معلومات جديدة تكشف الطريقة التي يوّد بها المرشّحون أن يتمّ توظيفهم والطريقة التي من خلالها تستطيع الشركات جذب اهتمامهم
51% من المشاركين في الدراسة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قالوا إنّهم “يبحثون حالياً” عن أدوار جديدة
54% من المجيبين يسعون إلى الاطّلاع أكثر على ثقافة الشركات وقيمها
أعلنت شركة لينكدإن، أكبر شبكة للمحترفين في العالم، عن نتائج دراستها السنوية بعنوان “اتجاهات المواهب في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 2016” التي كشفت عن أهمّ أولويات الباحثين عن عمل وعن الطريقة التي تخوّل الموظِّفين جذب المرشّحين والتنافس على أفضل المواهب.
وكشفت النتائج أنّ الجميع تقريباً مهتمّ بفرص العمل الجديدة، حتّى إنّ لم يكونوا يسعون إلى التغيير. في الواقع، أعربت نسبة هائلة وصلت إلى 94% من المحترفين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أنّ الاطلاع على وظائف جديدة يهمّها. وقال قرابة 51% من المجيبين في استطلاع الآراء في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أنّهم يبحثون حالياً عن أدوار جديدة، وهي نسبة أعلى بشكل ملحوظ من المتوسط العالمي الذي سجّل 36%.
قال علي مطر، رئيس حلول المواهب في ليكندإن في جنوب أوروبا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا: “تشهد سوق الوظائف في المنطقة تغيّراً جرّاء عدّة عوامل خارجية على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي. وفي ظلّ هذه البيئة، من الضروري أن تعيد الشركات تقييم استراتيجية التوظيف التي تتّبعها وأن تحرص على توافقها مع أولويات المحترفين اليوم. في هذا الإطار، من المفيد جداً الاستثمار في قنوات للجمهور لإجراء البحث عن الوظائف قبل تقديم الطلب وتمكين الموظّفين من المساهمة في احتياجات التوظيف. علاوة على ذلك، الغوص في التفاصيل عن ثقافة الشركة وقيمها يلبّي رغبة الباحثين عن عمل في الاطلاع أكثر على فرصهم على المدى الطويل قبل الانتقال إلى منصب جديد”.
العوائق أمام العثور على الوظائف
في ظل سوق العمل الحافلة بالتحديات حول العالم، يتطرّق المسح إلى أكبر العوائق التي تعترض المرشّحين في المنطقة عند العثور على وظيفة. فلا يتلقّى المحترفون في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا،مقارنةً بنظرائهم حول العالم، رداً بالسرعة اللازمة من الشركة بعد تقديم طلب إليها (ذكر 32% من المشاركين في المنطقة أنّ هذا من ضمن التحديات التي تعترضهم)، بينما يجد المزيد والمزيد من المرشّحين صعوبة في التفاوض على الراتب والمنصب مع الشركات قياساً بالمتوسط العالمي (31% منالمشاركين في المنطقة ذكروا هذا من بين التحديات التي تواجههم).
ولعلّ أحد الأسباب الممكنة لهذا التفاوت شفافية المعلومات، أو بالأحرى عدم شفافيتها، بين الموظِّفين والباحثين عن عمل. فقد تبيّن للمسح أن الطلب الأول الذي يتقدّم به الباحثون عن عمل لمعرفة بعض المعلومات عن الشركات التي من الممكن أي يعملوا لديها هو فهم ثقافة الشركة وقيمها (أعطت نسبة 54% من المجيبين لهذا الأمر أولوية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا). أما الطلب التالي لدى الباحثين فكان أن يفهموا أكثر المنافع والمزايا، بالإضافة إلى مهمّة الشركة وريادتها والمنتجات والخدمات التي تقدمها الشركة.
وعلّق سعيد مبارك، رئيس فريق العمل المختصّ بالحقول والآبار الذكيةفي شركة أرامكو السعودية، وأحد المشاركين في المسح، على الموضوع قائلاً: “لو كان الأمر عائداً لي لقمت بالبحث المكثّف عن الشركة من كل المصادر المتاحة. فأنا أريد أن أعرف التفاصيل عن رؤسائها وموظّفيها وبيئة العمل ونجاحاتها وإخفاقاتها”.
الاطلاع على الوظائف الجديدة والفوز بها
وفي محاولة للربط بين المواهب والفرص بشكل أفضل، كشفت الدراسة أيضاً عن الطريقة التي يدري عبرها الأشخاص بالوظائف الجديدة حتّى يجدون المنصب الذي يصبون إليه في نهاية المطاف. وتبيّن أنّ المحترفين في الشرق الأوسط وشمال أفريقياعند المقارنة بنظرائهم حول العالم مرجّحون أكثر للعثور على وظيفة جديدة من شركة توظيف (13%) أو من أحد أفراد شبكتهم الشخصية (25%) عوضاً عن قراءة المقالات على الإنترنت عن الشركة. ويميل الباحثون عن عمل في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عند معرفتهم بهذه المناصب إلى عدم تقديم طلبهم فوراً، إذ أكثر من نصفهم يجري أولاً بحثاً مفصّلاً عن الشركة ونحو النصف يعمد إلى تحديث سيرته الذاتية قبل تقديم الطلب.
ويعتبر استخدام التكنولوجيا محورياً للحصول على الوظيفة النهائية. وتبيّن أنّ المحترفين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أكثر ترجيحاً للعثور على وظيفة جديدة عند تقديم الطلب عبر مواقع التواصل الاجتماعي شأن لينكد إن، وعبر المواقع الإلكترونية لشركات التوظيف، مقارنةً بنظرائهم.
يستند تقرير “اتجاهات المواهب” السنوي من لينكدإن إلى استطلاع آراء أكثر من 33 ألف محترف حول العالم، منهم 3298 منتسب في موقع لينكدإن في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بين يناير ومارس 2016، من بينهم 35% من مواطني بلدان هذه المنطقة.