«ياسين»: نوفر الدعم الخدمى والتقنى.. ونتعاون مع «البحث العلمى» لافتتاح حاضنة جديدة بسوهاج
«إهمال الصعيد.. وكثرة مشاكله» كانت أهم الأسباب التى ساعدت فى ميلاد حاضنة “همة” لريادة الأعمال بقلب الوجه القبلى وبالتحديد فى محافظة أسيوط، حيث تحتضن «همة» حالياً 9 شركات فى مجالات مختلفة، وتعتزم ضم 6 شركات أخرى الفترة القادمة، وتستغرق فترة الاحتضان 4 سنوات، فى مساحة تقدر بـ600 متر، تقوم خلالها بتوفير أماكن دائمة للعمل، بالإضافة إلى الاستشارات القانونية والمحاسبية، والأجهزة اللازمة للعمل، بجانب تسهيل إجراءات تسجيل براءات الاختراع، ويتطلع القائمين على الحاضنة توفير دعم مادى لرواد الأعمال يتراوح بين 100 و300 ألف جنيه خلال الفترة القادمة.
قال محمد ياسين، الرئيس التنفيذى للحاضنة، إن «همة» شراكة بين الاتحاد الأوروبى وجامعة أسيوط وأكاديمية البحث العلمي، لإنشاء حاضنة تكنولوجية لخدمة رواد الأعمال بمنطقة الصعيد فى العديد من المجالات وحل المشاكل المجتمعية بمفهومين صناعى وتكنولوجى.
وأضاف ياسين، أن «همة» تعمل تحت مظلة وحدة نقل التكنولوجيا المتكاملة بجامعة أسيوط، مشيراً إلى أن فريق العمل يمارس نشاطه بالتمويل الذاتى حتى الآن.
وعن الشروط الواجب توافرها فى للانضمام إلى «همة» أوضح ياسين، أن الحاضنة لا تستطيع تأسيس منشأة لمن هم أقل من 21 عاماً، كما يقيم فريق العمل الأفكار والشركات المتقدمة ومحموعة عمل الشركة ومدى المصداقية والقدرة على الاستمرار فى السوق، أما بالنسبة للفكرة فلابد أن تخدم المجتمع، وتكون قابلة للتنفيذ، مشيراً إلى أن «همة» تهتم بمجالات الهاردوير التى تستطيع حل المشاكل المجتمعية وخاصة فى منطقة الصعيد، موضحاً أن «همة» تحتصن الشركات لمدة 4 سنوات، وهى الفترة الأكبر لأى حضانة فى مصر.
وأردف ياسين، أن «همة» تشجع الشباب فى إطلاق الأفكار المبدعة التى تساهم فى حل مشاكل محافظات الصعيد أكثر المناطق إهمالاً، وتعانى العديد من المشاكل، خاصة فى الغذاء والزراعة ومياه والشرب وغيرها من المشاكل الأخرى التى أصبحت ميلادا لمشاريع وحلول مبتكرة جديدة من قلب الصعيد، وأشار ياسين، إلى أن أكثر الكليات تفاعلاً مع حاضنة «همة» الهندسة والعلوم والزراعة، بجانب كليات أخرى داخل جامعة أسيوط.
وأوضح أن «همة» تعمل على تأهيل 9 شركات فى عدة مجالات مختلفة، وتنظم دورة لاحتضان الأفكار الجديدة كل 6 أشهر تقريباً، وتركز على اختيار الأفكار الجديدة والجيدة، أو ربط الأفكار المشابهة ومحاولة دمجها لاطلاق فكرة جديدة ومبتكرة فى المجال ذاته.
وأضاف أن «همة» افتتحت دورتها الجديدة مطلع يناير الماضى، وبصدد استقبال 6 شركات جديدة خلال الفترة القادمة، من أصل 500 تقدمت لهذه الدورة.
وأكد ياسين أن «همة» بصدد إطلاق حاضنة افتراضية جديدة خلال سبتمبر المقبل، لاستقبال أكبر عدد من الشباب والأفكار، حيث يستطيع رواد الأعمال العمل من مقر إقامتهم.
ونوه إلى أن «همة» توفر أماكن للعمل لرواد الأعمال، بالاضافة إلى وسائل الدعاية والإعلان للشركات الناشئة، بجانب حزمة من الخدمات الأخرى، مثل الاستشارات القانونية والمحاسبية والتقنية وأعمال السكرتارية.
كما تقوم «همة» بتسهيل إجراءات تسجيل براءات الاختراع، وربط رواد الأعمال بالمستثمرين على مستوى الجمهورية، كما تساعد رواد الأعمال فى الاشتراك بجميع المنتديات المتخصصة، خاصة مؤتمر «رايزا اب سومت» الذى تنظمه الجامعة الأمريكية نهاية كل عام فى مقرها بوسط البلد.
