قرر البريطانيون، أن حالهم سيكون أفضل فى حال تخليهم عن عضوية الاتحاد الأوروبى التى جلبت لهم مهاجرين من داخل القارة العجوز ومن خارجها فرفعت نسبة البطالة بين شبابها، كما أن العضوية ألزمت بريطانيا بدعم دول تعثرت مالياً فى حين أن اقتصادها عانى من الركود فترات طويلة واضطرت لفرض خطة تقشف طويلة الأجل.
وصوت الانجليز بنسبة 52% لصالح الخروج من السوق الأوروبية المشتركة وبعد موجة من الأفراح اختلطت بالقلق فى المعسكر الرافض للخروج، لكنه فشل فى حشد انصاره إلى مراكز الاقتراع بسبب الثقة الزائدة فى ان نتيجة الاستفتاء ستكون صالحة بدأ صوت العقل يعمل.
ففى بريطانيا بدأت النقاشات حول طبيعة الاتفاق الذى يجب على لندن التوصل له مع الاتحاد الأوروبى، لكى يكون الخروج بأقل تكلفة يحقق لهم الوصول إلى السوق الأوروبية أكبر مستهلك لسلعهم دون تكلفة إضافية عما هو عليه الوضع الآن.
وفى أروقة الاتحاد الأوروبى تعلو نغمة انتقامية تدعو إلى معاقبة البريطانيين ليكونوا عبرة لمن تسول له نفسه التفكير فى طلب الطلاق من بروكسل عاصمة الاتحاد بفرض شروط قاسية.
لكن فى كل الاحوال تكبد الجميع خسارة كبيرة ففى أوروبا ارتفعت الأصوات المنادية بعدم جدوى الوحدة الأوروبية وانها سبب فى تصدير المشاكل للجيران وان أثمها أكبر من نفعها، مما يهدد مستقبل وحدتها.
وفى بريطانيا خسرت لندن الزعامة الأوروبية التى حفظت لها مكانتها كقوة عظمى مؤثرة فى القرارت الدولية مما دفع الولايات المتحدة للبحث عن قصة حب جديدة ربما تجدها فى برلين لتكون الشريك المقبل فى إدارة دفة العالم الذى ينوء بمشكلات اقتصادية مزمنة وصراعات سياسية أشعلت الحرائق شرقاً وغرباً.
التقرير التالى يرسم ملامح الوجه الآخر للخروج البريطانى الذى غطته أفراح المؤيدين وأحزان الرافضين.