توسيع التجارة مع العالم العربى مرهون بتحسين علاقاتها مع السعودية
قال يحيى على إسحاق، رئيس غرفة التجارة العراقية الإيرانية، إن العراق بعد الحرب بحاجة إلى كل شيء، الأمر الذى يجعله أفضل الأسواق فى جلب البضائع إيرانية الصنع.
وذكرت صحيفة «فاينانشيال تايمز»، أن تجارة إيران مع العالم العربى ظلت إلى حد كبير تقتصر على العراق.
وأشارت الصحيفة إلى وجود فوائد واضحة وكبيرة لتجارة إيران مع جيرانها الإقليميين، لكنّ السياسة وقفت عائقاً فى الطريق.
ونقلت عن مسئولين ومحللين فى طهران قولهم، إن المستويات الإيرانية العالية من الأمن والاقتصاد المتنوع والقوى العاملة المتعلمة يمكن أن تجعلها قناة جديدة فى المنطقة التى ضربتها الأزمة.
ونوّهت بأن آمال العلاقات التجارية الأفضل سوف تظل فى وضع حرج بسبب الصراع على السلطة والتوترات السياسية.
وكانت إيران قد توصلت العام الماضى إلى اتفاق مع القوى الكبرى الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين وألمانيا لتقليص برنامجها النووى، مقابل رفع العقوبات الاقتصادية، والآن يستضيف رجال الأعمال الإيرانيون الوفود التجارية الغربية والآسيوية.
ويرى رجال الأعمال فى طهران، أن إيران ليست مجرد سوق يبلغ عدد سكانه 78 مليون نسمة، وإنما ينبغى أن ينظر إليها باعتبارها سوقاً لأكثر من 300 مليون نسمة بفضل موقعها الجغرافى الذى يتيح لها الوصول إلى الدول العربية فى الجنوب والغرب ودول آسيا الوسطى فى الشمال إضافة إلى أفغانستان وباكستان شرقاً.
وأوضح «إسحاق»، أن إيران يمكن أن تضع نفسها كقناة تجارية للعراق، ويمكننا أن نعمل مع الشركاء الأوروبيين الذين ليسوا على دراية بالسوق العراقي وقلقون على أمنهم هناك.
وأضاف أنه يمكن الاعتماد على إيران للوصول إلى العراق، والعمل معها بشكل أفضل بسبب القواسم التاريخية والثقافية المشتركة.
وصدّرت إيران سلعاً غير نفطية بقيمة بلغت 42.4 مليار دولار خلال العام الماضى، واستقبل العراق منها صادرات بقيمة 6.2 مليار دولار، بجانب صادرات بقيمة حوالى 4.9 مليار دولار لدولة الإمارات العربية المتحدة.
وأشار رجال الأعمال الإيرانيون إلى أنه يمكنهم استغلال الموقع الجغرافى والاستراتيجى لبلادهم لأجل التصدير إلى العديد من أسواق الشرق الأوسط.
وأضافوا أن عمان استقبلت بضائع من إيران بحوالى 375 مليون دولار، ولكن التجارة مع دول العربية الأخرى مثل لبنان وسوريا والدول العربية فى شمال أفريقيا لا تزال ضئيلة.
وكشفت الشركات الإيرانية، أن توسيع التجارة مع العالم العربى يتطلب تحسين العلاقات مع المملكة العربية السعودية القوة السنية المنافسه الإقليمية الرئيسية.
وأخذت المملكة العربية السعودية والبحرين خطوات فى وقت سابق من العام الجارى لإبطاء جهود إيران لزيادة صادرات البترول عن طريق حظر السفن التى تنقل الخام الإيرانى من دخول مياههما.
وأوضحت الصحيفة، أن هذه الخطوة لم تؤثر على صادرات الخام الإيرانى، فسرعان ما استعادت طهران حصتها فى السوق، بعد أن تم رفع العقوبات ولكنها تمثل دليلاً آخر على أن العلاقات بين طهران والرياض من غير المرجح أن يتم تطبيعها فى المستقبل القريب.
وتؤثر التوترات مع المملكة العربية السعودية على العلاقات الاقتصادية بين إيران ودول عربية أخرى مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بطهران.
ونقلت الصحيفة عن أحد كبار المصرفيين الإيرانيين، أن البنوك الإماراتية باتت أكثر تردداً فى التعامل مع رجال الأعمال الإيرانيين منذ قطع الرياض علاقاتها مع طهران.
وبلغت واردات إيران من الإمارات العربية المتحدة حوالى 7.8 مليار دولار خلال العام الإيرانى الماضى متراجعة من 12.1 مليار دولار فى 2014.
وقال مسعود دانيشماند، رئيس الغرفة الإيرانية للتجارة، التى تتعامل مع الإمارات، إن رجال الأعمال فى طهران يأسفون على الفرص الاقتصادية التى يتم تبديدها.
وأضاف: «شئنا أم أبينا فطهران والإمارات جارتان، وينبغى إعادة تقييم العلاقات التجارية من جديد».
وأكدّ دانيشماند، أنه حال اتحاد إيران والدول العربية الغنية بالبترول فسوف تخلقان سوقاً جيداً جداً يمكن أن يدفع الإنتاج والتجارة لتلبية المطالب فى كافة الدول العربية وآسيا الوسطى وكذلك أفغانستان وباكستان.
وأضاف أن إيران تشعر بخيبة أمل من عدم اصطفاف الشركات الإماراتية مثل نظرائها الأوروبية والآسيوية لاستكشاف السوق الإيراني غير المستغل.
وكشفت الصحيفة، أن السوق الوحيد الذى تأمل إيران فى الاستفادة منه فى المستقبل هو سوريا حيث تراهن طهران على أن الاستثمار فى النظام سيؤتى ثماره.
وأضافت أنه عندما تنتهى الحرب السورية مثلما حدث فى العراق ستكون سوريا سوقاً واسعاً حيث ستكون البلاد فى حاجة إلى إعادة بنائها من جديد.