كشفت دراسة جديدة أن أطفال أفريقيا جنوب الصحراء، سيمثلون ما يقرب من نصف فقراء العالم بحلول 2030، رغم التقدم العالمى فى مجال الحد من الفقر، وهو ما يزيد من خطر أن يصبح السكان الشباب «قنبلة موقوتة» تهدد القارة السوداء.
وأوضحت الدراسة التى نشرتها صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، أن العديد من البلدان الأفريقية لديها سكان فى عمر الشباب، يمتلكون القدرة على أن يترجموا إلى قوة عمل سريعة النمو لتعزيز النمو الاقتصادى وخلق ما يسمى بالعائد الديموغرافي.
ومع ذلك فإن هؤلاء الشباب قد يصبحون عبئاً على الحكومات حال عدم امتلاكهم المهارات أو فرص العمل.
وكشف تقرير معهد التنمية الخارجية فى المملكة المتحدة، أنه بحلول عام 2030، فإن أكثر من 147 مليون طفل أفريقى سيعيشون بأقل من 1.90 دولار فى اليوم، وهو ما يمثل أقصى درجات الفقر المدقع.
وسيشكل أطفال القارة 90% ممن يعانون من الفقر المدقع، ارتفاعاً من 50% فى الوقت الراهن، ما يعنى أن التقدم فى مجالات أخرى مثل القضاء على سوء التغذية والزواج المبكر سيكون بطيئاً.
وحذرت الدراسة، من أنه حال فشل الحكومات الأفريقية فى تسخير هذا الجيل من الأطفال لتسريع وتيرة النمو والتنمية، فإنهم قد يصبحون محاصرين فى حلقة مفرغة من التهميش.
وسيكون هذا التحدى صعباً على العديد من الحكومات الأفريقية التى تصارع حالة التباطؤ الحاد فى النمو بعد الطفرة القائمة على السلع التى دامت لأكثر من عقد من الزمان.. ولكن لم تفعل سوى القليل نسبياً لانتشال الناس من الفقر.
وقال المدير التنفيذى لمعهد التنمية الخارجية والمؤلف المشارك للدراسة كيفن واتكينز، إن المسار الحالى غير مشجع، إذ تهدر أفريقيا وقتاً كبيراً، وهو ما يرجع جزئياً إلى فشل الحكومات فى معالجة عدم المساواة، وفى الاستثمار فى رأس المال البشرى اللازم لتسريع التحول الديموغرافي.
ولم تحقق أفريقيا نوع التحول الديموغرافى المشهود فى آسيا، حيث ترافقت زيادة معدلات بقاء الأطفال على قيد الحياة مع انخفاض معدلات الخصوبة.
ونتيجة ذلك يولد عدد متزايد من الأطفال فى البلدان الأفريقية التى لديها أبطأ معدلات الحد من الفقر.
وأفادت الدراسة، بأن متوسط معدل المواليد فى أفريقيا 4.7 طفل لكل امرأة وهو ضعف العدد فى جنوب آسيا. كما أن النساء فى العديد من البلدان الأفريقية لديهن عدد أكبر من الأطفال لعدم توافر وسائل منع الحمل بسهولة.
وعلى سبيل المثال، ستسجل نيجيريا ما يعادل 6% من الولادات فى العالم بين 2015 و2030، إذ استقر معدل الخصوبة عند 15%.
وأشارت الدراسة إلى الانفجار السكانى فى القارة، حيث يعيق الاستهلاك الكثيف للموارد وعدم المساواة، مجهودات الحد من الفقر فى العقود المقبلة. وسيظل الوجه المعبر عن الفقر فى العالم هو وجه الطفل الأفريقي.
وأوضح واتكينز، أن الحكومات الأفريقية فى العموم وراء عدم تمكن النساء من الحصول على وسائل منع الحمل وإدارة الخصوبة.
وأضاف: «ليس هناك شيء أكثر وضوحاً من فشل معظم القادة الأفارقة فى التصدى لآفة زواج الأطفال، وهو أمر يعرض الفتيات لمخاطر هائلة ويرفع معدلات الخصوبة».
وأكدّت الدراسة، أن معالجة عدم المساواة سيكون من خلال التعليم، على سبيل المثال، عن طريق الحفاظ على الفتيات الفقيرات فى المدرسة لفترة أطول، وهو ما يمكن أن يساعد على خفض معدلات الخصوبة.
وكشفت البيانات انخفاض معدلات الخصوبة من 6.1 إلى 4.6 مولود لكل امرأة بين عامى 2005 و2010 ويرجع ذلك جزئياً إلى زيادة استخدام وسائل منع الحمل فى ظل النمو الاقتصادى السريع.