أظهر مسح أجرته صحيفة فاينانشيال تايمز ، أن يكون رفع الفائدة الأمريكية أقل من المتوقع خلال العام المقبل، وأن تكون أول زيادة جديدة فى مارس.
توقع أكثر من ثلثى الخبراء الاقتصاديين، المشاركين فى المسح، زيادة فى سعر الفائدة 25 نقطة أساس من قبل البنك المركزى الأمريكى فى غضون ثلاثة أشهر، خاصة أن هذا يتوافق مع ما أشار إليه الاحتياطى الفيدرالى، كما أن معظم المستثمرين يراهنون على أن وتيرة الزيادات المستقبلية ستكون بصورة أكثر تدريجياً.
يشير هذا التناقض مع توقعات السوق إلى مواجهة رئيسة البنك الاحتياطى الفيدرالى الأمريكى “جانيت يلين” مجموعة جديدة من التحديات فى العام المقبل، على الرغم من تصديق المستثمرين لها الأسبوع الحالى بالتعامل مع خطوة رفع الفائدة، على نحو سلس، من دون خلق نوبات غضب للسوق، وهو ما يخشاه الكثيرون.
وقال الصحيفة، إن التجار والمستثمرين يتوقعون، الآن، أن سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية سيظل أقل من 1% فى عام 2017، وهذا يعنى ضمناً وتيرة زيادات أقل من “النقاط” التى ستكون عليها أسعار الفائدة على الأموال الفيدرالية بحوالى 1.375% بحلول نهاية عام 2016 و2.375% فى عام 2017.
وفى الوقت ذاته، يتوقع نصف الاقتصاديين الأكثر صلة بالبنك الاحتياطى الفيدرالى، وفقاً للاستطلاع، أن يكرر البنك المركزى ارتفاع الفائدة للمرة الثالثة بحلول يونيو، حيث سيصل سعر الفائدة على الأموال حوالى بين 0.75% و1%.
وقال وليام لي، الخبير الاقتصادى لدى “سيتى جروب”: “إن تعريف كلمة (زيادة تدريجية للفائدة) والتكهن بكيفية تنفيذها ستكون المسألة الرئيسية التى تشغل الأسواق المالية وخبراء السياسة النقدية”.
وانخفضت البورصات العالمية الكبرى منذ بداية الشهر الجارى لما يقرب من 7% فى المؤشرات الألمانية والفرنسية، نتيجة رفع الاحتياطى الفيدرالى أسعار الفائدة فى خطوة كانت متوقعة بشكل هائل.
وأشار الاقتصاديون، وفقاً للاستطلاع، إلى أن المخاطر لا تزال موجودة فى ضوء رفع الفيدرالى لسعر الفائدة مرتين أو ثلاث مرات فى العام المقبل، دون التوقعات الحالية. وقال اثنان من الاقتصاديين، إن الاحتياطى الفيدرالى سيحقق زيادة لمعدلات الفائدة مرة واحدة فقط فى عام 2016.
وقال توماس كوستيرج، الخبير الاقتصادى لدى بنك ستاندرد تشارترد، والذى يتوقع أن بنك الاحتياطى الفيدرالى سيضطر إلى خفض أسعار الفائدة بحلول نهاية العام المقبل: “ربما تبدى جانيت يلين مؤشرات على توقف محتمل فى وقت لاحق عن طريق ربط زيادة أسعار الفائدة بمسارات التضخم الأساسية، وكذلك بحجم التطورات فى الأسواق المالية، وبالتالى فإن دورات رفع الفائدة للاحتياطى الفيدرالى قد تكون فى نهاية المطاف قصيرة جداً وسطحية”.
كتب- يحيى الشعراوى