مصنع سامسونج فى مصر قصة نجاح كبيرة، فهو مصنع نجح فى تصنيع الإلكترونيات (التليفزيونات) فى صعيد مصر وأصبح ترتيبه السادس عالمياً من ضمن 17 مصنعاً للتليفزيونات لسامسونج فى دول العالم من حيث الجودة، كيف نجحنا وأثبتنا أن العامل المصرى ممكن أن يبدع فى عمله؟ نجحنا بالإدارة القوية والرؤية الواضحة فلم يكن يتوقع الكثيرون أن ينجح أبناء صعيد مصر فى تصنيع الإلكترونيات، هذا المصنع يصنع التليفزيونات ونجح فى تحقيق 800 مليون دولار صادرات فى عام 2015 (4% من إجمالى صادرات مصر)، رقم كبير جداً ويستحق وقفة وتعظيم سلام فجانب ذلك خلقت الشركة 1500 فرصة عمل مباشرة بجانب فرص العمل غير المباشرة، بدأ المصنع فى عام 2011 وصعد إلى المراكز الأولى عالمياً فى مدة زمنية بسيطة، فعلاً المصريون ممكن أن يحققوا الكثير، ولكن هل كان من الممكن تحقيق المزيد؟ طبعاً، كان من الممكن أن تركز الحكومة تركيزاً تاماً لجذب كل أنشطة شركة سامسونج والشركات المغذية لها وتنمية الصادرات من مصر من الـ800 مليون دولار سنوياً إلى ما يقرب من 30-40 مليار دولار سنوياً، هذا ليس من المستحيل بل إنه ممكن. فشركة سامسونج بدأت فى نفس الفترة تقريباً فى فيتنام، بدأت بدراسة سوق التصنيع عام 2008 ثم أنشأت مصنعاً للتليفونات المحمولة عام 2009 ثم بعد ذلك أنشأت العديد من المصانع، كم تصدر الآن سامسونج من فيتنام؟
– 2 مليار دولار
– 15 مليار دولار
– 30 مليار دولار
صادرات شركة سامسونج السنوية من فيتنام اقتربت من الـ30 مليار دولار أى 40 ضعف صادرات سامسونج من مصر ومرة ونصف كل الصادرات التى تخرج من مصر سنوياً، كيف حققوا ذلك؟ حققوا ذلك عن طريق تصدير التليفونات المحمولة بحوالى 25 مليار دولار والأجهزة المنزلية والتليفزيونات بحوالى 5 مليارات دولار وأنشأوا مركزاً للبحث والتطوير R&D center مما كان له عظيم الأثر فى توطين الشركة فى فيتنام وتطوير الكفاءات الفيتنامية.
الحكومة الفيتنامية تعامل شركة سامسونج كشريك استراتيجى لتطوير اقتصاد فيتنام وعلينا بفعل نفس الشىء معهم فى مصر، ليس فقط مع سامسونج ولكن مع كل الشركات العالمية الكبرى.
الصناعات الصغيرة والمتوسطة قوية جداً فى الصين وألمانيا ولكنه تم بناؤها على تنمية شركات كبرى مثل سامسونج تستطيع أن تشترى إنتاج الشركات الصغيرة والمتوسطة، بدون فهم ذلك، لا تتطور أبدأ هذه الشركات، لذلك علينا أن نسعد بما حققته شركة سامسونج فى مصر ولكن لابد أن يكون طموحنا أكبر من ذلك بكثير.
إننا نحزن عندما نرى الدول الأخرى تعمل بأهداف وتسعى إلى تحقيقها ونحن لا نعمل بأهداف ثم ننبهر لماذا تقدم الآخرون وتأخرنا.
شركة سامسونج مقتنعة أن مصر ممكن أن تكون مركزاً صناعياً عالمياً لمنتجاتها، والشركة موجودة فى مصر، علينا باقتناص الفرصة، وسيحاسب الله المقصرين فى الحكومة إذا أضاعوا فرص واضحة مثل تلك الفرصة فى فتح فرص عمل لآلاف الشباب وفى توفير العملة الصعبة التى هى أساس مشكلتنا الاقتصادية الحالية.