قطاع التكنولوجيا نقطة مضيئة وسط الأوضاع الاقتصادية المضطربة
تتجه أرباح الشركات إلى الانخفاض للربع الخامس على التوالى، متأثرة فى معظمها بصراعات شركات الطاقة فى ظل انخفاض أسعار البترول والاقتصاد العالمى الفاتر الذى يهدد بخنق نمو المبيعات فى العديد من الصناعات.
وذكرت وكالة أنباء «بلومبرج»، أن الشركات الأمريكية المتنوعة مثل سلسلة «ماكدونالدز» وشركة «هانيويل إنترناشيونال» صانع معدات معالجة الغاز و«كوكبت» قامت بخفض التكاليف وإعادة شراء الأسهم للمساعدة على جنى الأرباح.
وأوضح جون كاري، مدير صندوق فى شركة «بايونير» لإدارة الاستثمار فى ولاية بوسطن الأمريكية، أن الشركات تصارع منذ عدة سنوات مع الاقتصاد الباهت فى ظل فشل ازدهار قطاع التصنيع فى الولايات المتحدة وتباطؤ الاقتصاد العالمى وتراجع أسعار البترول إلى ما دون الـ50 دولاراً للبرميل، مقارنة بأكثر من 100 دولار فى عام 2014.
وكشف استطلاع «بلومبرج»، أنه من المتوقع توسع الاقتصاد العالمى بنسبة 2.9% العام الجارى فى أدنى معدلاته منذ عام 2009.
وأضاف أن دول مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى والصين والمكسيك من المتوقع أن تسجل معدل نمو أبطأ، مقارنة بعام 2015.
وتراجعت أرباح حوالى ثلثى أعضاء مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 3.3%، مقارنة بالعام الماضى، وانخفاض المبيعات بنسبة 0.5%.
وارتفع إجمالى الأرباح باستثناء النتائج من شركات الطاقة بنسبة 1.1% واكتسبت المبيعات 3%.
وجاءت أسوأ النتائج من آسيا وأوروبا بعد أن أعلنت 294 شركة مدرجة فى مؤشر «إم إس سى آى» للأسهم الآسيوية النتائج، حيث تراجعت الأرباح بنسبة 19%.
وكشفت النتائج انخفاض الأرباح بنسبة 14% فى أوروبا لما يقرب من ثلثى الشركات على مؤشر «داو جونز ستوكس أوروبا 600 ».
وأشار مارك لوستشينى، كبير محللى الاستثمار فى «جانى مونتجمري» التى تدير حوالى 54 مليار دولار إلى وجود أسباب للحذر حيث تراجعت هوامش الأرباح التشغيلية لمؤشر «ستاندرد آند بورز 500» أقل من 12% للمرة الأولى منذ عام 2010 وقد تتدهور أكثر مع تزايد ضغط الأجور.
جاء ذلك فى الوقت الذى سجلت فيه شركة «كونوكو فيليبس» منتج البترول خسارة فى الربع الثانى من العام بقيمة 1.1 مليار دولار.
وخفضت شركة «كاتربيلر» صانع المعدات توقعاتها لنمو المبيعات والأرباح للمرة الثانية فى 2016 بعد أن سجلت انخفاضاً بنسبة 16% فى إيرادات الربع الثانى من العام الجارى.
وتراجعت أرباح السهم الواحد فى شركة «سوني» 76% فى الأشهر الثلاثة المنتهية فى يونيو الماضى بعد انخفاض بلغت نسبته 11% فى المبيعات.
وانخفضت أرباح «ميتسوى أوسك» المحدودة ثانى أكبر شركة شحن فى اليابان من حيث القيمة السوقية بنسبة 89%.
وقال جيل كارى هيل، استراتيجى الأسهم فى «بنك أوف أمريكا» إن أى انتعاش هش فى الأرباح قد يتضرر كثيراً من قرار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى، وهذا ما يجعل الشركات أكثر حذراً، بالإضافة إلى مخاوف تتعلق بالانتخابات الرئاسية فى الولايات المتحدة وزيادة الهجمات الإرهابية فى جميع أنحاء العالم.
وأوضح تشارلز ستيفنز، المدير المالى لشركة «جنرال موتورز»، أن خروج بريطانيا من الكتلة الأوروبية قد يشكل ضغطاً على سوق السيارات فى المملكة المتحدة إلى جانب ضعف الجنيه الإسترلينى الذى يمكن أن يخفض الإيرادات بنحو 400 مليون دولار فى النصف الثانى من العام الجارى.
جاء ذلك فى الوقت الذى أعلن فيه بوب شانكس، المدير المالى فى شركة «فورد»، أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى قد يكلف شركته نحو 200 مليون دولار العام الجارى، وسوف ترتفع الخسائر إلى قيمة تتراوح بين 400 مليون و500 مليون دولار فى 2017.
وأفاد جيم بولسن، كبير محللى الاستثمار فى «ويلز كابيتال مانجمنت» بأن تقييمات موشر «ستاندرد اند بورز» لا تدعو للقلق حيث كسب المؤشر 19% من أدنى مستوياته العام الجارى يوم 11 فبراير الماضى، كما يتوقع السوق انتعاشاً اقتصادياً من شأنه أن يحفز الأرباح.
وأكدّ «بولسن»، أن التحول فى أسعار السلع يجب أن ينعش النمو فى الأسواق الناشئة والتحفيز قد يساعد أوروبا فى تخطى الأزمة.
وكانت شركات التكنولوجيا النقطة الوحيدة المضيئة حيث ساعدت النتائج من شركة «ألفابت» المالكة لمحرك البحث «جوجل» وشركة «أبل» فى تعزيز أرباح هذا القطاع بأكبر قيمة فى ثمانى سنوات.