أعتقد أن حرب التصريحات الدائرة الآن بين محافظ البنك المركزى ورجل الأعمال نجيب ساويرس لابد أن تتوقف فآثار هذه الحرب وتوابعها رسالة ضارة بمناخ الاستثمار على المستويين المحلى والأجنبى.. وخطورة هذه الحرب أن لكل طرف فيها قدره ومقامه بجانب أن طرفيها أيضاً مسئول حكومى كبير والآخر رجل أعمال بارز.. وقد يكون مقبولاً أن ينتقد أحد سياسات مسئول حكومى، ولكن من غير المعقول أن يتدخل مسئول حكومى لوقف صفقة لرجل أعمال أو أن يصدر قرارات للإضرار به وبمن يساعده حتى ولو كان من يساعده لا يتبع المسئول الحكومى.
وكانت نتيجة هذه الحرب ما قاله رجل الأعمال نجيب ساويرس إن استثماراته فى الخارج أضمن وأن أرض الله واسعة للاستثمار فيها إذا ما ضاق به وطنه ورفضت استثماراته.. فإذا كان هذا ما يحدث مع نجيب ساويرس باستثماراته ونفوذه فماذا سيحدث مع صغار المستثمرين وما هى الرسالة التى سيتلقاها أى مستثمر عربى وأجنبى من قيام بعض المسئولين «بتطفيش» رجل أعمال بقدر «ساويرس».. وأنا هنا لا أدافع عن «ساويرس»، ولكن أدافع عن مناخ استثمار ننادى به ونصرخ من أجل جذب المستثمرين وزيادة الاستثمارات وما يحدث مع «ساويرس» فى صفقة «سى آى كابيتال» يذكرنى بما حدث مع رجل الأعمال السعودى «القنبيط» الذى اشترى «عمر أفندى».. ثم صدر حكم قضائى ببطلان البيع لأسباب لا علاقة لرجل الأعمال بها، ولكن بسبب قانونية قرار البيع من جانب الحكومة.
ومنذ هذا الحكم ورجل الأعمال السعودى أقسم أنه لن يدخل مصر لا زائراً ولا مستثمراً وبقى «عمر أفندى» وبالطبع هذا قياس مع الفارق بين صفقة «ساويرس» التى هى مع شركة قطاع خاص، بينما صفقة عمر أفندى قطاع عام ولكن النتيجة واحدة وهى «تطفيش» المستثمرين فى وقت نحن أحوج ما نكون إلى الاستثمار المحلى والأجنبى لزيادة معدلات النمو ولزيادة مواردنا الدولارية ولتوفير فرص عمل.. حتى تستطيع الحكومة أن تنجز ما سردته فى بيانها أمام البرلمان.
وهناك ما يشغل محافظ البنك المركزى من قضايا تجعله بعيداً عن مثل هذه المعارك غير المفيدة الآن.. وكان أجدر به أن يجمع رجال الأعمال والمستثمرين حوله فى هذا التوقيت لنعبر الأزمة التى سيشهدها الاقتصاد القومى.. لا أن يدخل فى معارك مرة مع الشركات الأجنبية ومرة أخرى مع المستوردين وشركات الصرافة ومرة مع المستثمرين المحليين.. وليتعلم من المحافظ من أستاذه فاروق العقدة، والذى كان قليلاً فى تصريحاته وتلميحاته وتدخلاته فيما لا يعنيه.. فى الوقت نفسه لا يجب أن ينفعل رجل الأعمال نجيب ساويرس بهذه الحدة لدرجة التقليل من خبرة ومؤهلات محافظ البنك المركزى الذى يجب أن ينال احترام الجميع لقدر منصبه وجسامة المهمة الملقاة على عاتقه الآن..