16 عملية لجمع 3.1 مليار دولار.. ومصر تتصدر القائمة
توقعت «بيكر أند ماكينزى»، الشركة الاستشارية القانونية العالمية، ارتفاع عمليات طرح الأسهم الأولية، المقومة بالدولار، بسوق الأسهم الأفريقية إلى أعلى مستوى لها منذ عام 2010، وأن تتصدر مصر القائمة.
وتوقعت الشركة القانونية، ومقرها شيكاغو، جمع 3.1 مليار دولار، مما لا يقل عن 16 عملية اكتتاب عام أولى، العام الحالي، المرشح ليكون أقوى عام للاكتتابات الأفريقية منذ عام 2010، عندما وصلت قيمتها لـ4.4 مليار دولار.
وقالت صحيفة «فايناشيال تايمز» البريطانية إن الانتعاش المتوقع فى عمليات الطرح الأولية يمثل ضعف حصيلة العام الماضى تقريبًا، و10 أضعاف أدنى مستوى فى 2012 عند 320 مليون دولار. ويأتى رغم البداية الضعيفة لنشاط الاكتتاب عالميًا نتيجة تزايد التقلبات فى أسواق الأسهم العالمية، وتدفقات رؤوس الأموال الخارجة من الأسواق الناشئة.
وقال إدوارد بيبكو، رئيس قسم ممارسات أسواق رأس المال لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا فى «بيكر آند ماكينزى»: «هناك طلب متزايد بين المصدرين لرفع رؤوس الأموال، لا سيما فى مصر، والتى تشهد نموًا قويًا وظهورًا أكبر لشريحة الطبقة الوسطى».
وأضافت شركة «بيكر آند ماكينزى»: أنه من المقرر طرح 7 شركات مصرية للاكتتاب أيضًا العام الحالى، لإعادة تشغيل دفة الاقتصاد بعد ثورتى 25 يناير، و30 يونيو.
وذكرت الشركة الاستشارية أن الشركات المصرية المرتقب طرحها هى «القابضة للصناعات الغذائية» بهدف جمع رؤوس أموال بحوالى 393 مليون دولار، وشركة الصناعات الغذائية العربية، لجمع 280 مليون دولار، ثم «بلتون كابيتال القابضة للاستثمارات المالية»، لجمع 128 مليون دولار، ومجموعة رؤية للاستثمار العقارى لجمع 128 مليون دولار، وشركة مصر إيطاليا للتنمية السياحية، 70 مليون دولار، بينما لم تتح حاليًا أية معلومات حول شركتى «موبينيل»، و«أبراج مصر للإنشاءات والتطوير العمرانى».
ولا يزال بالإمكان رؤية مزيد من عمليات الاكتتاب المصرية العام الحالى، وسط ورود تقارير تؤكد اتجاه الحكومة لأولى عمليات الخصخصة، منذ عام 2005، لشركات مملوكة للدولة لتحسين الأوضاع المالية للقطاع العام وتعزيز أسواق رأس المال.
وقال طارق عامر، محافظ البنك المركزى فى وقت سابق من فبراير الماضى، إنه يعتزم طرح المصرف المتحد، المملوك للدولة، وحجم أصوله 3.6 مليار دولار للاكتتاب.
وأضاف إدوارد بيبكو، الذى يتوقع اكتتابات أولية فى قطاعات المواد الغذائية والعقارات والخدمات المالية العام الجارى: «لقد تم بذل الكثير من الجهود من جانب الشركات، التى تركز على تنامى الطبقة المتوسطة فى مصر. فيوجد تحسن فى الحالة المزاجية، والتى كانت مفقودة قبيل انتخاب السيسى رئيسًا للبلاد عام 2014».
كما توقعت «بيكر آند ماكينزى» أن تشهد القارة الأفريقية أول عملية طرح أولية قيمتها مليار دولار من قبل مجموعة «إنترسويتش» النيجيرية، إذا ما قررت الأخيرة، باعتبارها كبرى شركات التكنولوجيا المالية الأفريقية، والتى تعالج مديونيتها حاليًا، الانضمام إلى قائمة الاكتتاب العام الحالى.
وقال ميتشل إيلجبى، المؤسس والرئيس التنفيذى لمجموعة «إنترسويتش»، المملوكة غالبيتها لمجموعة الأسهم الخاصة «هيليوس إنفستمنت بارتنرز» فى يونيو 2015، أنه يتطلع لطرح عام أولى فى كل من بورصتى لاجوس ولندن.
وجمعت «ايسار الهندية للطاقة»، التى يقع مقرها الرئيسى فى موريشيوس، رؤوس أموال بحوالى 1.9 مليار دولار، وهو أكبر مبلغ تحصل عليه شركة أفريقية حتى الآن، منذ إدراجها فى بورصة لندن فى عام 2010.
ومع ذلك، قال دلابو أونى، رئيس قسم أبحاث الطاقة لمنطقة أفريقيا جنوب الصحراء فى بنك «إيكوبانك»، ومقره توجو، إنه من المرجح أن تنتظر مجموعة «إنترسويتش» حتى الربع الأول من عام 2017 لطرح أسهمها فى البورصة، نظرًا لظروف التمويل الصعبة التى تمر بها.
وتشمل الاكتتابات المهمة الأخرى، حسبما أشارت توقعات «بيكر آند ماكينزى» العام الحالي، التخطيط لطرح «بلولاين»، وهو مشروع لبناء خطوط سكك حديدية غرب أفريقيا، من قبل مجموعة «بولور» العالمية والتى يمتلكها الملياردير الفرنسى، فنسنت بولور، فى بورصة باريس، بالإضافة إلى طرح شركة أعمال الزجاج المقوى «CGW» فى جنوب أفريقيا للاكتتاب.
كما يمكن أن تزداد وتيرة الاكتتابات على مستوى القارة الأفريقية إذا ما نجح «اتحاد الأوراق المالية لشرق أفريقيا EASEA» فى تحسين السيولة عن طريق الاتمام السريع لتكامل أسواق رأس المال بين الدول.
وأضافت الصحيفة، أن النشاط يتركز بشكل متزايد على الشركات التكنولوجية والسلع الاستهلاكية الأساسية، وهو ما يناقض التركيز السابق على قطاعات الطاقة والكهرباء والعقارات والخدمات المالية فى السنوات الخمس الماضية.
ورغم ذلك، قال دلابو أونى، إنه لا يتوقع انتعاش سوق الاكتتابات العامة فى الدول الأفريقية الواقعة جنوب الصحراء الكبرى العام الجارى، حيث واصلت الدول الرئيسية مثل نيجيريا تأثرها بتراجع أسعار السلع الأساسية، كما أن عمليات الطرح الأخيرة لشركة البترول «سيبلات» فى بورصتى لندن ولاجوس، وكذلك فى عام 2014 أثرت على المستثمرين.
وأردف، أونى، قائلاً: «الأمر سيكون صعبا على الشركات فى هذه المنطقة»، لكنه يعتقد ان الشركات تعد مستنداتها للشروع مباشرة فى عمليات الاكتتاب نهاية 2016، حال تحسن الظروف.
ورغم إشارة، بيبكو، إلى أن الصناديق الاستثمارية، التى تركز على القارة الأفريقية، والمدارة من قبل مديرى أصول أوروبيين وأمريكيين ما زال لديها استعداد لدعم تلك العمليات، فإنه اعترف بأن حالة عدم اليقين تجاه العائد على الاستثمار يمكن أن تحد من حجم المبالغ الموجهة لأى طرح.