التكنولوجيا الجديدة تحول البترول والفحم إلى صديقين للبيئة
تعليق مشروع أمريكى لإنتاج الكهرباء بالفحم النظيف 2021
4 تريليونات دولار استثمارات مطلوبة
ألغت الحكومة البريطانية، فى نوفمبر الماضى، فجأة خططاً لإنفاق مليار جنيه إسترلينى للمساعدة على تطوير تقنية التقاط الكربون وتخزينه التى ينظر إليها العالم منذ سنوات على أنها أمر حيوى للحد من الانبعاثات الملوثة للبيئة.
وبحسب تقرير نشره موقع المفوضية الأوروبية فى بروكسل، فإن دول الاتحاد الأوروبى ملتزمة بخفض الانبعاثات الحرارية بنسبة 30% بحلول عام 2030.
واعتبر المسئولون الأوروبيون الخطوة البريطانية صادمة لأسباب ليس أقلها ما قاله كبار المسئولين فى الحكومة حول أهمية هذه التكنولوجيا فى الماضى خصوصاً تحذير ديفيد كاميرون، رئيس الوزراء المستقيل، مؤخراً، فى عام 2007 وذلك قبل أن يصبح رئيساً للوزراء من أنه بدونها قد لا تفى بريطانيا بأهدافها للحد من انبعاثات الكربون.
ولا تعد المملكة المتحدة البلد الوحيد الذى يبحث مرة أخرى فى الدعم الذى وعدت به لشركات التكنولوجيا العاملة فى هذا المجال والتى يرى العديد من منتجى البترول والغاز والفحم أنها يمكن أن تساعد على الحد من أضرار استهلاك وقودهم المصدر الرئيسى للتلوث.
وفى العام الماضي، علقت الحكومة الفيدرالية الأمريكية تمويل مشروع فى ولاية إيلينوى يهدف إلى إنشاء أول محطة لتوليد الكهرباء باستخدام الفحم النظيف بحلول عام 2021.
وتكافح شركات التقنية الصديقة للبيئة فى جميع أنحاء العالم كما يقول ستيوارت هاسزيلدين، أستاذ التقاط الكربون وتخزينه فى جامعة أدنبرة، مشيراً إلى أن السبب فى ذلك عدم دراية الحكومات فى جميع أنحاء العالم بكيفية الاستفادة منها، ولم يفلح أى منها إلى الآن فى جعل تجارة الكربون عملية مربحة ومتكررة.
ويشدد الخبراء على الفائدة الهائلة من التقاط ثانى أكسيد الكربون المنبعث من محطات توليد الطاقة أو غيرها من الاستخدامات الصناعية وهى عملية يمكن نشرها على نطاق واسع وبتكلفة معقولة ومن ثم حقن الغازات فى طبقات الصخور الجوفية العميقة التى ستتحول إلى بترول مرة اخرى بعد عدة سنوات يمكن الاستفادة منه بخلاف منع ثانى أكسيد الكربون من التسرب إلى الغلاف الجوى والمساهمة فى ارتفاع درجة حرارة الأرض.
وقامت شركة البترول (شل) على سبيل المثال بتشغيل مشروع كويست فى ألبرتا بكندا، منذ نوفمبر الماضى لتخزين مليون طن من ثانى أكسيد الكربون وهو ما يعادل انبعاثات 250 ألف سيارة فى السنة كما تقول الشركة.
قال تيم بيرلتزل، المسئول عن المشروع فى الشركة، إنه تم تنفيذ الخطة هناك؛ لأن الحكومة الكندية ساعدت بتقديم الدعم لهم بشكل كبير جداً. وتلقت الشركة 980 مليون دولار كندى من الحكومة التى كان جزء منها مخصصاً لتغطية التكاليف الأولية العالية وجزء منها تم دفعه لتخزين الكربون.
وباستثناء ارتفاع التكلفة ليس هناك من سبب يمنع هذا النموذج من الانتشار على نطاق واسع لخفض الانبعاثات من محطات الفحم أو الطاقة والغاز.
فى العام الماضى، تم تعديل محطة توليد كهرباء تعمل بالفحم فى كندا لتتناسب مع تكنولوجيا احتجاز الكربون وتخزينه ولكن هذا المشروع تكلف 1.4 مليار دولار كندي.
ولم يكن هذا المشروع قابلاً للتطبيق من الناحية التجارية لولا التوصل إلى اتفاق لمدة 10 سنوات لبيع ثانى أكسيد الكربون المخزن للمجموعة البترولية الكندية سينوفوس لاستخدامها فى تعويض البترول المستهلك.
وبعد أن اتخذت الحكومة البريطانية قرار إلغاء المشروع فى المملكة المتحدة، أوضح كاميرون فى يناير الماضى، أن التكاليف الباهظة كانت جزءاً من السبب.
وتقدر جمعية الطاقة الدولية، أن هناك حاجة إلى 4 تريليونات دولار لتمويل مشاريع احتجاز الكربون وتخزينه للحفاظ على الهدف المناخى فى العالم للحد من درجة الحرارة العالمية التى قد تفوق 2 درجة مئوية. لكن عدم إنفاق هذا المبلغ يعنى خسائر تفوق نسبة 138% نتيجة أضرار التغيرات المناخية بحسب تقديرات الخبراء.