فرصة العمل الدائم والزواج أسهل سبل ترويض الشباب
غير المتزوجين وقود التمرد والجماعات الشيطانية والجهادية
شاب يافع، وحيد، عاطل، 3 صفات تصنع خلطة خطيرة، لكن يمكن ترويضه بالعمل والزواج، ملخص نصيحة الخبراء للحكومات التى تخشى ثورة الشباب.
فلو أن الشباب اليافع الوحيد العاطل الذى قام بثورة الياسمين فى تونس وجد عملاً وزوجة لما أشعل موجة ثورية ثانية فى شهر يناير الجارى إبان احتفاله بالذكرى الخامسة لثورته التى اندلعت إثر موت الشاب بوعزيزى بعد أن أشعل النار فى نفسه لعدم وجود وظيفة مناسبة.
ليس هذا الحال فى دول الربيع العربى فقط، ولكن فى الدول الأفريقية يعتبر عدم تمكين الشباب من تحقيق حلمهم سبباً فى الانضمام إلى الجماعات الجهادية مثل بوكو حرام وهى تعنى بالعربية «الحكومة حرام» فى إشارة إلى تحريم التعامل مع مؤسسات الدولة بما فى ذلك التعليم وقد تكررت هجماتهم ضد المدارس خصوصاً مدارس البنات لأنها تستقى مناهجها العلمية والتربوية من الغرب لجلب الثقافات الأجنبية المخالفة للإسلام.
ويقول داينال مرتديا قميصاً خشناً رغم حرارة الجو الشديدة، أنه كرجل راشد يحمل عار أنه غير قادر على إعالة أسرته مادياً، وهى مسألة مشينة اجتماعياً قائلاً: «المال نو داى» (تعنى لا يوجد مال)، «الغذاء نو داى»، الملابس نو داى”.
وأشار إلى أن هذه الأوضاع المهينة للشباب تدفعهم للانضمام إلى الجماعات المسلحة من أجل حفنة أموال قليلة جداً، وربما يحصل على زوجة، موضحاً أنهم اختطفوا أخته فى إحدى الهجمات على المدارس وقد تكون قتلت أو أجبرت على الزواج.
وبالفعل يوجد بعض الشباب الثرى يتجه للعنف لتحقيق حلم الخلافة الإسلامية أو جنة الاشتراكية بحثاً عن العادلة الاجتماعية، بينما غالبية أثرياء العاطلين يتجهون إلى جماعت متطرفة أخرى تعيش حياة ماجنة كعبدة الشيطان وغيرها ومن بين هؤلاء من يتمتع بوظائف جيدة.
لكن الفقر يعد العامل الأساسى فى التحول إلى الجماعات المسلحة حتى فى دولة غنية بالبترول مثل نيجيريا، لكن الفساد يحول دون توزيع عادل للثورة فتجد رجل ثرى يعدد الزوجات بينما شاب لا يمكنه الحصول على واحدة حتى أن 40% من السيدات المتزوجات فى نيجيريا يشتركن مع أخريات فى زوج واحد، لكنه ثرى يمكنه تحمل نفقاتهن.
وتشير دراسة هنريك أوردال من كلية هارفارد كينيدى إلى أن الحروب الأهلية وحركات التمرد فى جميع أنحاء العالم بين عامى 1950 و2000، وقعت سواء فى دول غنية أو فقيرة، لكن هذه الدول تتمتع بارتفاع نسبة الشباب لأنهم أكثر عرضة للفتنة، حيث تراوحت أعمارهم بين 15 و24 سنة ومثلوا أكثر من 35% من السكان البالغين بيد أن مخاطر الصراع جراء انتشار الفقر بالبلدان النامية 150% بالمقارنة بالغنية.
ويعنى وجود الوظيفة والمال تيسير أمر الزواج فعلى مر التاريخ نسبة الرجال الذين قتلوا فى الصراعات وليس لهم زوجات 97% بالنسبة لمن لهم زوجات، حيث يكون الشباب فى سن الزواج فى العشرينيات أكثر استعداداً للمخاطرة لأنهم لا يتحملون مسئولية الأسرة وليس لديهم أمل فى حياة أفضل فى الوقت القريب.
وتمثل الحروب خصوصاً الأهلية كما حدث فى أفريقيا فرصة مؤسفة لقتل المنافسين المحتملين من الرجال الآخرين وللاستيلاء على النساء أو اغتصابهن، كما حدث مع جيش الرب فى أوغندا.
وفى الولايات الهندية والصينية التى تشهد ارتفاع عدد الذكور، نتيجة قتل الأجنة الإناث وجدت الدراسات أنها عرضة للصراع المسلح، حيث يعيش الملايين من الشبان محكوم عليهم بالعزوبية الأبدية ويلجأ الثرى منهم لجلب زوجة من الفلبين أو بنجلاديش وبلدان أخرى مجاورة.
وتشهد هذه المناطق أيضاً انتشار جريمة الأخفاء القسرى والاغتصاب الجماعى كما يحدث فى المواصلات العامة الهندية.
وتسعى نيجيريا إلى الاستفادة من تجربة الأمم المتحدة فى إعادة دمج المسلحين الليبراليين وغيرهم فى المجتمع عبر تطوير برامج تعليمية لهم وتدريبهم على مهارات حرفية وزراعية ودعمهم للحصول على طريقة عيش مناسبة تجلب لهم المال الوفير مثل القتال مع المسلحين.
وكان المقاتلون الليبراليون يعبرون الحدود فى ساحل العاج للقتال مقابل ما يقرب من 1500 دولار وهى ثروة لرجال كان متوسط دخلهم 47 دولاراً فى الشهر، كما استعانت حكومة لاجوس بأئمة المساجد فى حرب الدعاية المتبادلة مع بوكو حرام.
وبالنسبة للدول الغربية فقد انتهت عصور الحروب الأوروبية، حيث بدأت أعمار سكانها تدخل فى مرحلة الشيخوخة، فضلاً عن مستوى المعيشة العالى لديها ووجود نظام إعانات البطالة وارتفاع سقف الحريات.