تابع: أن «همة» تقوم أيضاً بإطلاق مجموعة من المؤتمرات الخاصة بريادة الأعمال فى أسيوط، بالإضافة إلى مؤتمر سنوى بعنوان «صعيدى ستارت اب»، وتستعد الحاضنة لإطلاقه بسوهاج فى 21 أبريل الحالى، وذلك بحضور السفير الأمريكى، وممثلين عن أكاديمية البحث العلمى، ومحافظ سوهاج.
وأشار ياسين، إلى أن «همة» توفر مكان داخل الحرم الجامعى بأسيوط لاحتضان رواد الأعمال، على مساحة 600 متر، تستوعب حوالى 15شركة ناشئة.
وشدد على أهمية إلتزام رواد الأعمال بلائحة شروط «همة»، كعدم استخدام اسم الحاضنة أو الجامعة وكيانها فى أى أعمال قد تضر الجامعة، حتى لا تضطر لاستبعاد الشركة من تحت مظلتها.
وأوضح ياسين، أن الشباب فى محافظات الصعيد ينتظرون الوظيفة الثابتة بعد التخرج من الجامعة، ولا يسعون لإقامة مشاريع خاصة بهم، وهو ما دفع «همة» للسعى إلى تغيير ثقافة ومفهوم المجتمع، كما تؤكد «همة» على أهمية مجال ريادة الأعمال، فى توفير فرص عمل جديدة للشباب والنهوض بالاقتصاد القومى، بجانب حل المشاكل المجتمعية.
وأضاف أن «همة» بدأت فى تشكيل فرق من الشباب للتواصل مع الطلاب فى جميع الكليات داخل الجامعة للتعريف بأهمية ريادة الأعمال، وإطلاق الأفكار المبدعة، كما تتواصل «همة» مع مكاتب الخريجين أيضاً لنشر فكر ريادة الأعمال فى مجتمع الصعيد ككل.
وتابع ياسين: أن «همة» تنشر فكر ريادة الأعمال عن طريق موقعها الإلكترونى ومواقع التواصل الاجتماعية، ولاسيما الفيس بوك الذى يعتبر أكبر تجمع للشباب.
وأعرب عن أيمانه تماماً بفكر ريادة الأعمال، مشيراً إلى إطلاق مشروعه الخاص عقب تخرجه من الجامعة عام 2009، ورغم أنه خسر الكثير من الأموال، لعدم وجود حاضنات أعمال أو من يوجهه حينها، مؤكداً أن ظهور «همة» فى قلب الصعيد سيساعد الشباب بشكل كبير على إطلاق مشاريعهم الخاصة، وتوجيههم بشكل صحيح نحو طريق النجاح والاستمرار فى السوق.
وأشار إلى أنه تزايد المشاكل فى أسيوط دفع العديد من شباب رواد الأعمال للتوجه إلى القاهرة للحصول على المساعدة الكافية واحتضان أفكارهم، فأصبح الهدف الأساسى من إطلاق حاضنة «همة» تخفيف الضغط على العاصمة، وحل المشاكل المجتمعية باسيوط، معرباً عن أمله فى ظهور حاضنات أعمال أخرى مماثلة لـ«همة» فى الصعيد، حتى ينتشر فكر ريادة الأعمال بشكل أكبر وصحيح.
أردف أن «همة» توفر الدعم التقنى والخدمى للشباب، ولم تقم بدعمهم مالياً حتى الآن، متطلعاً أن تقوم الحاضنة بتوفير الدعم المادى للشباب خلال الفترة القادمة، مستهدفاً التعاون مع أكاديمية البحث العلمى لتوفير جزء من الدعم المادى.
وأشار إلى أن «همة» توفر أماكن عمل مشتركة للشباب داخل الجامعة مجاناً حتى الآن، وتنتظر موافقة مجلس جامعة اسيوط على اعتماد الأسعار التى حددتها بحلول الشهر المقبل، كما يستطلع فريق العمل اراء الشباب المتوافدين على مقر «همة» خلال الفترة الحالية حول الأسعار التى تتوافق مع إمكانياتهم.
وأكد ياسين، أن «همة» لم تحصل على نسب بالشركات ولا تفكر فى هذه الخطوة، فهى تدعم الشركات الناشئة وتساعدهم على النجاح والانتشار دون مقابل، وذلك لنشر فكر ريادة الاعمال فى السوق المحلى، خاصة بالصعيد.
وأردف أن هناك فجوة كبيرة بين عدد حاضنات الأعمال فى السوق المحلى وبين عدد رواد الأعمال والذى ينمو بشكل سريع.
وقال ياسين، إن «همة» تخطط للتوسع فى محافظات الصعيد، خاصة سوهاج، خلال الفترة القادمة بالتعاون مع أكاديمية البحث العلمى، لخلق مجتمع رقمى ذكى بالصعيد، والاهتمام بالشباب بالمحافظات.
واعتبر أن تغيير الثقافة السائدة عن فكر ريادة الأعمال بالصعيد أهم التحديات التى تواجه «همة» بالمحافظات، كما تعتبر بعض القوانين عائقاً أمام العديد من رواد الأعمال، وهو ما يدفعهم فى بعض الأحيان للسفر خارج مصر وتسجيل شركاتهم هناك.