خسرت البنوك الصينية المدرجة فى البورصة حوالى 35 ألف موظف العام الجارى وخفضت معدل الرواتب، حيث تسعى إلى خفض التكاليف وسط ركود نمو الإيرادات.
وذكرت صحيفة «فاينانشيال تايمز» أن أرباح البنوك كانت راكدة أساسا فى النصف الأول من العام، حيث تكافح البنوك مع تقلص هوامش الفائدة الصافية وارتفاع القروض المعدومة وانخفاض النمو ولذلك تحولت البنوك إلى خفض التكاليف.
وكشفت بيانات شركة «وايند» المتخصصة فى جمع البيانات الفصلية للبنوك أن 7 بنوك من إجمالى 19 بنكاً مدرجين فى البورصة خفضوا إجمالى العمالة نهاية يونيو.
وخفضت المجموعة التى تضم خمسة من أكبر ستة بنوك من حيث الأصول 34.691 ألف وظيفة فى هذه الفترة وانخفضت العمالة فى جميع البنوك المدرجة بإجمالى 20.791 موظف.
جاء ذلك بعد أن توسعت العمالة فى البنوك الصينية الكبيرة دون انقطاع تقريبا على مدى العقد الماضى، وبالتالى فإن تخفيضات العمالة تشير الى نقطة تحول جديدة.
وتأتى هذه التخفيضات فى وقت يقلص فيه أقرانهم الغربيين الوظائف بشكل كبير، حيث قام 11 بنكا من أكبر البنوك الأوروبية والولايات المتحدة بخفض ما يقرب من 100 الف وظيفة العام الماضى.
وقال هو وى، محلل بنوك آسيا فى «سانفورد بيرنشتاين» فى هونج كونج إن البنوك عموما تشهد أكبر صافى هامش فائدة وتتعرض لضغوط تكلفة الائتمان ولذلك هم بحاجة للسيطرة على تكاليف التشغيل وجعلها أكثر إحكاما إذا كانت تريد أن تتخلص من الركود أو ضعف نمو الأرباح.
وأضاف أن البنوك سوف تستخدم تكاليف التشغيل كوسيلة لتسهيل نمو الأرباح قليلا وهذا على المدى القصير، ولكن على المدى الطويل ينبغى على البنوك أن تستثمر بشكل كبير جدا فى خدمة المصرفية الإلكترونية وهذا هو الاتجاه الأكثر هيكلية.
وأشارت الصحيفة إلى أن البنك التجارى الصيني، سادس أكبر البنوك فى البلاد من حيث الأصول قلص الكثير من العمالة بتخفيضات تساوى 10% من إجمالى عمالته.
وخفض «بينج آن بنك» معظم العمالة حيث خسر 6.301 موظف بما يعادل 20% من القوة العاملة لديه.
وبلغ إجمالى خسائر الوظائف فى البنوك السبعة التى سرّحت العمال 2% من مجموع الموظفين منذ مطلع العام الجاري.
وأوضحت الصحيفة أن البنوك اتجهت أيضا إلى خفض الرواتب وسط السخط الشعبى إزاء عدم المساواة الاجتماعية وأمر حزب الشيوعى الصينى الشركات المملوكة للدولة بتخفيض رواتب الإدارة العليا.
وطالت عمليات خفض الوظائف المدراء التنفيذيين فى البنوك الصينية حيث وصلت إلى 60% وأشاد رئيس مجلس ادارة بنك التعمير الصينى، ثانى أكبر البنوك الصينية من حيث الأصول بخفضه 50% من الموظفين العام الماضى مؤكدا أنها خطوة صحيحة للغاية.
وأشار لياو تشى مينج، المحلل لدى شركة «تى إف» للأوراق المالية فى بكين، أن ما وراء خفض التكاليف هو تحول الصناعة نحو المصارف الرقمية التى تقود أيضا التخفيضات فى أعداد الموظفين، حيث يتم إجراء أكثر من 90% من المعاملات لمعظم المقرضين الآن على شبكة الإنترنت.