مباحثات مدينة كانكون المكسيكية.
من الذى سوف يحصل على المال؟
سوف تتدفق الاموال إلى معظم الدول الجزرية الضعيفة مثل الجزر الصغيرة فى المحيط الهادئ التى تتعرض لخطر الزوال فى ظل ارتفاع منسوب مياه البحار والدول الأكثر فقراً فى أفريقيا، وسوف يستخدمونها لحماية الزراعة ودعم الدفاعات الساحلية وتحفيز الطاقة المتجددة.
ما صندوق المناخ الأخضر؟
أنشئ هذا الصندوق رسمياً فى محادثات الامم المتحدة فى كانكون، لتوجيه جزء غير محدد من المساعدات المناخية على الدول الأكثر فقراً فى العالم، واستغرق تفعيل الصندوق سنوات عديدة، وبعد تلقيه 10،2 مليار دولار – رغم أنها لم تحول إليه بالكامل – بدأ الصندوق يقدم المنح اعتبارا من الشهر الجارى.
لماذا لا تزال قيمة 100 مليار دولار مسألة خلافية؟
تقول المنظمات غير الحكومية والدول النامية أن 100 مليار دولار ليست كافية، وأوضح الأكاديميون فى كلية لندن للاقتصاد فى مارس الماضى أنه على الأقل هناك حاجة إلى 400 مليار دولار سنوياً حتى يتوقف الاحترار العالمى.
ماذا سوف يحدث بعد عام 2020؟
لم يقرر المبعوثين بعد، ويشمل مشروع النص التفاوضى أحدث الخيارات المطالبة بتجاوز المعونات 100 مليار دولار سنوياً.
وصرّحت الدول المتقدمة بأن المانحين يحتاجون إلى توسيع يضم البلدان التى حصلت على لقب الأكثر ثراءاً منذ عام 1992، خاصة الصين.
وأكد الينا باردرام، المفاوض الأوروبى، على وجود قبول عام بأن هناك حاجة إلى مزيد من المال، ولكن من أين تأتى هذه الأموال ومن من؟