محمد عبده رئيس مجلس إدارة “كيمبترو” في حوار لـ«البورصة»:
الشركة تجمّد مشروعات باستثمارات 150 مليون جنيه لحين استقرار الأوضاع الاقتصادية
خطة لدخول سوقى كازاخستان وأوغندا.. ومفاوضات لإحلال محل الأتراك فى السوق الروسى
40 % انخفاضاً متوقعاً فى صادرات مستحضرات التجميل بنهاية العام الجارى
الشركة توجه 15% من منتجاتها للسوق المحلى لانخفاض القوى الشرائية بعد ثورة يناير
عبده : «داعش» استولت على البضائع المصرية المصدّرة للعراق
تراجعت صادرات شركة “كيمبترو للصناعات الكيماوية والدوائية ومستحضرات التجميل” بنسبة 85% خلال العام الجاري، نتيجة ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الجنيه، وعدم توفره فى كثير من الأوقات، إضافة الى فقدان الأسواق العربية، الأكثر استيراداً للمنتجات المصرية.
وقال محمد عبده، رئيس مجلس إدارة “كيمبترو” فى حوار لـ«البورصة»، إن الشركة خفضت مستهدفاتها التصديرية، الى 1.6 مليون دولار (12.4 مليون جنيه)، مقابل نحو 8 ملايين دولار محققة العام الماضي.
وأوضح عبده أن «كيمبترو» تعتمد على تصدير 85% من إنتاجها للأسواق العربية والأفريقية، خاصة لدول السعودية والامارات والكويت وعمان والسودان والمغرب وليبيا وسوريا والعراق واليمن، وأن الأحداث السياسية غير المستقرة بالأسواق الأربع الأخيرة، تسببت فى تراجع الصادرات بنسبة كبيرة.
وأضاف: «قرارات البنك المركزى بتحديد سقف لإيداع الدولار بواقع 50 الف دولار شهرياً و10 آلاف يومياً، تسببت فى اضطراب صادرات الشركة التى تعتمد على استيراد موادها الخام».
وأشار الى تراجع صادرات قطاع مستحضرات التجميل بنسبة 40% منذ بداية العام نتيجة لفقدان الأسواق العربية، الأكثر استهلاكاً للمستحضرات الطبية المصرية.
وذكر أن الفترة الماضية شهدت توقف التصدير للعراق بشكل كامل بسبب جماعة داعش الإرهابية، مشيراً الى أن «داعش» استولت مؤخراً على كميات كبيرة من الأدوية ومستحضرات التجميل المصرية.
وتتفاوض «كيمبترو» مع عدد من الشركات الروسية، لتوريد مستحضرات تجميل لموسكو، كبديل للمنتجات التركية، بعد توتر العلاقات بين موسكو وأنقرة على خلفية إسقاط الأخيرة طائرة حربية روسية اخترقت مجالها الجوي، منتصف الشهر الماضي.
وقال عبده إن الشركة تخطط لدخول أسواق كازخستان وبيلاروسيا وأوغندا وكينيا، الفترة المقبلة، كبديل عن الاسواق العربية التى فقدتها الشركة.
وحقق قطاع مستحضرات التجميل إجمالى صادرات بقيمة مليار جنيه بنهاية سبتمبر الماضى، ويستهدف القطاع تحقيق صادرات بقيمة 500 مليون دولار بنهاية العام الجارى، مقابل نحو 350 مليون دولار عام 2013.
وأجبر التراجع الكبير التى شهدته الصادرات المصرية منذ بداية العام حتى سبتمبر الماضى، المجلس التصديرى للصناعات الدوائية، على تخفيض سقف توقعاته للصادرات إلى 6 مليارات جنيه بدلاً من 7.2 مليار مستهدفة منذ بداية العام، فيما تتوقع شعبة مستحضرات التجميل بغرفة صناعة الأدوية باتحاد الصناعات، تحقيق القطاع مبيعات بقيمة 40 مليار جنيه خلال العام المقبل، مقابل نحو 30 ملياراً العام الماضى بنمو 30%.
وشدد رئيس شركة «كيمبترو» على أهمية أقامة معارض دولية فى مصر أسوة بمعرض «أرب هيلث» بالإمارات الذى يعقد فى يناير من كل عام، لزيادة مبيعات قطاع مستحضرات التجميل.
فى سياق متصل أشار عبده الى تجميد جميع مشروعات الشركة التى استهدفت تنفيذها العام الجاري، لحين استقرار الأوضاع الاقتصادية بمصر، وتعديل السياسات المالية للبنك المركزى، وحل أزمات توفير العملة الصعبة مقارنة بسعر صرف الجنيه.
وأعلنت «كيمبترو» مطلع العام الجاري، استهدافها ضخ استثمارات جديدة بقيمة 150 مليون جنيه، لإضافة خطوط إنتاجية للمكملات الغذائية ومستحضرات التجميل، لتصنيع العصائر والسوائل ومشروبات الطاقة المستخدمة كمكملات غذائية.
وتمتلك الشركة مصنعا بالاسكندرية يشمل 7 خطوط إنتاج لتصنيع العصائر والمراهم والكريمات والزيوت والسوائل، إضافة الى مثبت الشعر «الجيل».
ولفت عبده الى تعطل الإنتاج بشركته الشهر الماضي، نتيجة الاضطرابات الجوية التى شهدتها محافظة الإسكندرية، والتى منعت العمال من الوصول لمقر الشركة، مضيفا أن ازمة الصرف الصحى والكهرباء بالمحافظة تسببت فى تعطيل الإنتاج.
وتورد «كيمبترو» 15% فقط من إنتاجها للسوق المحلى فى ظل حالة عدم الاستقرار التى يشهدها، وضعف مبيعاته خاصة فى السنوات التى أعقبت ثورة 25 يناير.
وأكد رئيس «كيمبترو» صعوبة توجيه انتاج الشركة بالكامل للسوق المحلى لتعويض انخفاض التصدير، موضحاً أن منتجات وماكينات الشركة مخصصة لآنتاج مستحضرات تجميل تستهلك فى الأسواق الخارجية.
وقال: «مستحضرات الشركة الموجهة للتصدير تختلف تماماً عن المستحضرات التى توجه للسوق المصرى سواء فى شكل العبوة او أسم المستحضر، وهو الامر الذى يتعارض مع احتياجات السوق بجانب وجود منتجات ومطبوعات خاصة للمستحضرات بأسماء وكلاء معينين».
وفيما يخص سيطرة شركات التجميل العالمية على السوق المصري، قال عبده إن وجود الشركات العالمية لا يمثل عبئاً على الصناعة المحلية، بل يفتح المجال أمام المنافسة الحرة الشريفة لكل ما هو جديد فى السوق، ويدفع الشركات المحلية لتطوير منتجاتها.
ولفت الى غزو المنتجات الصينية المغشوشة والمقلدة، للسوق المصري، مستغلة حالة الانفلات الأمنى وانعدام المراقبة، مضيفاً أن عددا من المستوردين يستهدفون تحقيق مكاسب سريعة دون النظر إلى تأثيرها الخطير على صحة المواطن، الذى يقبل على تلك المستحضرات لتدنى أسعارها مقارنة بالمنتجات الصينية.